الأحساء تشهد الخميس أول كسوف حلقي على السعودية منذ 97 عاماً

«التعليم» توجّه بتأخير اختبارات الطلاب... ومختصون يحذرون من النظر إلى الشمس مباشرة

صورة لمسار الكسوف الحلقي نشرها الدكتور عبد الله المسند عبر حسابه على «تويتر»
صورة لمسار الكسوف الحلقي نشرها الدكتور عبد الله المسند عبر حسابه على «تويتر»
TT

الأحساء تشهد الخميس أول كسوف حلقي على السعودية منذ 97 عاماً

صورة لمسار الكسوف الحلقي نشرها الدكتور عبد الله المسند عبر حسابه على «تويتر»
صورة لمسار الكسوف الحلقي نشرها الدكتور عبد الله المسند عبر حسابه على «تويتر»

تشهد محافظة الأحساء (شرق السعودية)، الخميس المقبل، أول كسوف حلقي على السعودية منذ 97 عاماً، حيث شهدته أجزاء من شمال غربي البلاد في 28 مارس (آذار) عام 1922.
وتأتي هذه الظاهرة في وقت يشاهد فيه سكان السعودية، فجر الخميس، كسوفاً جزئياً للشمس، حيث يغطي القمر جزءاً من الشمس التي تبدو على شكل هلال، وذلك بالتزامن مع خروج الطلاب والطالبات من بيوتهم قاصدين مدارسهم، إذ حذّرت وزارة التعليم ومختصين من النظر إلى الشمس مباشرة أثناء الكسوف «لما قد يسببه ذلك من ضرر على العين».
ويعدّ الكسوف الحلقي حالة خاصة من حالات الكسوف، حيث يغطي القمر مركز الشمس، ويترك أطرافها مضيئة، فيظهر على شكل حلقة.
https://twitter.com/SPAregions/status/1209480883041951748?s=20
ومن جانبه، أوضح رئيس قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور حسن عسيري، أن الشمس ستشرق على محافظة الأحساء عند الساعة 6:25 صباحاً، وهي في حالة كسوف جزئي، ويبدأ بعدها الكسوف الحلقي عند الساعة 6:34 صباحاً، حتى ينتهي عند الساعة 6:37 صباحاً، يتبع ذلك مرحلة الكسوف الجزئي الذي ينتهي عند الساعة 7:48 صباحاً، مشيراً إلى أن «مدة الكسوف الحلقي ستكون دقيقتين و55 ثانية، ونسبة الجزء المحجوب من الشمس 91.67 في المائة».
https://twitter.com/ALMISNID/status/1208793306601312257?s=20
وأضاف الدكتور عسيري، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن «هذا النوع من الكسوف يحدث عندما يقع القمر بعيداً عن الأرض، بحيث لا يحجب كامل قرص الشمس، فتظهر الشمس على شكل حلقة مضيئة محيطة بالقمر».
ومن جهته، ذكر أستاذ المناخ في جامعة القصيم، الأستاذ الدكتور عبد الله المسند، أن «الكسوف الحلقي يوم الخميس القادم هو الأول الذي يعبر أراضي السعودية منذ 97 سنة، وعليه لم يشاهد السعوديون (الأحياء منهم الآن) هذه الظاهرة في أرضهم من قبل، حتى من كانت أعمارهم فوق 97 سنة».
وأشار المسند إلى أن «السعوديين سيشاهدون كسوفين حلقيين بينهما فقط 6 أشهر، الأول لم يحدث منذ 97 سنة، سيقع الخميس القادم شرق السعودية، والثاني في 21 يونيو (حزيران) 2020 أقصى جنوب السعودية، وهو أعظم ظلمة من الأول، وآخر كسوف حلقي سيشاهده السعوديون الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة فما فوق».
وحذّر من أن «النظر إلى الشمس خطر جداً على شبكية العين، سواء كانت الشمس كاسفة أم لا»، مهيباً بالجميع تجنب النظر إليها مباشرة، أو حتى باستخدام نظارات شمسية أو أفلام محترقة ونحوها «نظراً لخطورة الأشعة المرئية والمباشرة على العين، التي قد تصيب بالعمى المؤقت».
وفي السياق ذاته، وجّه وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بتأخير اختبارات الطلاب والطالبات في جميع مدارس السعودية يوم الخميس إلى الساعة التاسعة صباحاً، حرصاً على سلامتهم ومنسوبي المدارس، مُطالباً الجامعات باتخاذ ما تراه مناسباً وفق ذلك لمنسوبيها.
https://twitter.com/spokesp_moe/status/1209588878459461632?s=20



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.