حظر تجول في شرق ليبيا لمواجهة «كوفيد ـ 19»... والحبس للمخالفين في غربها

صعّدت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا من إجراءاتهما الاحترازية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، على الرغم من إعلانهما خلو البلاد إلى الآن من الفيروس. وقررت الحكومة الموازية بمدينة البيضاء شرق البلاد، أمس، حظر التجول بشكل تام لمدة عشرة أيام، تبدأ من يوم غد وحتى الجمعة الثالث من أبريل (نيسان) المقبل؛ بهدف التصدي لانتشار الفيروس. وقال الفريق عبدالرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني» الليبي رئيس اللجنة العليا لمكافحة «كورونا»، إن اللجنة قررت حظراً كاملاً للتجول طوال ساعات اليوم الـ24 لمدة عشرة أيام، متوعداً «كل من يخالف هذا القرار بتعريض نفسه لعقوبات»، قبل أن يشير إلى قدرة الشعب الليبي «على هزيمة أعدائه» والتصدي لخطر «كورونا». ووجه الناظوري حديثه إلى الليبيين في مؤتمر صحافي أمس، وقال «نحن لا نريد أن نصل إلى ما وصلت إليه الدول التي انتشر بها الفيروس وخاصة إيطاليا، فهذه الإجراءات رغم قسوتها فإنها تستهدف سلامتكم».
وطمأن الناظوري الشعب على توفر السلع والمواد الغذائية والتموينية بشكل كاف، وقال إنها تكفي 5 أشهر وأكثر، و«أعتقد أنه لا يوجد ليبي يرضى أن يبيت جاره من دون أكل أو شرب»، مرحباً بكل من يمد يد العون لإخوانه الليبيين.
يأتي هذا القرار بالتوازي من توعد حكومة «الوفاق» المعترف بها أممياً، بسجن الأشخاص المخالفين لقرار حظر التجول المؤقت المفروض في المدن الواقعة تحت سيطرتها بغرب البلاد.
وأوضحت وزارة الداخلية التابعة لـ«الوفاق» أمس، أن «القانون الصحي وقانون العقوبات ينصان على أن عقوبة المخالفين قد تصل إلى السجن لمدة لا تزيد على ستة أشهر وغرامة مالية لا تتجاوز المائتي دينار ليبي أو إحدى هاتين العقوبتين» (الدولار مقابل 4.36 دينار). وسعياً منها للقضاء على تجمعات المواطنين، ألزمت وزارة العدل بحكومة الوفاق، المأذونين الشرعيين بإبرام عقود الزواج بـ«محلهم المختار»، على أن يقتصر حضور مجلس العقد على الزوج أو وكيله وولي الزوجة وشاهدي العقد. وشددت الوزارة في توجيهها على ضرورة «التقيد والالتزام بالقرار حفاظاً على الصحة العامة»، متوعدة من يخالف هذا التعميم بتطبيق العقوبات الواردة في لائحة المأذونين، عليهم والتي قد تصل إلى العزل. كما أعلنت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» أنها تلقت عرضاً من نظيرتها الصينية - لإقامة برنامج تدريبي دولي لتعريف الخبراء في ليبيا بالبروتوكولات التي استخدمتها الصين في تشخيص وعلاج الحالات المصابة بفيروس «كورونا».
وحسب بيان للوزارة أمس، فإن «البرنامج التدريبي سيجرى باستخدام تقنيات التدريب عن بُعد، ويعطي تعريفاً بالطرق التي اتبعتها الصين في التعامل مع تفشي الفيروس، طرق التعامل مع انسداد الممرات التنفسية خلال مرحلة العدوى، ويمنح أيضاً تعريفاً بالحالات الحادة».
وسبق وأعلن المجلس الرئاسي بحكومة «الوفاق» حظر التجول في عموم البلاد، من الساعة 6 مساءً حتى 6 صباحاً اعتباراً من الأحد الماضي؛ واستثنى القرار الأعمال ذات الطبيعة السيادية والأمنية والصحية والصيدليات وأعمال البيئة والكهرباء والطاقة والاتصالات وحركة الشحن.