انخفاض الإدراجات العالمية في البورصات إلى أدنى مستوى منذ 3 سنوات

طرح «أرامكو» كان الأضخم على الإطلاق

TT

انخفاض الإدراجات العالمية في البورصات إلى أدنى مستوى منذ 3 سنوات

بعد سنتين مزدهرتين بالإدراجات في البورصات العالمية، اتضح أن العام ٢٠١٩ كان الأسوأ على هذا الصعيد منذ ٣ سنوات على الأقل. فقد بلغ العدد ١٣٢ شركة أدرجت العام الماضي مقابل ١٥٣١ في ٢٠١٨.
والاكتتابات في ٢٠١٩ كانت أقل بنسبة ١٠ في المائة وبلغت قيمتها ١٨٩ مليار دولار، وفقاً لدراسة صادرة عن شركة «ديالوجيك» العالمية المتخصصة في هذا النوع من الإحصاءات.
أما عن الأسباب فقد ذكرت الشركة أنها مرتبطة بالحروب التجارية وبانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي (بريكست) وتظاهرات هونغ كونغ. فتلك الأحداث أثرت في الشركات والمستثمرين فارتفع منسوب الحذر.
ولتعويض النقص، أي بدلاً من اللجوء إلى الإدراجات في أسواق المال لجمع الرساميل، لجأت الشركات إلى الصناديق الاستثمارية المفعمة بالسيولة والتي تساهم على أسس تقييمات تناسبها. كما أن شركات كثيرة باحثة عن رساميل استثمارية لجأت إلى تلك الصناديق لأنها لا تريد الإدراج في البورصات التي تتطلب معايير التزام معينة محاسبياً ومعايير إفصاح وشفافية بالغة.
ورغم ذلك فإن العام ٢٠١٩ شهد إدراجات على جانب كبير من الأهمية العالمية والاستراتيجية، وفقا لدراسة «ديالوجيك». وما إدراج «أرامكو» إلا أفضل مثال على ذلك، علما بأن هذا الطرح سيبقى مسجلاً في أرشيف أسواق المال على أنه الأكبر والأضخم عبر التاريخ حتى تاريخه، فالشركة النفطية السعودية جمعت في سوق «تداول» بالرياض نحو 25.6 مليار دولار. وفي العالم هناك أيضاً اكتتاب لشركة «علي بابا» الصينية للتجارة الإلكترونية الذي جمع 11.3 مليار دولار في بورصة هونغ كونغ، بينما جمعت شركة «أوبر» 8.1 مليار دولار، وهناك أيضا شركة «أفانتور» للمنتجات والخدمات العلمية التي أدرجت في نيويورك جمعت (3.3 مليارات دولار).
وقطاعياً، أتى على رأس القائمة النشطة في ٢٠١٩ اكتتابات خاصة بقطاعي التمويل والتكنولوجيا، علماً بأن ١٧ في المائة من الشركات المدرجة العام الماضي هي شركات مالية.
في أوروبا، أكبر طرح أولي كان من نصيب شركة «نكسي» الإيطالية المتخصصة بالمدفوعات والتي جمعت 2.3 مليار دولار، وكانت سبقتها شركة مدفوعات أخرى طرحت في لندن اسمها «نتوورك إنترناشيونال» والتي بلغت حصيلة طرحها نحو 1.6 مليار دولار، وبعد التمويل كان قطاع التكنولوجيا الأكثر طرحاً ونشاطاً وجمعا للأموال بقيادة «أوبر» و«ليفت» و«بنترست».
على صعيد الأسواق، بقيت نيويورك على رأس الأسواق المالية الأكثر نشاطا وجذباً للطروحات والاكتتابات والإدراجات وبواقع ٦٢ دولارا، واستمرت هونغ كونغ والصين أيضا في جذب الشركات حيث بلغ إجمالي عدد الطروحات الأولية ٣٤٥، أي بزيادة نسبتها ٢٠ في المائة مقارنة مع العام ٢٠١٨. وكانت الصين اتخذت جملة إجراءات تحفيزية تشجع على الإدراج لا سيما إدراج شركات التكنولوجيا والإنترنت وتقنية المعلومات. ففي يوليو (تموز) الماضي أطلقت في شنغهاي سوقاً تشبه «ناسداك» الأميركية مخصصة للأسهم التكنولوجية، وسميت «ستار ماركت» وحظيت بشروط سهلة جداً للإدراج فيها.
في المقابل، فإن النشاط الأوروبي في هذا المجال كان متباطئاً، حتى أن تقرير «ديالوجيك» يؤكد أن ٢٠١٩ كان الأسوأ منذ ١٠ سنوات، إذ لم يتجاوز حجم الطروحات مبلغ ١٧ مليار دولار، ولم تدخل البورصات الأوروبية إلا ١٤٨ شركة جديدة مقابل ٢٥٣ في ٢٠١٨. وألغت شركات كثيرة إدراجاتها بفعل المناخات غير المواتية. وعلى صعيد الأسواق الأوروبية أتت لندن على رأس الأفضل نشاطاً رغم «البريكست»، واحتلت فرنسا المرتبة الثانية.
يذكر أن العام الماضي شهد ١٢٣١ عملية بقيمة إدراجات بلغت ١٨٩ مليار دولار، مقابل ١٥٢٨ عملية في ٢٠١٨ (210.3 مليار)، و١٧٧٣ عملية في ٢٠١٧ (١٩٩ ملياراً) وفي ٢٠١٦ نحو ١٣٨٢ عملية (١٣٧ ملياراً).
تبقى الإشارة إلى أن إدراج شركة «أوبر» لم يأت على قدر طموحات المستثمرين بسهم الشركة، إذ هبط ٣٣ في المائة منذ إدراجه قبل ٧ أشهر، ما سبب خسارة ٢٥ مليار دولار للمستثمرين، أما خسارة سهم شركة «ليفت» فبلغت ٥٠ في المائة منذ مارس (آذار) الماضي.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)
منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)
TT

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)
منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

وافق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) العملاقة للنفط، منهم جون غراي من «بلاكستون» وبرنارد لوني الرئيس السابق لشركة «بريتيش بتروليوم (BP)»، حسبما أعلنت «أدنوك»، يوم الخميس.

وكانت شركة بترول أبوظبي الوطنية قد أعلنت، الشهر الماضي، عن تأسيس شركة «إكس آر جي»، وقالت إن قيمتها تزيد على 80 مليار دولار وستركز على الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك الغاز والكيماويات.

وقد تم تعيين سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك»، رئيساً تنفيذياً لشركة «إكس آر جي».

وبالإضافة إلى غراي ولوني، ضم مجلس الإدارة أيضاً الملياردير المصري ناصف ساويرس، ووزير الاستثمار الإماراتي والرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي في أبوظبي محمد حسن السويدي، ورئيس مكتب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الاستراتيجية أحمد مبارك المزروعي، وجاسم الزعابي، رئيس دائرة المالية في أبوظبي وشركة الاتصالات «إي آند».

وقد أبرمت «أدنوك» سلسلة من الصفقات في مجال الغاز والغاز الطبيعي المسال والكيميائيات، التي تعتبرها ركائز لنموها المستقبلي إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة. كما قامت شركة «مصدر» الإماراتية المملوكة للدولة في مجال الطاقة المتجددة، التي تمتلك «أدنوك» 24 في المائة من أسهمها، بالعديد من عمليات الاستحواذ.

فقد أبرمت «أدنوك» صفقة في أكتوبر (تشرين الأول) لشراء شركة «كوفيسترو» الألمانية لصناعة الكيميائيات مقابل 16.3 مليار دولار، بما في ذلك الديون. وقالت «كوفيسترو»، الشهر الماضي، إن مجلس إدارتها ومجالسها الإشرافية أيّدت عرض الاستحواذ، الذي سيكون إحدى كبرى عمليات الاستحواذ الأجنبية من قبل دولة خليجية وأكبر استحواذ لـ«أدنوك».

ويشير تعيين أسماء مشهورة من عالم المال والطاقة في مجلس إدارة مجموعة «إكس آر جي» إلى طموحاتها الكبيرة، في الوقت الذي تسعى فيه «أدنوك» إلى تنفيذ استراتيجيتها القوية للنمو.