كان تكريم الممثل والمخرج والمنتج الفرنسي برتراند تافيرنيي أبرز ما ميز اليوم الثالث من فعاليات «المهرجان الدولي للفيلم» بمراكش، في دورته الـ18، في وقت تواصلت فيه متعة مشاهدة الأفلام المبرمجة، ضمن فقرات «المسابقة الرسمية» و«أفلام جامع الفنا» و«العروض الخاصة» و«التكريمات» و«بانوراما السينما المغربية» و«القارة الحادية عشرة».
- ذكريات لا يمكن نسيانها
عاد تافيرنيي، مرة أخرى، إلى مراكش؛ المدينة التي تركت في نفسه «ذكريات لا يمكن نسيانها»، هو الذي قال إن حب السينما مكنه من أن يجد لنفسه موقعاً في هذا الوجود. بالنسبة للمنظمين، فالمهرجان بتكريمه هذا المخرج المتميز «يكرم مسيرة وحياة استثنائية منذورة للإبداع والسينما».
في أمسية تكريمه بمراكش، استقبل الجمهور الذي غصت به «قاعة الوزراء» بقصر المؤتمرات، المخرج الفرنسي بالتصفيق، اعترافاً بقيمته ومنجزه. قبل تسلمه درع التكريم، من يد الممثل الأميركي هارفي كيتل، تحدث تافيرنيي عن مسقط رأسه، وعن الأخوين لوميير، اللذين قال عنهما إنهما أخذا العالم لِلعالم.
وأثنى تافيرنيي على العمل الذي يتم على مستوى مهرجان مراكش، والتحية الدافئة التي يقدمها التكريم للمكرمين. كما تحدث عن السينما وأهميتها بالنسبة للفرد والجماعة، على مستوى بناء الإنسان ودورها في التنوير.
وفضلاً عن تسليمه درع التكريم، سيكون جمهور التظاهرة مع المخرج الفرنسي ضمن فقرة «محادثة مع...»، فيما يستمتع عشاق الفن السابع بخمسة من أفلامه: «ليبدأ الحفل» و«القاضي والقاتل» و«موت على المباشر» و«أميرة مونبونسيي» و«كي دورسي».
ولد تافيرنيي في 25 أبريل (نيسان) عام 1941 في ليون الفرنسية. وبعد أن أمضى طفولته في هذه المدينة، انتقل والداه للاستقرار في باريس، التي لم يغادرها مطلقاً، وإن ظل مرتبطاً بمسقط رأسه، كما عاش في الخارج خلال تصوير أفلامه.
وتافيرنيي هو ابن الشاعر والكاتب روني تافيرنيي، الذي حاز في 1987 الجائزة الكبرى للشعر من الأكاديمية الفرنسية عن مجموع أعماله الشعرية، هو الذي بدأ مساره مسؤولاً عن إدارة «كونفيدونس»، المجلة الأدبية الفرنسية التي تأسست مطلع أربعينات القرن الماضي، بهدف «تجميع الكتاب والأفكار الأصيلة لخدمة الإرادة الإنسانية».
استوحى تافيرنيي شريطه الأول الطويل: «ساعاتي سان بول» (1974)، من أعمال الكاتب جورج سيمنون. وفي شريطه الموالي: «ليبدأ الحفل» (1975)، سيقتحم النوع التاريخي. فيما استوحى «القاضي والقاتل» (1976) من حادث واقعي.
وواصل تافيرنيي عمله في القضايا الاجتماعية في «موت على المباشر» (1980)، وهو شريط ينتمي إلى صنف الخيال العلمي، ندد فيه بتلفزيون الواقع حتى قبل ظهوره. ولأنه معجب بالثقافة الأميركية، قام بتحويل رواية للكاتب جيم طومسون إلى فيلم «ضربة فوطة» (1981) الذي تدور أحداثه في أفريقيا إبان المرحلة الاستعمارية. ثم أخرج بعده «نحو منتصف الليل» (1986)، الذي هو إعلان صريح عن حبه للجاز.
تكريم المخرج الفرنسي برتراند تافيرنيي
في ثالث أيام مهرجان مراكش
تكريم المخرج الفرنسي برتراند تافيرنيي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة