تخفيضات بالأسعار وحسومات في الفنادق وتسهيلات في المطاعم والخدمات السياحية عامة، تعنون فترة أعياد رأس السنة في لبنان لهذا العام.
فضمن حلة عيد خجولة تتسم بحسومات في أسعار نشاطات السهر لم يسبق أن شهدها لبنان في هذا الوقت من كل عام، يحتفل اللبنانيون بوداع عام واستقبال آخر. وتأتي هذه المشهدية غير المألوفة نتيجة تضافر جهود بذلتها كل من وزارة السياحة ونقابتي المطاعم والفنادق تحت عنوان «أبهى حلة بأفضل الأسعار».
«لقد التزمنا تقديم أسعار تناسب جميع الشرائح الاجتماعية في لبنان وتتراوح ما بين 75 ألف ليرة و225 ألف ليرة أي بنسبة تخفيض تبلغ 50 في المائة عن موسم السنة الماضية. ودعماً منا للعملة اللبنانية قررنا تحديد أسعارنا بالليرة اللبنانية، خصوصاً أن القطاع السياحي ما زال يسعر الدولار بـ1500 ليرة. فأهل القطاع يحاولون زرع القليل من البهجة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة». يقول طوني الرامي نقيب أصحاب المطاعم والملاهي والباتسري في لبنان. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هي سابقة لم نشهدها من قبل في لبنان ولكن دعماً منا لهذا القطاع واستمراريته في ظل الأزمة الاقتصادية التي نمر بها قررنا أن نقوم بهذه المبادرة. فهناك نحو 150 ألف عامل لبناني و12 ألف مؤسسة خدماتية تعمل في هذا القطاع، وهم بأمس الحاجة اليوم لمساندتهم من قبل كل لبناني».
ويشير طوني الرامي إلى أن حفلات رأس السنة في الحانات والمطاعم وعلى غير عادتها هذه السنة، ستتيح لزبائنها اختيار ما يرغبون به من تناول أطباق ومشروبات ضمن لائحة الطعام عندها وما نسميه في عالمنا بـ«A la carte». ومع هذا الأسلوب لن يكون الزبون مجبراً على دفع مبلغ محدد للسهر بل يقوم بخياراته بنفسه وفق ما يناسب جيبه.
أما فيما يخص الفنادق التي أعلن نقيبها بيار الأشقر أنها تشهد تراجعاً كبيراً في الحجوزات، فالحجوزات بها في ليلة رأس السنة وصلت إلى 25 في المائة مقابل حجوزات أفضل بكثير في الأعوام الماضية. ويؤكد الأشقر أن هذا القطاع لا يشبه بأزمته أي القطاعات الخدماتية الأخرى في لبنان. فهو لا يتّكل على اللبنانيين المقيمين أو المغتربين بل على السياح الأجانب والعرب الغائبين تماماً عن حركة أسواق بيروت اليوم.
«عكس القطاعات الخدماتية الأخرى في لبنان تتكل على العنصر الخارجي وليس المحلي. ونحن نقدم تخفيضات بالأسعار منذ فترة طويلة ولكن واقعنا يختلف عن غيرنا لأن السيّاح العرب وهم هدفنا الأساسي، وفي ظل الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، حضورهم شبه معدوم». يقول بيار الأشقر نقيب أصحاب الفنادق في لبنان. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تراكم في تراجع حركة الحجوزات في الفنادق نشهدها منذ عام 2011 ولكن ما يعيشه اليوم هذا القطاع هو غير مسبوق كونه شبه مشلول».
ومن ناحية أخرى، تقتصر حفلات رأس السنة في لبنان على قلة قليلة من الفنانين والمطربين الذين آثروا إقامة سهرات رأس السنة فيه وهم بغالبيتهم لا يعدون من الصف الأول. ومن ناحية أخرى، يحيي أكبر عدد من نجوم الغناء أمثال عاصي الحلاني ووائل كفوري ونجوى كرم ونانسي عجرم ووليد توفيق وغيرهم حفلات العيد خارج لبنان، بحيث يتوزعون على الأردن وأبوظبي وقبرص وباريس ودبي.
ومن الحفلات التي تستقطب نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين بحيث أصبحت حجوزاتها شبه كاملة هي تلك التي ينظمها كازينو لبنان. فيقدم حفلات منوعة يحيي إحداها في 31 الجاري في صالة السفراء المطرب معين شريف، والمقدم التلفزيوني هشام حداد، والفنانة نانسي نصر الله. وتتراوح أسعار بطاقاتها التي نفدت ولم يبق منها سوى تلك المعروفة بـ«في آي بي» بين 150 و250 ألف ليرة للشخص الواحد وصولا إلى 450 ألف ليرة للبطاقات الأخيرة. فيما تحيي المطربة عزيزة أخرى في 30 ديسمبر (كانون الأول) الجاري أي قبل موعد ليلة رأس السنة ناقص يوم واحد وتعرف بـ(- 1) وتتراوح أسعار بطاقاتها بين 100 و230 ألف ليرة.
ويستقبل فندق ريجينسي بالاس العام الجديد بحفلة يحييها كل من عامر زيان وميليسا ضمن أسعار بطاقات تتراوح ما بين 150 و200 ألف ليرة لبنانية للشخص الواحد.
واتخذ عدد من الفنانين قرارهم بعدم إحياء حفلات غنائية خارج لبنان تضامناً مع ثورة «لبنان ينتفض» أمثال إليسا وملحم زين اللذين أعلنا عن عدم إحياء أي حفلات في هذه المناسبة.
وبحسب إحصاءات أخيرة قامت بها محطة «إم تي في» اللبنانية فقد تبين أن 79 في المائة من اللبنانيين لن يسهروا بمناسبة أعياد رأس السنة خارج منازلهم، تقابلهم نسبة قليلة ستقوم بالعكس.
وفي هذه المناسبة، أعلنت محطات التلفزة المحلية عن برامجها الخاصة ليتابع المشاهد عبر تلفزيون «إل بي سي آي» سهرة فنية يتخللها توقعات لليلى عبد اللطيف وذلك ضمن برنامج «لهون وبس» مع هشام حداد. فيما تستقبل قناة «الجديد» الإعلامية ماغي فرح لتتحدث عما تخبئه الأبراج الفلكية لأصحابها في العام الجديد. وتقدم القناة المذكورة وتحت عنوان «أنت العيد» يوما تلفزيونيا طويلا يبدأ في العاشرة صباحا مع اتصالات هاتفية من المشاهدين الذين يرغبون بمساعدة الفقراء والمرضى ولينتهي بحفل ساهر مع عدد من الفنانين.
أما قناة «إم تي في» اللبنانية فأدرجت ضمن برامجها لهذه المناسبة تحت عنوان «سنة الدهشة» فقرات منوعة تبدأ مساء الأحد (29 الجاري) بملخص عن أهم أحداث السنة، يستغرق نحو 90 دقيقة. ويتناول هذا البرنامج الذي يشارك في تقديمه كل من جيري غزال وجيسيكا عازار أخبارا سياسية واجتماعية وفنية وإنسانية يتعاقب على التحدث عنها كل من الإعلامي جمال فياض والنائبة ديما جمالي والاقتصادي شربل قرداحي، إضافة إلى كارمن شماس التي ستعلن عن أهم التغييرات الفلكية لعام 2020. ومساء الاثنين 30 الجاري يجري إعادة عرض «آخر رسالة» لسمير يوسف ويتناول فيها قصة إنسانية تدور حول لقاء أم مع ابنها بعد غياب دام أكثر من 30 عاماً. وفي ليلة العيد يطل ميشال حايك ليتوقع أهم الأحداث التي سيشهدها لبنان والعالم في العام الجديد وليتبعه برنامج «منا وجر» في حلقة خاصة عن العيد.
أما وسط بيروت فيشهد حفلاً موسيقياً ساهراً ومجانياً متاحاً أمام الجميع من تنظيم شركة فينومينا للترفيه والتسلية، تضامناً مع اللبنانيين المشاركين في الحراك المدني «لبنان ينتفض».
نجوم الصف الأول يغيبون عن حفلات أعياد رأس السنة بلبنان
79% في المائة من اللبنانيين لن يسهروا خارج منازلهم
نجوم الصف الأول يغيبون عن حفلات أعياد رأس السنة بلبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة