مطعم ينقل إيطاليا الستينات إلى قلب لندن

بإطلالة على ساحة {كوفنت غاردن} النابضة من الصباح إلى الليل

ديكورات جميلة تذكرك بفترة الستينات  -  شرفة مطلة على ساحة {كوفنت غاردن}  -  أطباق إيطالية جذابة
ديكورات جميلة تذكرك بفترة الستينات - شرفة مطلة على ساحة {كوفنت غاردن} - أطباق إيطالية جذابة
TT

مطعم ينقل إيطاليا الستينات إلى قلب لندن

ديكورات جميلة تذكرك بفترة الستينات  -  شرفة مطلة على ساحة {كوفنت غاردن}  -  أطباق إيطالية جذابة
ديكورات جميلة تذكرك بفترة الستينات - شرفة مطلة على ساحة {كوفنت غاردن} - أطباق إيطالية جذابة

أصبحت وجبة الفطور من بين أهم الوجبات التي يتطلع إليها المرء في أيامنا هذه؛ ولهذا السبب نرى الكثير من المطاعم التي بدأت تفتح أبوابها منذ الصباح الباكر لتقديم الفطور، ومواكبة موجة الفطور الصحي، مثل الأفوكادو على الخبز المحمص مع البيض المقلي وجبن الفيتا، وغيرها من الأطباق الخفيفة التي أصبحت موضة العصر.
ومن بين أكثر الأسئلة التي تطرح عليّ: «أين يمكننا أن نتناول فطوراً مميزاً في مطعم جميل في لندن؟»، ومن بين اقتراحاتي مطعم «فيتا» VyTA الإيطالي الواقع في قلب منطقة كوفنت غاردن السياحية الشهيرة التي لا تتثاءب، وتعتبر من بين أكثر مناطق لندن حيوية ليلاً نهاراً.
يتمتع المطعم أولاً بموقعه اللافت وشرفته الجميلة المفتوحة أمام الزبائن صيفاً شتاءً، ولو أن صيف لندن يشبه شتاءها، وتطل هذه الشرفة على الساحة التي تعج بالفنانين والسياح والزوار من داخل المملكة المتحدة وخارجها.
شكل المطعم غير تقليدي؛ ففيه جلسات في الخارج عند المدخل في الطابق الأرضي وعبر مدخل صغير وبعد إلقاء التحية على موظفة الاستقبال تصعد إلى الطابق العلوي عبر سلم جميل، وما أن تصل الطابق العلوي حتى تشعر وكأنك عدت بالزمن إلى فترة الستينيات من القرن الماضي، الديكور بأرائكه المخملية برتقالية اللون، والطاولات، والإضاءة، واستخدام المرايا على الجدران كلها مفردات تذكرك بتلك الحقبة، وصولاً إلى فترة الـ«آرت ديكو» الموصوفة بالمرايا والألوان القوية. يلعب VyTA على الألوان والخامات وإدخال الخشب مع الزجاج.
المطعم ليس كبيراً من حيث الحجم، لكنه يتمتع بشرفتين، الأولى مطلة على الساحة الرئيسية، والأخرى تطل على الجزء الخلفي مقابل السوق الشهيرة في كوفنت غاردن.
الجلسات الداخلية جميلة والطاولات صغيرة، ولا تتسع لأعداد كبيرة. ميزة المطعم أنه يفتح في الصباح الباكر لتقديم الفطور الإيطالي، ويستمر في العمل لتقديم العشاء، والعشاء المبكر الذي يسبق الذهاب إلى المسرح، خاصة أن كوفنت غاردن شهيرة بانتشار المسارح فيها وتقدم مطاعمها العشاءات الباكرة لكي يتمكن الزبائن من مشاهدة المسرح الذي يبدأ عند الساعة السابعة والنصف.
هذا المطعم يتحدى التقاليد الإيطالية، ويقدم أطباقاً غير مألوفة ويدمج البرغر بالنكهة الإيطالية في أجواء عصرية جداً، لكن مذاق الأكلات الإيطالية استطاعت المحافظة على النكهات الأصلية، لكن في قالب عصري جداً وطريقة تقديم جديدة.
يشرف على المطبخ الشيف الرئيس دينو دي بيلليس، المولود في الريف القريب من روما، ويحمل في جعبته ثقافة الطعام في بلاده، ويحترم المنتجات ويحسن استخدامها، ويبتكر في كل طبق يقوم بتحضيره.
ولمحبي الخصوصية هناك غرفة خاصة لتناول الطعام بعيداً عن أنظار باقي الزبائن، لكن أنصحكم بحجز طاولة على الشرفة المطلة على الساحة؛ فهي مدفأة على مدار أيام العام، ومنها يمكنك مشاهدة العروض التي تقام في الهواء الطلق.
إذا كنت من أنصار الفطور، أنصحك بتذوق Frittata Bianca أو Cornetto Siciliano مع جرعة من الإسبريسو الإيطالية الأصلية. ويقدم المطعم أيضاً طبق الفريتاتا الخضراء مع السبانخ والهليون، أو بروسكيتا مع الفطر والطماطم، أو كرواسان، أو بيض مقلي، بحسب الطريقة التي تفضلها إلى جانب السلمون أو الخضراوات.
ولمحبي مأكولات الغداء هناك خيار واسع يتراوح ما بين الأطباق الإيطالية التقليدية والأطباق الأميركية والأوروبية العصرية بشكل عام، وإذا كنت تحب الأخطبوط على الطريقة الإيطالية جرب الـOctopus الذي يقدم على طبقة من البطاطس المهروسة، أو كارباتشيو القريدس، أو الريزوتو والبيتزا والبرغر والسلطة وجبن البوراتا والرافيولي.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.