دخل قرار وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد في مصر، بـ«تقليص زمن (خطبة الجمعة المكتوبة) لتكون ما بين 15 و20 دقيقة كحد أقصى، وأن تكون (خطبة الجمعة) في حدود أربع صفحات بدلاً من ست»، حيز التنفيذ أمس، وسط تأكيدات من «الأوقاف» على خطباء المساجد بـضرورة «الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير»، مشددة على «استبعاد أي خطيب أو إمام لا يلتزم بموضوع الخطبة».
في الوقت ذاته، راهنت «الأوقاف» على «سعة أفق الخطباء العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي».
وكانت «الأوقاف» قد دعت أئمتها وقياداتها الدعوية إلى عدم تخطي زمن الخطبة الوقت المحدد لها في جميع المساجد. وقال مصدر في «الأوقاف»، إن «قرار قصر زمن الخطبة جاء عقب رصد تجاوز بعض الخطباء الزمن المحدد لـ(خطبة الجمعة المكتوبة)»؛ لكن مصادر مطلعة ألمحت إلى أن «قرار الوزارة له علاقة بعدم انتشار فيروس (كورونا) في مصر». وترددت أنباء خلال الأيام الماضية عن قيام «الأوقاف» بإلغاء صلاة الجمعة بسبب فيروس «كورونا»؛ إلا أن الوزارة أعادت نشر تصريح للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أكد فيه أن «إلغاء صلاة الجمعة في مكان ما إذا تفشى الوباء فيه، وشكل ذلك خطراً على الأرواح، جائز، حفاظاً على الأرواح، شرط أن تكون الجهة الصحية المختصة هي التي تطلب ذلك، وتعممه على جميع أماكن التجمع المماثلة، وليس على خطبة الجمعة وحدها».
وتواصل «الأوقاف» إجراءاتها للسيطرة على منابر المساجد بـ«توحيد خطبة الجمعة». وسبق أن قصرت الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، ووضعت عقوبات تصل للحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك، كما دفعت ببعض مفتشيها ممن يحملون «الضبطية القضائية» إلى المساجد، لعدم استغلالها سياسياً، ولمواجهة ترويج أي إشاعات أو فتن.
وخصصت «خطبة الجمعة الموحدة» في مساجد مصر، أمس، للحديث عن «القيم الإنسانية في سورة الحجرات»، وتمت ترجمتها إلى 18 لغة أجنبية مختلفة، إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية، ومرئية بلغة الإشارة، خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة. وقال المصدر في «الأوقاف» لـ«الشرق الأوسط»، إن «ذلك في إطار الواجب الدعوي للوزارة، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعاً، ومحاصرة الأفكار المتطرفة».
ودعا وزير الأوقاف في خطبة الجمعة من محافظة بورسعيد أمس، المصلين والمواطنين إلى «إعمال العقل، والتثبت من الأخبار، وعدم الانسياق وراء ما تحاول الجماعات المضللة (على حد قوله) أن تروج له»، مؤكداً أن «من صفات المؤمن الحق التحقق مما يقوله وينقله»، محذراً في الوقت ذاته «من الاستعلاء على الناس والكبر والتكبر»، مشدداً على أن «أخطر أنواع الاستعلاء على الناس والكبر ما تقوم به عناصر الجماعات المتطرفة والمتشددة من تطاول»، موضحاً أن «المؤمن الحق لا يأتي منه إلا كل خير؛ لأنه مفتاح للخير، يزرع ويصنع، ولا يسعى في الأرض فساداً، ولا يقتل، أو يضلل الناس بمعلومات غير صحيحة».
«أوقاف» مصر تُفعِّل قرار تقليص زمن «خطبة الجمعة»
دعت خطباء المساجد إلى الالتزام بـ«ضبط الخطاب الدعوي»
«أوقاف» مصر تُفعِّل قرار تقليص زمن «خطبة الجمعة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة