الصومال: مقتل 4 أشخاص بتفجير استهدف تجمعاً لأتراك

محاولة إسعاف أحد الجرحى في مقديشيو (رويترز)
محاولة إسعاف أحد الجرحى في مقديشيو (رويترز)
TT

الصومال: مقتل 4 أشخاص بتفجير استهدف تجمعاً لأتراك

محاولة إسعاف أحد الجرحى في مقديشيو (رويترز)
محاولة إسعاف أحد الجرحى في مقديشيو (رويترز)

قتل 4 أشخاص على الأقل، وجرح نحو 15 آخرين، بينهم أتراك، في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من حاجز على مدخل مدينة أفجوي، استهدف قافلة للشرطة كانت ترافق مجموعة من المهندسين الأتراك، يعملون في بناء طريق بالمدينة، التي تقع جنوب غربي العاصمة الصومالية مقديشو. فيما أعلنت حركة «الشباب» الإرهابية أمس، مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف الأتراك، متوعدة باستمرار العمليات الشبيهة.
وقالت وكالة «الأناضول» التركية نقلاً عن معلومات من سفارة أنقرة في مقديشو، إن «4 أتراك على الأقل يعملون في شركة بناء أصيبوا ويتلقون العلاج في مستشفى»، لكن وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا، أفاد بأن «6 أتراك (بينهم اثنان في حالة خطرة) و9 صوماليين أصيبوا في التفجير».
وقال إسماعيل مختار، المتحدث باسم الحكومة الصومالية، إن «الهجوم وقع في بلدة أفجوي بمنطقة شبيلي السفلى، وإن (الإرهابيين) كانوا يستهدفون بالقتل مواطنين أتراكاً، يقومون بشق طريق بين مقديشو وأفجوي، وإن من بين الجرحى نائب قائد القوات الخاصة الصومالية». وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم «الشباب» في بيان نقلته «رويترز»: «نحن وراء (استشهادي) السيارة الملغومة في أفجوي... استهدفنا الأتراك و(استهدفنا) القوات الصومالية معهم. هناك ضحايا... قتلى وجرحى».
وهذه هي المرة الثانية التي تتبنى فيها حركة «الشباب» استهدافاً للأتراك، إذ أعلنت مسؤوليتها الشهر الماضي، عن هجوم مشابه طال عدداً من المهندسين الأتراك في مقديشو، وأسقط 90 جريحاً عقب انفجار «سيارة مفخخة»، وأعلنت السفارة التركية حينها مقتل تركيين، كما نفذت الحركة عدة هجمات؛ أبرزها هجوم ضد قاعدة أميركية - كينية في كينيا. وأكد بشير أحمد، مسؤول الشرطة في أفجوي، في تصريحات صحافية، أمس، أن «جنوداً قتلوا في التفجير».
وفي بيان مسؤوليتها عن الهجوم، اتهمت «الشباب» تركيا بالسعي إلى ما وصفته بـ«احتلال الصومال، والسيطرة على جميع موارده الاقتصادية». وذكرت أنها «لن تتوقف عن القتال، حتى ينسحب الأتراك من الصومال».
وتقوم تركيا بأنشطة عدة في الصومال، وتدير شركات تابعة لها ميناء ومطار مقديشو، كما أنشأت قاعدة عسكرية جنوب العاصمة. وقال شاهد عيان أمس، إن «التفجير كان هائلاً، ودمر حاوية يستخدمها مهندسون أتراك يعملون في بناء طريق أفجوي»، مؤكداً: «كان كثير من عناصر الشرطة يقومون بحراسة المهندسين الأتراك، وآخرون كانوا متجمعين قرب الحاجز، حيث المأوى المؤقت، وشاهدت جثث أشخاص، والعمال الأتراك المصابين جراء التفجير».
ويشن مقاتلو حركة «الشباب» مراراً هجمات بالسيارات المفخخة. ويؤكدون أنهم يريدون الإطاحة بالحكومة الصومالية التي يدعمها المجتمع الدولي و20 ألف مقاتل من القوة الأفريقية المشتركة في الصومال.
وخسر «الشباب» بطردهم من مقديشو عام 2011، معقلهم الرئيسي؛ لكن الحركة تسيطر على مناطق شاسعة في جنوب ووسط الصومال، ويهاجمون قوات الأمن والمدنيين بشكل متكرر.
وشهدت الصومال في وقت سابق من يوم أمس، قتل جنديين صوماليين على الأقل، وأصيب آخرون، جراء اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش، وعناصر حركة «الشباب» في المدينة. وذكرت إذاعة «شابيلي» أمس، أن «الاشتباكات بدأت حينما حاول مئات المسلحين اقتحام نقطة تفتيش تابعة للجيش». وكانت المدينة، قد شهدت من قبل هجمات مماثلة شنها مسلحو الحركة، في وقت تقوم فيه القوات الصومالية وقوات بعثة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) بعمليات مشتركة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها الحركة.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.