ويلف ماكغينيس: اعتقدت أن كارثة ميونيخ قضت على مانشستر يونايتد إلى الأبد

اللاعب والمدرب السابق يتحدث عن الأسطورة بيسبي وعن اللعب مقابل 20 جنيهاً في الأسبوع

بيسبي حول مانشستر يونايتد إلى واحد من أعظم الأندية في العالم
بيسبي حول مانشستر يونايتد إلى واحد من أعظم الأندية في العالم
TT

ويلف ماكغينيس: اعتقدت أن كارثة ميونيخ قضت على مانشستر يونايتد إلى الأبد

بيسبي حول مانشستر يونايتد إلى واحد من أعظم الأندية في العالم
بيسبي حول مانشستر يونايتد إلى واحد من أعظم الأندية في العالم

يبلغ اللاعب والمدير الفني السابق لمانشستر يونايتد ويلف ماكغينيس من العمر 82 عاماً، لكن وجهه يضيء بذكريات حية عن الرجل الذي كان له تأثير كبير للغاية على حياته، وهو السير مات بيسبي، الذي يصفه ماكغينيس بأنه «عظيم في مجال كرة القدم» وبأنه الرجل الذي حول مانشستر يونايتد إلى واحد من أعظم الأندية في العالم. يقول ماكغينيس عن بيسبي: «لقد اعتدنا أن ننظر إليه بإعجاب ونحن نكبر، ونقول: إنه هناك، هذا هو الرئيس، فقد كان هذا هو اللقب الذي كنا نطلقه عليه: الرئيس. لقد كان رجلا رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
وكان ماكغينيس واحداً من لاعبي الفريق الرائع الذي كونه بيسبي، والذي تعرضت طائرته للتحطم فيما يعرف بكارثة ميونيخ عام 1958، وكان ماكغينيس قد تعرض للإصابة وكان غائبا عن قائمة الفريق، وبالتالي لم يستقل الطائرة التي تحطمت وأودت بحياة الكثير من أفضل أصدقائه وزملائه في الفريق. وكان ماكغينيس جزءا مما يمكن وصفه بـ«الموجة الثانية» للفريق الذي كونه مات بيسبي، والذي أصبح في نهاية المطاف أول فريق إنجليزي يفوز بكأس أوروبا في عام 1968، وتعرض ماكغينيس لإصابة قوية أخرى أنهت مسيرته الكروية وهو في سن صغيرة، لكن بيسبي كان يحترمه كثيرا وأقنعه بأن يعمل مدربا في «أولد ترافورد».
وعندما اعتزل بيسبي التدريب لأول مرة عام 1969، اختار ماكغينيس لكي يخلفه في قيادة مانشستر يونايتد. وخلال الـ18 شهراً التالية، قام ماكغينيس بعمل جيد، لكنه واجه الصعوبات التي يواجهها أي شخص يخلف شخصية أسطورية مثل مات بيسبي في ناد عملاق بحجم مانشستر يونايتد. وكانت هذه هي نفس الصعوبات التي واجهها جميع المديرين الفنيين الذين تولوا قيادة مانشستر يونايتد بعد اعتزال المدير الفني الأسطوري للنادي السير أليكس فيرغسون.
ويشارك ماكغينيس في فيلم وثائقي جديد عن حياة مات بيسبي. ويلقي هذا الفيلم الضوء على بيسبي باعتباره أول مدير فني في كرة القدم الإنجليزية يدرك قوة وتأثير وأهمية البطولات الأوروبية وباعتباره الشخص الذي أدرك أيضاً أن كرة القدم ستتحول إلى صناعة عالمية ضخمة قريبا. لكن الفيلم يلقي الضوء أيضا على كارثة ميونيخ وشعور بيسبي بالذنب، لأنه هو الشخص الذي ضغط بشدة على مانشستر يونايتد من أجل خوض غمار التحدي الأوروبي، لكن هذه الكارثة التي تعرض لها الفريق خلال إحدى مبارياته الأوروبية قد أودت بحياة 23 شخصاً عندما تحطمت طائرتهم أثناء محاولتها الإقلاع من مدرج المطار للمرة الثالثة بعد ظهر يوم سيء الطقس في ميونيخ.
وكان هناك شيء جميل لكنه مؤلم في كلمات ماكغينيس عندما قال: «ميونيخ ستظل دائما محفورة في ذاكرتي؟ ستظل دائما كذلك. لقد كانوا أشخاصاً مميزين للغاية. وفي الحقيقة، لم يكن مستواي في اللعب يقترب من مستواهم، رغم أنني كنت ألعب كثيرا في تلك الأيام. لقد حاولت أن أنسى الأجزاء الحزينة حول هذا الموضوع، لكنني لا أريد أن أنسى اللاعبين، لأنهم كانوا رائعين. إنني أحاول ألا أتذكر تلك الكارثة كثيراً، لأنها كانت بالتأكيد أتعس لحظات مررت بها على الإطلاق. لقد غبت عن هذه الرحلة لأنني كنت مصابا، لذلك فقد كنت محظوظا للغاية. لقد كان إدي كولمان ودانكان إدواردز يلعبان في مركز الجناح، لكنني كنت ألعب في هذا المركز أيضا».
ومن الصعب على ماكغينيس أن يتذكر اليوم الذي سمع فيه أنباء هذه المأساة، لكن ابنه بول، الذي عمل أيضا كمدير فني في مانشستر يونايتد، يساعد والده على التذكر من خلال جلوسه معنا في منزل العائلة أثناء هذا الحوار. ويقول بول لوالده: «أعتقد أنك كنت في المدينة، أليس كذلك؟ وقد رأيت تفاصيل القصة في أكشاك بيع الصحف. أعتقد أنك ذهبت إلى مكتب صحيفة الغارديان حيث كان الناس يحصلون على المعلومات». ويهز ماكغينيس رأسه قائلا: «نعم. ذهبت إلى مقر صحيفة الغارديان وأخبروني هناك بما حدث. لقد فقدت أصدقائي وزملائي في الفريق».
وتنهد ماكغينيس ثم قال: «اعتقدت أن هذه الكارثة هي نهاية العالم. لقد انتابني شعور قوي بذلك. وقلت لنفسي إن مانشستر يونايتد قد انتهى الآن، وأنه لا يمكننا الاستمرار، لأنه لم يعد لدينا فريق. واعتقدت أيضا أن مات بيسبي من ضمن الضحايا. وعلمت بأن دونكان إدواردز قد لقي حتفه. يا له من لاعب رائع وعظيم. لقد كانوا جميعا لاعبين عظماء. لكن دونكان على وجه التحديد كان بمثابة مثل أعلى لنا جميعا. لقد كان أفضل لاعب رأيته على الإطلاق».
ويتضمن الفيلم الوثائقي لحظة مؤثرة للغاية، وهي اللحظة التي اتجه فيها مات بيسبي، وهو لا يزال يعاني من تداعيات إصابته في هذه الكارثة، إلى ملعب التدريب لتوجيه كلمة إلى لاعبيه. لقد انخرط بيسبي بالبكاء لدرجة أنه لم يتمكن من الحديث. وعندما سئل ماكغينيس عما إذا كان يتذكر هذه اللحظة، رد قائلا: «ما أتذكره هو أنه كان رجلا عظيما. لقد كنت في صفوف الفريق بعد كارثة ميونيخ، لكن الحقيقة هي أن مستواي لم يكن يقترب من مستوى هؤلاء اللاعبين العظماء الذين لقوا حتفهم. لقد كنا ممتنين فقط لأن مات بيسبي قد عاد إلينا. لقد كان بيسبي هو وجيمي ميرفي [مساعد مات بيسبي والمشرف على سياسة الناشئين بالنادي] رائعين. في الواقع، لم أقابل في حياتي أي شخص لديه مثل هذه الشخصية والإرادة».
ويضيف: «كان بيسبي يقول لي دائما: اذهب والعب جيدا من أجل الجماهير. كان يطالبني بألا ألعب لنفسي ولكن أن ألعب من أجل الجماهير. لقد كنا محظوظين للغاية لأن مانشستر يونايتد، تحت قيادة مات بيسبي، كان فريقاً رائعاً. لم يكن مانشستر يونايتد فريقا عظيما قبل مات بيسبي، الذي كان مديرا فنيا رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
ورغم أن الطبيعة القاسية للحياة في سنوات ما بعد الحرب العالمية كانت واضحة في اللقطات التي كان يعرضها الفيلم الوثائقي، فإن بيسبي كان مصرا على جلب الفرح والسعادة لمانشستر يونايتد من خلال كرة القدم. يقول ماكغينيس عن بيسبي، الذي أصبح مديراً فنيا لمانشستر يونايتد في عام 1945: «لقد أراد منا أن نعطي الناس شيئا يتطلعون إليه».
وبعد عشر سنوات من هذا التاريخ، وبالتحديد في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1955، شارك ماكغينيس في أول مباراة له مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد وهو في السابعة عشرة من عمره. وكان إدواردز وبوبي تشارلتون أيضا من ضمن اللاعبين الشباب الواعدين الذين ضمهم مات بيسبي لفريق مانشستر يونايتد آنذاك. يقول ماكغينيس: «كان أعلى أجر لأي لاعب في الفريق هو 20 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع، ولم يكن يمكننا الحصول على أكثر من ذلك. لكنني كنت سعيداً وأنا استقل الحافلة للذهاب إلى تدريبات الفريق أو لخوض المباريات على ملعب أولد ترافورد».
وبسؤاله عما إذا كان الجمهور يشعر بحماس شديد عندما كانوا يرون اللاعبين وهم يستقلون حافلة الفريق، قال ماكغينيس: «نعم، لقد كانوا يشعرون بحماس شديد. كنت آمل أن يكون هذا الحماس الكبير لدى الفتيات أيضا، لكنهن لم يكن كذلك. وكان معظم الجمهور الذي يشجعنا من الفتيان، لكن الأمر كان جيدا على أي حال! لقد كنت أجلس دائما بجوار بوبي، الذي كان صديقاً حميماً جداً. كنا في نفس العمر ولعبنا في صفوف المنتخب الإنجليزي للشباب معا عندما كنا في الخامسة عشرة من عمرنا. لقد كنت أنا قائد المنتخب الإنجليزي للشباب».
وقد اختار بيسبي ماكغينيس للعب مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد قبل اختياره لبوبي تشارلتون. يقول ماكغينيس عن ذلك: «كان السبب الرئيسي في ذلك أن مركزي قد بات شاغرا. لقد كان بوبي لاعبا رائعا، وقد نشأنا معاً وكنا صديقين جيدين. لقد مكث بوبي في منزلنا لبعض الوقت، لأنني من أبناء مدينة مانشستر، أما هو فجاء إلى مانشستر من نورثمبرلاند. لقد كنا نفعل كل شيء معا». وقد نجا تشارلتون من كارثة ميونيخ، كما هو الحال مع بيسبي، لكنه كان يشعر بالذعر والخوف. لكن هل تحدث تشارلتون مع صديقه المقرب عن هذه المأساة؟ يقول ماكغينيس: «لا، لقد كانت هذه أمورا شخصية تتعلق به».
ورغم هذا الحزن والألم، تمكن بيسبي من بناء فريق قوي فاز بكأس أوروبا عام 1968، وكان الفوز الساحق لمانشستر يونايتد على بنفيكا البرتغالي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة النهائية بمثابة تتويج لجهود بيسبي خلال هذه السنوات الطويلة. وبعد ذلك، تولى ماكغينيس تدريب فريق الرديف بمانشستر يونايتد، بعد أن اضطر لاعتزال كرة القدم وهو في الثانية والعشرين من عمره بعد إصابته بكسر في الساق، وكان مقربا للغاية من بيسبي وميرفي. وقد أشرف ماكغينيس على تدريب أسطورة مانشستر يونايتد جورج بيست في بعض مباريات فريق الرديف، قبل أن يتم تصعيد بيست إلى الفريق الأول ويصبح عنصرا أساسيا في الفريق الفائز بالبطولة الأوروبية.
فهل ظهرت موهبة بيست على الفور وكان واضحا من البداية أنه لاعب فذ؟ يقول ماكغينيس: «أنت تعلم أنه كان لاعبا استثنائيا، والأعمى فقط هو الذي لم يكن بإمكانه رؤية إمكانياته الهائلة. لقد كان جورج بيست خجولا حتى بدأ يذهب إلى قاعات الرقص، ثم تخلى عن الخجل بعض الشيء بعد ذلك. لكن الفريق بأكمله كان استثنائيا، ولكي تدرك ذلك عليك التفكير فقط في لاعبين مثل بوبي ونوبي ستيلز، بالإضافة إلى بيل فولكس وهاري غريغ، الذين نجا من كارثة ميونيخ. لقد كان هذان اللاعبان يملكان شخصية قوية للغاية».
وأضاف: «عندما تمكنا من الفوز بالبطولة الأوروبية، كان هذا يعني الكثير بالنسبة لنا، وخاصة بالنسبة لمات بيسبي. لقد كان شيئا يجعلنا نقول بكل فخر واعتزاز: انظروا، لقد تمكنا من تحقيق ذلك رغم كل ما حدث. دعونا نفعل ذلك مرة أخرى». ومع ذلك، شعر بيسبي بالتعب والإرهاق بعد قيادته لمانشستر يونايتد لمدة 24 عاما، لذا قرر في يناير (كانون الثاني) من عام 1969 أن يعتزل التدريب، وأعلن أنه سيترك الفريق بنهاية الموسم. لقد كان بيسبي يبلغ من العمر 60 عاما آنذاك، واختار أن يكون خليفته ماكغينيس الذي كان في الحادية والثلاثين من عمره، والذي تولى بالفعل قيادة مانشستر يونايتد في يوليو (تموز) 1969، يقول ماكغينيس عن ذلك: «لقد كنت فخورا للغاية بذلك. لقد انتابني شعور بالدهشة بعض الشيء، لكنني كنت فخورا للغاية».
لكن هل كانت هذه «مهمة مستحيلة» لماكغينيس لأنه تولى قيادة الفريق بعد أسطورة مثل بيسبي؟ يقول ماكغينيس: «لم أنظر إلى الأمر بهذه الطريقة. لقد كانت وظيفة رائعة وحياة رائعة». وقد أنهى مانشستر يونايتد الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثامن في موسمه الكامل الوحيد مع الفريق؛ حيث أقيل ماكغينيس من منصبه في ديسمبر (كانون الأول) 1970 وعاد بيسبي لمنصبه لفترة وجيزة، لكن مانشستر يونايتد احتل المركز الثامن مرة أخرى في هذا الموسم.
يقول بول ماكغينيس لوالده: «لقد أشرفت على خمس مباريات في الدور نصف النهائي، بما في ذلك مباريات الإعادة، في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي. لم تكن محظوظا بعض الشيء، ولم تتمكن من تدعيم صفوف الفريق بالشكل الذي كنت تريده. لقد توليت قيادة فريق يعاني من ارتفاع معدل الأعمار، وكنت تريد التعاقد مع لاعبين أصغر في السن، مثل مالكولم ماكدونالد ومايك ميلز وكولين تود».
يبتسم والده ويقول: «لكن يجب ألا تنسى أنني كنت لا أزال أتعلم كمدير فني». فهل يشعر ماكغينيس بالتعاطف مع جميع المديرين الفنيين الذين تولوا قيادة مانشستر يونايتد بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون؟ يبتسم ماكغينيس ويبدو مرتبكاً قليلاً. ثم يقول بول لوالده: «بعد كل هذه السنوات مع السير أليكس فيرغسون، كان من الصعب على أي شخص آخر أن يأتي، أليس كذلك يا أبي؟. أعتقد أنك شعرت بالأسف والتعاطف مع ديفيد مويس في ذلك الوقت».
لكن من المؤكد أنه من الصعب مشاهدة مانشستر يونايتد وهو يعاني في الوقت الحالي، بالمقارنة بما كان يقدمه النادي تحت قيادة بيسبي وفيرغسون. يقول ماكغينيس عن ذلك: «يتعين عليهم أن يجدوا الحافز الذي كان موجودا في عصرنا».


مقالات ذات صلة

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

رياضة عالمية أندريس إنييستا (أ.ف.ب)

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

ودَّع نجم كرة القدم الإسباني المعتزل، أندريس إنييستا، مسيرته الكروية (الأحد) في مباراة استعراضية بين أساطير برشلونة وريال مدريد في طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بجائزة أفضل ناد في أفريقيا (رويترز)

جوائز أفريقيا: الأهلي ينافس الزمالك على «أفضل نادٍ»

يتجدد الصراع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك عبر جائزة أفضل نادٍ في أفريقيا التي سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بها.

«الشرق الأوسط» (مراكش)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصيب الحارس البالغ عمره 31 عاماً بقداحة ألقيت من المدرجات (رويترز)

دريفيس حارس مرمى بوخوم يُصاب بـ«قداحة»... والنادي يحتج

يعتزم بوخوم التقدم باحتجاج أمام الاتحاد الألماني لكرة القدم، بعدما أصيب حارس مرماه باتريك دريفيس بقداحة ألقيت باتجاهه، في التعادل مع مضيفه أونيون برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».