ملفّات عالمية شائكة تنتظر المشاركين في منتدى دافوس

الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تشارك في إضراب مدرسي في لوزان احتجاجاً على ظاهرة التغيّر المناخي (أ.ف.ب)
الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تشارك في إضراب مدرسي في لوزان احتجاجاً على ظاهرة التغيّر المناخي (أ.ف.ب)
TT

ملفّات عالمية شائكة تنتظر المشاركين في منتدى دافوس

الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تشارك في إضراب مدرسي في لوزان احتجاجاً على ظاهرة التغيّر المناخي (أ.ف.ب)
الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تشارك في إضراب مدرسي في لوزان احتجاجاً على ظاهرة التغيّر المناخي (أ.ف.ب)

يشارك قادة عالميون اعتبارا من الثلاثاء في منتدى دافوس الاقتصادي السنوي، على وقع تحديات هائلة تراوح من التغيّر المناخي إلى الأوضاع في الشرق الأوسط.
ويخشى مراقبون أن يشكل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يُعقد في المنتجع السويسري ساحة لإبراز الخلافات بين الشرق والغرب، وبين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبين رجال الأعمال والنشطاء الساعين إلى التصدي للأخطار الداهمة التي تحدق بالعالم مع مطلع العقد الثالث للقرن الحادي والعشرين.
لكن منظّمي الحدث الذي يعود إلى نحو نصف قرن وتحديداً إلى العام 1971 قبل اختراع الهاتف المحمول، وقبل أن يتحول التغيّر المناخي إلى ملف يثير قلقا دوليا وفي أوج الحرب الباردة، ينوون التصدي للقضايا العالمية بقائمة طويلة ومتنوعة من المشاركين.
ولا بد أن يستقطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجزء الأكبر من الأضواء، وكذلك الناشطة السويدية من أجل المناخ غريتا تونبرغ التي ستحضر المنتدى للعام الثاني والتي صارت رمزا للاحتجاج على عدم التحرّك الفاعل من أجل التصدي لظاهرة التغيّر المناخي.
وستشدد تونبرغ على مدى «الجنون» في مواصلة الاستثمار في الوقود الأحفوري في وقت تسلّط الكوارث الكبرى التي يشهدها العالم، على غرار الحرائق في أستراليا، الضوء على التداعيات السلبية لارتفاع درجات الحرارة. وقد شاركت اليوم (الجمعة) في تحرك من أجل المناخ في مدينة لوزان السويسرية.
كذلك سيطغى على المنتدى خطر اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة وإيران، مع تصاعد التوتر إثر الضربة الأميركية التي قُتل فيها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وإسقاط الجمهورية الإسلامية، بصاروخ اُطلق من طريق الخطأ، طائرة ركاب أوكرانية ومقتل 176 شخصا كانوا يستقلونها.
وألغى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مشاركته التي كانت مقررة، ومعها احتمال حصول أي مواجهة، أو حتى لقاء، مع الرئيس الأميركي.
ومع ترؤس نائب رئيس الوزراء الصيني هان جينغ وفد بلاده إلى المنتدى، ستسلَّط الأضواء على النزاع التجاري القائم بين بكين وواشنطن، على الرغم من التوصل هذا الأسبوع إلى اتفاق هدنة بعد عامين من التوتر.
وستكون رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لايين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أبرز شخصيتين من الاتحاد الأوروبي تشاركان في المنتدى، وقد تُبرز مشاركتهما الخلافات القائمة بين أوروبا والولايات المتحدة حول ملفات أساسية.
ويقول جيريمي شابيرو مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية: «في ملف التغير المناخي والنزاعات الدولية على غرار النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، هناك خلاف بين القادة الأميركيين والأوروبيين لا يقتصر على (طريقة) الحل بل يشمل طبيعة المشكلة». ويوضح أنه في حين يعتبر قادة الاتحاد الأوروبي التغيّر المناخي «تحديا وجودياً»، يرى فيه ترمب «خدعة صينية».
ويسود خلاف بين الجانبين في الموقف من قضية الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران عام 2015، والذي كان يفترض أن ينزع فتيل اندلاع نزاع مع طهران.
ويشدد شابيرو على عدم وجود «أي أساس صلب يمكن ان تبنى عليه الحلول للمشاكل العالمية».
ويشير المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره الصادر حديثاً إلى مجموعة تحديات تواجه البشرية، أبرزها انعدام الاستقرار الاقتصادي، والتغيّر المناخي، وانعدام المساواة في الوصول إلى الإنترنت، والضغوط التي تواجهها أنظمة الرعاية الصحية.
ويتطرق التقرير إلى الحرائق التي اجتاحت أستراليا واستقطبت اهتماماً دولياً، معتبراً أن «التغيّر المناخي يضرب بشكل أقوى وأسرع مما توقّع كثر»، وسط توقعات بارتفاع الحرارة ثلاث درجات على الأقل في نهاية القرن الحالي.
ويتناول التقرير أنظمة الرعاية الصحية، محذرا من أنها قد تكون غير قادرة على تحقيق أهدافها مع حلول الأمراض القلبية والعقلية محل الأمراض المعدية كأكبر مسبب للوفيات.
وسيأتي حضور ترمب للمنتدى في 21 و22 يناير (كانون الثاني) بعد مشاركة أولى له عام 2018، مع بدء محاكمته في مجلس الشيوخ الأميركي بتهمتين وجّههما إليه مجلس النواب الذي أوصى بعزله.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

الخليج وزير الخارجية يستقبل مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

 استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض، الاثنين، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كلاوس شواب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
جانب من انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الاقتصادي في الرياض أمس (واس)

مشاركة دولية واسعة في «دافوس الرياض»

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أمس (الأحد)، أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، وبمشاركة دولية واسعة.

هلا صغبيني ( الرياض) مساعد الزياني ( الرياض )
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً أمير الكويت اليوم في الرياض (واس)

محمد بن سلمان يستعرض التطورات وتعزيز العلاقات مع مشعل الأحمد والسوداني

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير الكويت ورئيس الوزراء العراقي كل على حدة وذلك على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي المنعقد في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاركون في حلقة نقاش جانبية خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض في 28 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حزمة مشاريع عراقية جاهزة للتنفيذ تعرض خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض

قال مصدر حكومي مطّلع إن العراق سيقدم خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض حزمة من المشاريع الجاهزة للتنفيذ أمام كبريات الشركات المشاركة في المنتدى.

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي وعدد من المعنين بالتحضير للمنتدى (صفحة وزارة الاقتصاد والتخطيط على «إكس»)

تحضيرات اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي في الرياض بين الإبراهيم وبرينده

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، التحضيرات الجارية للاجتماع الخاص بالمنتدى الذي سيُعقد في المملكة في…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» العالمية رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3»، إلى جانب التصنيفات الإيجابية من الوكالات العالمية الأخرى، يعزز ثقة المستثمرين ويخلق فرصاً أكبر لجذب الاستثمارات الأجنبية، كما يسهم في تعزيز مكانة السوق المالية السعودية بوصفها وجهة استثمارية عالمية.

وأضاف الحصان عبر حسابه في منصة «إكس»، أن هذا الإعلان يعكس نجاح الإصلاحات الاقتصادية والسياسات المالية الطموحة التي تبنتها الحكومة السعودية.

وكانت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» قد أعلنت، مساء الجمعة، رفع تصنيف السعودية بالعملتين المحلية والأجنبية إلى «إيه إيه 3» من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

وأكدت الوكالة على تقدم المملكة المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي، الذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة، مشيرة إلى جهود البلاد في استثمار الموارد المالية المتاحة لتنويع القاعـدة الاقتصادية عـن طريق الإنفاق التحولي.