هل فات الأوان لتعديل وضعية الجسم؟

تحسينات قليلة تساهم في استرجاع عافيته

هل فات الأوان لتعديل وضعية الجسم؟
TT

هل فات الأوان لتعديل وضعية الجسم؟

هل فات الأوان لتعديل وضعية الجسم؟


حتى وإن كانت وضعية جسمك تسبب المشكلات لك لسنوات، فمن الممكن الآن إدخال بعض التحسينات.
قد يبدو الكتفان المستديران والوقفة غير المستوية من المشكلات المزمنة المستمرة من دون حل واضح، لا سيما بعد الوصول إلى سن معين، وربما تشعر بأن الوقت قد فات لتعديل الأمر وتحسينه، ولكن هناك فرصة سانحة وجيدة لضبط وضعية الجسم على الوضع السليم.
تقول الدكتورة سالوني دوشي، طبيبة العلاج الطبيعي لدى مستشفى «بريغام» لأمراض النساء، التابع لجامعة «هارفارد»: «ليس الأمر عسيراً كما يظن البعض. وتحسين وضعية الجسم يتعلق في أغلب الأحيان بمحاولة تغيير الأنشطة الممارسة يومياً مع تقوية العضلات».
- عوامل وأسباب
ما هي العوامل المسببة لمشكلات وضعية الجسم؟ تنشأ الوضعية السيئة للجسم في الغالب من عادات العصر الحديث، مثل طول ساعات العمل أمام الحاسوب، أو الاستلقاء لفترات طويلة على الأريكة عند مشاهدة التلفاز، أو مداومة الاطلاع على الهواتف الذكية أكثر الوقت. وربما تنبع الوضعية السيئة للجسم أيضاً من الساعات الطويلة التي تقضيها في حمل الأغراض الثقيلة (مثل المعدات في أماكن العمل، أو أكياس البقالة الممتلئة، أو حقيبة اليد الثقيلة).
قد تجبرك كل هذه الأنشطة ومثيلاتها على انحناء الجسد، أو دفع الأكتاف إلى الأمام. تقول الدكتورة دوشي موضحة: «يؤدي ذلك للإفراط في تمدد وإضعاف العضلات في الجزء الخلفي من الكتفين، كما يؤدي إلى تقصير العضلات في مقدمة الكتف والصدر. ثم تتدخل الجاذبية بسحب العضلات إلى الأمام، نظراً لأن العضلات ضعيفة للغاية، لدرجة صعوبة سحبها للوراء مرة أخرى».
إذا كانت العضلات الأساسية في الظهر والبطن قد أصبحت ضعيفة بسبب عدم ممارسة الأنشطة، فمن شأن ذلك أن يسبب ميل الجسم إلى الأمام أيضاً. وهذه العضلات مهمة للغاية في ضبط إطار الجسم، والحفاظ على الوضعية المستقيمة وقوفاً.
ومن المسببات الأخرى لوضعية الجسم السيئة، هناك العظام المكسورة في الظهر. والأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام قد يتعرضون للكسور الانضغاطية عندما تكون العظام في الظهر ضعيفة، بدرجة لا تكفي لدعم الأحمال الملقاة عليها. وتنهار العظام على الجانب الأمامي، أي الجزء الأقرب إلى الصدر. ومع تراكم الفقرات المنهارة، يتخذ العمود الفقري الشكل المستدير مع الانحناء إلى الأمام، وهي الحالة المرضية التي تحمل مسمى «حدبة الأرملة» (dowager›s hump) أو «الزعنفة الظهرية» (dorsal kyphosis).
- عواقب الوضعية السيئة
تقول الدكتورة دوشي: «يتساءل الناس في بعض الأحيان: لماذا ينبغي عليَّ تغيير وضعية جسمي؟ فإنني لا أعبأ بذلك. لكن أحد أهم الأشياء التي تحدث مع الوضعية المنحنية للجسم إلى الأمام، أن مركز ثقل الجسم يتحرك إلى الأمام بسبب ذلك. مما يزيد من مخاطر السقوط في بعض الأحيان».
ويمكن لوضعية الجسم السيئة أن تسبب آلاماً في الظهر أو العنق، أو الصداع، أو صعوبة التنفس، أو صعوبة المشي. وتقول الدكتورة دوشي: «يبدو أن آلام الظهر والعنق هي الأكثر شيوعاً».
- نصائح للوقوف بكل طولك
يكمن المفتاح في تعديل الوضعية السيئة للجسم، في تقوية وتمديد العضلات في الجزء الأعلى من الظهر والصدر والوسط.
- تشتمل العوامل المقوية للكتف «Shoulder strengtheners» على ضاغطات عظام الكتف (scapula squeezes) أي ضغط ألواح الكتف سوياً لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة، والتجديف بالمرفقين (استخدام عصابة المقاومة لسحب المرفقين كما في تمرين التجديف).
- وتشتمل مقويات لب الجسم «Core strengtheners» على الألواح المعدلة، (وفيها تتخذ وضعية الرفع مع الاستناد على المرفقين) أو ببساطة: تشديد عضلات البطن، وسحب السرة بشدة نحو العمود الفقري.
- طريقة سهلة لتمديد عضلات الصدر: ضع الذراعين خلف الظهر، مع ضم كلا المرفقين (أو الساعدين إن كان ذلك هو أقصى ما تستطيع)، مع الثبات على هذا الوضع.
- وعليك العمل أيضاً على تعديل وضعية جسمك من خلال الأنشطة اليومية. ومن الوسائل البسيطة لذلك عندما تكون جالساً (حتى أثناء مشاهدة التلفاز): ضع منشفة ملفوفة خلف كتفيك؛ حيث تساعدك على الجلوس في وضعية مستقيمة حتى لا تسقط المنشفة من ورائك.
- كذلك مع التقليل من الأنشطة التي تؤدي إلى إضعاف وضعية الجسم، خذ فترات للراحة من الحاسوب والتلفاز، مع زيادة ممارسة التمارين الرياضية. وتقول الدكتورة دوشي: «في غضون 6 إلى 12 أسبوعاً، سوف تلاحظ تحسناً في وضعية جسمك».
- لم يفت الأوان لتنشيط الوضعية
> إن كنت تعاني من إصابة في العمود الفقري، أو أجريت لك عملية جراحية لدمج العظام في الظهر أو إزالتها، فربما تكون هناك حدود وقيود على تحسين الوضعية الجيدة لديك. وبخلاف ذلك، كما تقول الدكتورة دوشي، فإن الوقت لم يمر بعد، لتعديل وضعية جسمك، حتى وإن تعرضت لكسر في بعض الفقرات (أي بمجرد الشفاء والتعافي وتأكيد الطبيب أنك بخير). وتضيف: «في هذه الحالة، نحاول منع تكرار الكسور في أجزاء أخرى من الظهر. ولا يمكننا تغيير العظام، ولكن يمكننا تغيير كتلة العظام».
- تمديد الصدر في وضعية الجلوس
> اجلس في وضع مستقيم في مواجهة جوانب الكرسي. ثم ثبِّت يديك خلفك، مع إغلاق الأصابع حتى تواجهك راحتا يديك. ارفع يديك إلى أعلى حتى نقطة التشدد. حافظ على الوضع لمدة 10 ثوانٍ ثم العودة إلى وضع البداية. كرر التمرين من مرتين إلى أربع مرات.
- رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».