الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبروتين قد يطيل العمر

برغر اللحم مضاف إليه الفاصوليا السوداء ومسحوق بروتين الكانولا (رويترز)
برغر اللحم مضاف إليه الفاصوليا السوداء ومسحوق بروتين الكانولا (رويترز)
TT

الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبروتين قد يطيل العمر

برغر اللحم مضاف إليه الفاصوليا السوداء ومسحوق بروتين الكانولا (رويترز)
برغر اللحم مضاف إليه الفاصوليا السوداء ومسحوق بروتين الكانولا (رويترز)

يبدو أن كثيراً من الأشخاص مؤخراً المهتمين باتباع نظام غذائي يقللون من استهلاكهم السعرات الحرارية لتحسين فرصهم في حياة أطول، ولتقليل احتمالات إصابتهم بالأمراض المزمنة، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».
وأظهرت دراسة جديدة أن الحد من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين التي تحتوي بشكل طبيعي على مستويات عالية من الأحماض الأمينية الكبريتية، مثل اللحوم والألبان والمكسرات وفول الصويا، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وإذا أثبتت الأبحاث المستقبلية ذلك، فقد يكون هذا الأمر نقطة انطلاق لتحسين الصحة وعيش حياة أطول.
وقال جون ريتشي أستاذ علوم الصحة العامة بكلية طب ولاية بنسلفانيا الأميركية في بيان: «لعقود من الزمن، كان من المعروف أن الوجبات الغذائية التي تقيد تناول الأحماض الأمينية الكبريتية تعتبر مفيدة لعيش الحيوانات أعماراً أطول».
وأضاف ريتشي: «توفر هذه الدراسة أول دليل على أن الإفراط في تناول الطعام الغني بالأحماض الأمينية الكبريتية قد يكون مرتبطاً بالأمراض المزمنة لدى البشر».
وفي البحث، استكشف الباحثون دور الميثيونين والسيستين، وهما من الأحماض الأمينية الأساسية التسعة في الجسم التي تحتوي على الكبريت.
وفي أنابيب الاختبار والدراسات على الحيوانات، يبدو أن التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الأمينية الكبريتية يؤخر الشيخوخة ويزيد من العمر الافتراضي.
وفي إحدى الدراسات المبكرة التي أجريت على الجرذان، أدى الحد من تناول الميثيونين بنسبة 80 في المائة إلى زيادة عمر الفئران بمعدل 43 في المائة.
لكن ترجمة هذه النتيجة المدهشة عند البشر ستكون صعبة، ذلك لأن الأحماض الأمينية الكبريتية تلعب أدواراً رئيسية في النمو.
ومع ذلك، في تحليل البحث الذي أجري عام 2018، وجد ريتشي وفريقه أنه عندما تم تقييد الوجبات الغذائية للحيوانات كاملة النمو، فإن البالغين حصلوا على الفوائد الصحية نفسها دون الحاجة إلى القلق بشأن تأخير النمو.
ويقول أحد المشاركين في الدراسة، شيانغ قاو، مدير مختبر علم الأوبئة التغذوية بجامعة ولاية بنسلفانيا، إن إحدى النتائج التي توصل إليها تفيد بأن الأميركيين يتناولون كمية من الأحماض الأمينية الكبريتية تزيد بمقدار 2.5 مرة على الاحتياجات الغذائية المقدرة.
وقال جاو في بيان: «كثير من الناس في الولايات المتحدة يستهلكون نظاماً غذائياً غنياً باللحوم ومنتجات الألبان».
وبالإضافة إلى ذلك، تم ربط ارتفاع تناول الأحماض الأمينية الكبريتية بدرجة أعلى من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذا ليس مستغرباً، بالنظر إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدهنية مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والدهون الأخرى التي تشكل عوامل خطر معروفة على صحة القلب.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.