المدير الإبداعي لنظارات «نايل»: دافعي الأول إعادة الأناقة المصرية إلى الواجهة

المدير الإبداعي -  جنيفر لوبيز - بسمة بوسيل - فوز الفهد - محمد إمام
المدير الإبداعي - جنيفر لوبيز - بسمة بوسيل - فوز الفهد - محمد إمام
TT

المدير الإبداعي لنظارات «نايل»: دافعي الأول إعادة الأناقة المصرية إلى الواجهة

المدير الإبداعي -  جنيفر لوبيز - بسمة بوسيل - فوز الفهد - محمد إمام
المدير الإبداعي - جنيفر لوبيز - بسمة بوسيل - فوز الفهد - محمد إمام

عندما ترتدي المغنية العالمية جينيفر لوبيز فستاناً من توم فورد أو فيرساتشي، أو حذاء من فالنتينو، فإنها تبارك التصميم، وتمنحه جواز مرور إلى عالم الأناقة، فما بالك بأن تختار نظارة من علامة مصرية صاعدة، وتقرر اعتمادها مرات عدة، ومن دون مقابل مادي؟ في هذه الحالة، فإن الأمر يستحق وقفة.
«إننا نبني علامة وكياناً مصرياً بحرفية ودقة تجعله قادراً على المنافسة» هذه كانت الكلمات التي بدأ بها المؤسس المدير الإبداعي لعلامة «نايل»، أحمد حمدي، حديثه لـ«الشرق الأوسط».
انطلقت علامة «نايل» للنظارات في 2014. ويروي حمدي البدايات قائلاً: «بعد أن درست التجارة وإدارة الأعمال، انطلقت نحو الطريق الطبيعي والمتوقع، واخترت مجال العقارات في مدينة شرم الشيخ لمدة 7 سنوات. الطبيعة السياحية لهذه المدينة أتاحت لي فرصة الاحتكاك المباشر مع جنسيات أجنبية متعددة. وكنت أشعر بالغيرة من أن مصر، هذه الدولة العريقة التي تمتلك تاريخاً يُبهر العالم، خارج المنافسة فيما يخص سوق الموضة. ورغم انبهار السياح بالتراث المصري، فإنهم لا يقبلون على شراء منتج مصري».
وبدافع الغيرة، فكر حمدي أنه حان الوقت لتقديم علامة تعكس الهوية المصرية، وتمزج الحضارة والتاريخ بالحرفية، وتعيد مصر إلى واجهة المنافسة.
يقول: «لم يكن لديّ أي فكرة، أو حتى شغف بالتصميم، فقط كان يحركني شعور بالغيرة على بلدي مصر. اخترت تصميم النظارات لأني أعشقها، ولأنها قطعة أساسية لا غنى عنها. كان تحدياً أن أقدم نظارة عصرية بتفاصيل تراثية تعكس الهوية المصرية، وتُعيد تقديم كل هذا التاريخ بمنظور حديث، وهذا كان دافعي الأول».
ورغم أن المصمم يؤمن أن «النجاح يبدأ بالدراسة»، فإنه لم يسلك الطريق الأكاديمي، وقرر أن يبدأ من «الإلمام بأصول مهنة التصميم من المصانع المتخصصة في هذا المجال، سواء على المستوى المصري أو الإقليمي أو العالمي. استغرق مني الأمر 3 سنوات بين البحث والدراسة وتحديد أبعاد السوق جيداً، حتى قررت الانطلاق بعلامتي».
اختيار اسم «نايل» قد يكون «كليشيه» للبعض، لكن حمدي له رأي آخر: «فمنذ البداية، أطلقت العلامة وعيني على بناء كيان راسخ بملامح مصرية مميزة. من هنا جاء الاسم، نهر النيل ليس روح مصر فحسب، بل له دلالة على الامتداد والتوغل والاستمرار».
وتقدم علامة نايل تشكيلات عصرية، من خلال تصاميم كبيرة الحجم أصبحت تميزه. يقول: «المغامرة أساس التميز، فإذا أردت أن تقدم شيئاً فريداً، فعليك أن تخاطر بفكرك، وهو ما أعتقد أننا نقدمه حتى الآن. نتابع كل ما يُقدم في العالم، ونسير نحو الجرأة من دون مبالغة في استخدام التراث أو إعادة تقديمه، إننا نعي ولع العالم بالتراث المصري، لكن يجب أن نقدم له قطعة لم يرها من قبل».
فحمدي يعي جيداً أنه لا معنى لتقديم منتج يقوم فقط على إرث الماضي، وهو ما شرحه بقوله إن «التاريخ المصري زاخر، لكن المستقبل لن يأتي سوى بالوقوف عند كل ما وصلت له التقنيات الحديثة في التصميم، لذلك نقدم منتجاً مصري الهوية بحرفية عالمية. بالطبع، نستخدم قطعاً مُصنعة في كوريا واليابان، وغيرها من الدول المتقدمة، بهدف تحسين المنتجع، وتقديمه بقيمة تفي بمفهوم الاستدامة والفخامة».
أقل من 6 سنوات هو عمر علامة «نايل»، لكن شهرتها تخطت هذا الحد، فقد ارتبط اسمها بعدد من النجوم، أشهرهم جينفر لوبيز، التي يقول حمدي حول التعاون معها: «تواصلنا مع فريقها، وقدمنا لها تصميماً أخذ في الاعتبار ذوقها الخاص. مزجنا معه ملامح من مصر، مثل بعض الزخارف القديمة على حواشي النظارة»، ويضيف: «ما يُشعرنا بالفخر حقاً أن لوبيز أعجبت بالتصميم، حتى أنها ظهرت به أكثر من مرة دون مقابل مادي».
نجوم آخرون في الشرق الأوسط، مثل عمرو دياب وأحمد حلمي وتامر حسني وأمير كرارة ويسرا وكريم فهمي ومصطفى فهمي وشريف منير، من بين الشخصيات التي تألقت بتصاميمه المتنوعة.
والآن، وبعد النجاح الذي حققه، قرر إطلاق خط مواز يشمل مزيد من الأكسسوارات، مثل الحقائب والأحزمة والأساور، تحت اسم مشتق من العلامة الأساسية «نايل ديتليز» (Nile details)، فالأناقة لا تكتمل إلا بمجموعة من الأكسسوارات الراقية، حسب رأيه.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه، وتنافس فيها بريق النجوم من أمثال مونيكا بيلوتشي، وسيلين ديون، وجينفر لوبيز، وهالي بيري ويسرا، وغيرهن مع لمعان الترتر والخرز واللؤلؤ. 300 قطعة مطرزة أو مرصعة بالأحجار، يبدو أن المصمم تعمد اختيارها ليرسل رسالة إلى عالم الموضة أن ما بدأه منذ 45 عاماً وكان صادماً لهم، أصبح مدرسة ومنهجاً يقلدونه لينالوا رضا النساء في الشرق الأوسط.

من عرض إيلي صعب في الرياض (رويترز)

لقاء الموضة بالموسيقى

كان من المتوقع أن تكون ليلة خاصة بالموضة، فهذه أولاً وأخيراً ليلة خاصة بإيلي صعب، لكنها تعدت ذلك بكثير، أبهجت الأرواح وغذَّت الحواس وأشبعت الفضول، حيث تخللتها عروض فنية ووصلات موسيقية راقصة لسيلين ديون، وجينفر لوبيز، ونانسي عجرم، وعمرو دياب وكاميلا كابيلو. غنت لوبيز ورقصت وكأنها شابة في العشرينات، ثم نانسي عجرم وعمرو دياب، واختتمت سيلين ديون الفعالية بثلاث أغنيات من أشهر أغانيها وهي تتفاعل مع الحضور بحماس. لم تقف وعكتها الصحية التي لا تزال آثارها ظاهرة عليها مبرراً لعدم المشاركة في الاحتفال بمصمم تُكنّ له كل الحب والاحترام. فإيلي صعب صديق قبل أن يكون مصمم أزياء تتعامل معه، كما قالت. يؤكد إيلي الأمر في لقاء جانبي، قائلاً: «إنها علاقة عمرها 25 عاماً».

وهذا ما جعل الحفل أشبه بأغنية حب.

هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه الذي ارتدته عام 2002 (خاص)

هالي بيري التي ظهرت في أول العرض بالفستان الأيقوني الذي ظهرت به في عام 2002 وهي تتسلم جائزة الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء، دمعت عيناها قبل العرض، وهي تعترف بأن هذه أول مرة لها في الرياض وأول مرة تقابل فيها المصمم، رغم أنها تتعامل معه منذ عقود. وأضافت أنه لم يكن من الممكن ألا تحضر المناسبة؛ نظراً للعلاقة التي تربطهما ببعض ولو عن بُعد.

يؤكد إيلي عمق هذه العلاقة الإنسانية قائلاً: «علاقتي بهالي بيري لم تبدأ في عام 2002، بل في عام 1994، حين كانت ممثلة صاعدة لا يعرفها المصممون». وأضاف ضاحكاً: «لا أنكر أن ظهورها بذلك الفستان شكَّل نقلة مهمة في مسيرتي. ويمكنني القول إنه كان فستاناً جلب الحظ لنا نحن الاثنين. فيما يخصني، فإن ظهورها به وسَّع قاعدة جمهوري لتشمل الإنسان العادي؛ إذ إنها أدخلتني ثقافة الشارع بعد أن كنت معروفاً بين النخبة أكثر». غني عن القول أن كل النجمات المشاركات من سيلين وجينفر لوبيز إلى نانسي عجرم من زبوناته المخلصات. 80 في المائة من الأزياء التي كانت تظهر بها سيلين ديون مثلاً في حفلات لاس فيغاس من تصميمه.

عرض مطرَّز بالحب والترتر

بدأ عرض الأزياء بدخول هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه. لم يتغير تأثيره. لا يزال أنيقاً ومبتكراً وكأنه من الموسم الحالي. تلته مجموعة تقدر بـ300 قطعة، أكثر من 70 في المائة منها جديدة لخريف وشتاء 2025 ونسبة أخرى من الأرشيف، لكنها كلها كانت تلمع تطريزاً وترصيعاً إما بالترتر والخرز أو اللؤلؤ. فالتطريز لغة أتقنها جيداً وباعها للعالم. استهجنها المصممون في البداية، وهو ما كان يمكن أن يُحبط أي مصمم صاعد يحلم بأن يحفر لنفسه مكانة بين الكبار، إلا أنه ظل صامداً ومتحدياً. هذا التحدي كان واضحاً في اختياراته لليلته «1001 موسم من إيلي صعب» أيضاً بالنظر إلى كمية البريق فيها.

ساهمت في تنسيق العرض كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الفرنسية سابقاً، والمعروفة بنظرتها الفنية الجريئة. كان واضحاً أنها تُقدّر أهمية ما كان مطلوباً منها. فهذه احتفالية يجب أن تعكس نجاحات مسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع صناعة الموضة العربية على الخريطة العالمية. اختير لها عنوان «1001 موسم من إيلي صعب» لتستعرض قوة المصمم الإبداعية والسردية. قال إنه استوحى تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة. لكن حرص أن تكون اندماجاً بين التراث العربي والابتكار العصري. فكل تصميم كانت له قصة أو يسجل لمرحلة كان لها أثر على مسيرته، وبالتالي فإن تقسيم العرض إلى مجموعات متنوعة لم يكن لمجرد إعطاء كل نجمة مساحة للغناء والأداء. كل واحدة منهم عبَّرت عن امرأة تصورها إيلي في مرحلة من المراحل.

جينفر لوبيز أضفت الشباب والحيوية على العرض (خاص)

جينفر لوبيز التي ظهرت بمجموعة من أزيائه وهي ترقص وتقفز وكأنها شابة في العشرينات، كانت تمثل اهتمامه بمنح المرأة حرية الحركة، بينما كانت نانسي عجرم بفستانها الكلاسيكي المرصع بالكامل، تعبّر عن جذور المصمم اللبناني وفهمه لذوق المرأة العربية ككل، ورغبتها في أزياء مبهرة.

أما المغنية كاميلا كابيلو فجسدت شابة في مقتبل العمر ونجح في استقطابها بتقديمه أزياء مطعَّمة ببعض الجرأة تعكس ذوق بنات جيلها من دون أن تخرج عن النص الذي كتبه لوالدتها. كانت سيلين ديون، مسك الختام، وجسَّدت الأيقونة التي تمثل جانبه الإبداعي وتلك الأزياء التي لا تعترف بزمان أو مكان.

حب للرياض

بعد انتهاء العرض، وركض الضيوف إلى الكواليس لتقديم التحية والتبريكات، تتوقع أن يبدو منهكاً، لكنه كان عكس ذلك تماماً. يوزع الابتسامات على الجميع، يكرر لكل من يسأله أن أكثر ما أسعده، إلى جانب ما شعر به من حب الحضور والنجوم له، أنه أثبت للعالم «أن المنطقة العربية قادرة على التميز والإبداع، وأن ما تم تقديمه كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه».

وأضاف: «أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أبرهن للعالم أن منطقتنا خصبة ومعطاءة، وفي الوقت ذاته أن أعبّر عن حبي للرياض. فأنا لم أنس أبداً فضل زبونات السعودية عليّ عندما كنت مصمماً مبتدئاً لا يعرفني أحد. كان إمكانهن التعامل مع أي مصمم عالمي، لكن ثقتهن في كانت دافعاً قوياً لاستمراري».

سيلين ديون أداء مبهر وأناقة متألقة (خاص)

أسأله إن كان يخطر بباله وهو في البدايات، في عام 1982، أن يصبح هو نفسه أيقونة وقدوة، أو يحلم بأنه سيدخل كتب الموضة بوصفه أول مصمم من المنطقة يضع صناعة الموضة العربية على خريطة الموضة العالمية؟ لا يجيب بالكلام، لكن نظرة السعادة التي كانت تزغرد في عيونه كانت أبلغ من أي جواب، وعندما أقول له إنه مصمم محظوظ بالنظر إلى حب الناس له، يضحك ويقول من دون تردد نعم أشعر فعلاً أني محظوظ.