وزير الآثار المصري يتفقد عدداً من المتاحف بالإسكندرية

تتأهب لاستعادة مكانتها بالأجندة السياحية العام المقبل

وزير الآثار المصري خلال تفقده متحفاً بالإسكندرية (وزارة الآثار)
وزير الآثار المصري خلال تفقده متحفاً بالإسكندرية (وزارة الآثار)
TT

وزير الآثار المصري يتفقد عدداً من المتاحف بالإسكندرية

وزير الآثار المصري خلال تفقده متحفاً بالإسكندرية (وزارة الآثار)
وزير الآثار المصري خلال تفقده متحفاً بالإسكندرية (وزارة الآثار)

في مسعى حثيث لعودتها إلى أجندة الأماكن الأثرية السياحية المهمة، تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، أمس، آخر مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم وتطوير المعبد اليهودي «إلياهو هانبي»، والمتحف اليوناني الروماني بمدينة الإسكندرية، وكذلك سير العمل بمتحفي المجوهرات والمتحف القومي لعروس المتوسط.
ووقف العناني على جميع المراحل التي تمت بمبني المعبد، حيث تم الانتهاء من ترميمه، وتضمنت التدعيم الإنشائي للمبني، والترميم المعماري الدقيق للواجهات الرئيسية والحوائط المزخرفة، وكذلك العناصر الخشبية والنحاسية، بالإضافة إلى تطوير نظم للإضاءة الحديثة والتأمين والإنذار، وذلك تمهيداً لافتتاحه في يناير (كانون الثاني) المقبل.
كما تفقد وزير الآثار مستجدات الأعمال بمشروع ترميم وتطوير المتحف اليوناني الروماني، التي تم تنفيذ أكثر من 60 في المائة منها، حيث تم الانتهاء بالكامل من التدعيم الإنشائي لمبني المتحف والهيكل المعدني، ويجري تنفيذ أعمال الترميم الدقيق للبوابة الرئيسية للمتحف والحوائط الحجرية والأسوار الخارجية، كما تم البدء في أعمال التشطيبات النهائية لبعض قاعات العرض المتحفي، وذلك تمهيداً لافتتاحه نهاية عام 2020.
يذكر أن أعمال مشروع التطوير والترميم للمتحف بدأت في فبراير (شباط) عام 2018، بعد توقفها منذ عام 2010، حيث يأتي مشروع ترميم المعبد اليهودي والمتحف اليوناني الروماني ضمن اهتمام الحكومة المصرية، ووزارة الآثار على نحو خاص، بالاهتمام والحفاظ على جميع آثارها وتراثها، سواء كان فرعونياً أو يهودياً أو قبطياً أو إسلامياً، وتوليها الأهمية نفسها، وأيضاً طبقاً لبروتوكول التعاون الموقع بين الوزارة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، في أبريل (نيسان) عام 2017، لتطوير وترميم 8 مواقع أثرية، منها قصر البارون في حي مصر الجديدة بالقاهرة، الذي من المقرر افتتاحه في يناير المقبل، وقصر محمد على بحي شبرا بالقاهرة، واستكمال أعمال المتحف القومي للحضارة في منطقة الفسطاط، الذي سيستقبل قريباً من المتحف المصري بالتحرير، بوسط العاصمة القاهرة، المومياوات الملكية في موكب مهيب، إضافة إلي تطوير منطقة أهرامات الجيزة، وترميم قصر «ألكسان» بأسيوط، بصعيد مصر.
كما زار وزير الآثار متحفي المجوهرات وإسكندرية القومي، للوقوف على سير العمل، وكفاءة الخدمات التي تقدم للزائرين بهما، وذلك لتنشيط حركة السياحة الثقافية، وتشجيع الزائرين المصريين لزيارة المتاحف الإقليمية للتعرف على عظمة حضارة بلادهم، ورفع الوعي الأثري والثقافي لديهم. كما اجتمع بالعاملين لمناقشة تطوير العمل المتحفي. كما شارك وزير الآثار ومحافظ الإسكندرية في الاحتفالية التي نظمتها جمعية الآثار بالمدينة للاحتفال بتجديد مقرها الدائم، وكرمت الجمعية وزير الآثار وأهدته درعها للمجهود الذي تبذله الوزارة من سرعة التنفيذ والانتهاء من كثير من المشروعات من أجل الحفاظ على آثار الإسكندرية.
وتعد جمعية آثار الإسكندرية أقدم مؤسسات المجتمع المدني بالإسكندرية، والثانية في مصــر، حيث تأسسـت عــام 1893. وتتمحــور أنشــطة الجمعيــة في تقــديم الخدمــات الثقافيــة والتعليميــة للمجتمــع المدني، حيث كانــت الجمعيــة منــذ تأسيســها تمثــل حلقــة الوصــل بين الأثريين والمؤرخين المتخصصيـن مـن جهـة والمجتمـع العـام مـن جهـة أخـرى.


مقالات ذات صلة

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

يوميات الشرق المومياء تعود إلى فترة تتراوح بين 2000 و3000 سنة حينما كان تحنيط الحيوانات في مصر القديمة في ذروته (جامعة مانشستر)

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

كشف الباحثون، أخيراً، رؤى جديدة ومثيرة حول حياة ونفوق تمساح مصري قديم محنّط، مسلطين الضوء على وجبته الأخيرة وتفاصيل أخرى مذهلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا إحدى القطع الأثرية التي عرضت بمزادات خارجية (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

عادت قضية الاتجار في الآثار المصرية إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
سفر وسياحة تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

من أعلى نقطة... إطلالات بانورامية على القاهرة

تتمتع القاهرة بمزيج فريد من التاريخ العريق والحياة العصرية النابضة، ما يجذب إليها ملايين الزوار من حول العالم، الذين يبحثون ويفتشون عن سحرها كل من منظوره الخاص.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)

بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

مستويات الإشعاع السامة المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة ظلت موجودة داخل المقبرة منذ أن تم إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

بجوار الركن البيزنطي في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ (شرق مصر)، نظمت إدارة المتحف معرضاً للأيقونات القبطية.

محمد الكفراوي (القاهرة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».