مصر تعلن اكتشاف «متحف متكامل» في صحراء سقارة

خبيئة لمومياوات قطط وأسود وأكبر جعران

تماثيل لقطط من بين التماثيل التي عثر عليها (ا ف ب)
تماثيل لقطط من بين التماثيل التي عثر عليها (ا ف ب)
TT

مصر تعلن اكتشاف «متحف متكامل» في صحراء سقارة

تماثيل لقطط من بين التماثيل التي عثر عليها (ا ف ب)
تماثيل لقطط من بين التماثيل التي عثر عليها (ا ف ب)

أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس، عن اكتشاف «خبيئة مومياوات للحيوانات المقدسة»، بمنطقة سقارة الأثرية بمحافظة الجيزة، وصفت بأنها «متحف متكامل»، من بينها مومياوات لأسود تكتشف للمرة الأولى، وأكبر مومياء لجعران حتى الآن.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، على هامش مؤتمر صحافي للإعلان عن الكشف، إن «البعثة المصرية العاملة بمنطقة سقارة الأثرية عثرت على حفرة تضم 25 صندوقاً بداخلها مومياوات لقطط، وأسود، وصقور، بينها أكبر مومياء لجعران يتم اكتشافها، إضافة إلى تماثيل من البرونز للإله أوزوريس، وأخرى خشبية لآلهة مختلفة، أبرزها تمثال من خشب الأبانوس للإله نيت»، مطالباً بأن «يتم عمل متحف خاص لعرض نتاج هذا الكشف، ونتائج حفائر البعثة المصرية في سقارة».
وأثار هذا الكشف الجدل مؤخراً، بعد الحديث عن العثور على حيوان غريب، يشبه الأسد قال البعض إنه «مومياء لأبي الهول»، علماً بأن أبو الهول ليس حيواناً، بل تمثال برأس إنسان وجسد أسد.
وقال وزيري إن «البعض تحدث عن العثور عن حيوان غريب في الخبيئة، وعن أبو الهول، وهذا كلام عار عن الصحة»، مشيراً إلى أن «المومياء التي عثرنا عليها كانت غريبة في البداية، لكن فحوصات الأشعة أظهرت أنها مومياء لأسد صغير (شبل)، عمره من 6 إلى 8 أشهر»، متابعاً: «الكشف ضم خمس مومياوات لأسود».
وأضاف وزيري أن «الوزارة عرضت المومياوات على علماء آثار ومصريات، أكدوا بنسبة 95 في المائة أن اثنين منهما لأسود، وسنكمل الدراسات للتأكد منها؛ حيث قد تكون لأسود أو قطط أو نمور، وأياً كان فالكشف فريد من نوعه».
من جانبه، قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، في المؤتمر الصحافي، «عثرنا على 25 مومياء قطة محنطة، بينما قطة كبيرة الحجم أثبتت الدراسات المبدئية أنها لأسد صغير، وسنكمل الدراسات للتأكد منها»، مشيراً إلى أن «عالم الآثار الفرنسي آلان زيفي عثر منذ سنوات على هيكل عظمي لأسد، هو المعبود ماحص، ابن المعبودة باستت»، و«هذه المومياوات ترجع للقرن السابع قبل الميلاد، عصر النهضة للأسرة 26».
ووصف العناني الاكتشاف الجديد بأنه «متحف متكامل»، لافتاً إلى أن «هذه المنطقة كان يزورها المئات منذ عشرات السنين دون أن يعرفوا أنها تخفي هذا الكنز المهم»، وذهب إلى أن «المنطقة شهدت ثلاثة اكتشافات مهمة على مدار العام الماضي والحالي، من أهمها جبانة الحيوانات المقدسة، ومقبرة واح تي».
وضم الكشف 75 تمثالاً من القطط مختلفة الأحجام والأشكال مصنوعة من الخشب والبرونز، و25 صندوقاً خشبياً بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط، وتماثيل من الخشب لحيوانات مختلفة، منها النمس والعجل أبيس وتماسيح صغيرة الحجم بها بقايا تماسيح محنطة وللإله أنوبيس، ومومياوتان لحيوان النمس، بالإضافة إلى العثور على جعران كبير الحجم مصنوع من الحجر، وجعارين أخرى صغيرة مصنوعة من الخشب والحجر الرملي عليها مناظر آلهة وتمثال من الخشب مميز الشكل لطائر أبو منجل، ومجموعة أخرى من تماثيل لآلهة مصرية قديمة منها 73 تمثال من البرونز للإله أوزير و6 تماثيل خشبية للإله بتاح سوكر و11 تمثالاً للآلهة سخمت مصنوعة من الفيانس والخشب، وكذلك تمثال جميل من الخشب للآلهة نيت، وهي الإلهة الحامية في إقليم صان الحجر في محافظة الغربية.
وقال العناني إن «البعثة عثرت أيضاً على تابوتين صغيرين من الحجر الجيري للقطة باستت، وكذلك لوحة حجرية عليها الاسم الحوري للملك بسماتيك الأول من الأسرة 26، وصندوق خشبي صغير عليه بقايا قناع مذهب، وتمثالين من الخشب لسيدتين كل منهما برأس الكوبرا، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الكوبرا، وإفريز من الخشب يمثل حيات الكوبرا وتمائم ورأس طائر أبو منجل، وناووس من الخشب الملون بغطاء مزين بتمثال صغير للصقر سوبد، و3 تماثيل للصقر حورس، ومجموعة من التمائم مختلفة الأشكال والأحجام، بعضها عثر عليه داخل لفائف من الكتان وتماثيل أوشابتي من الفيانس، ومجموعة من البطاقات من ورق البردي عليها رسومات للآلهة تاورت، والعديد من الأقنعة الخشبية والطينية الملونة وعمود الجد، ومسند رأس خشبية».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف جبانة للحيوانات المقدسة بمنطقة سقارة؛ حيث سبق الكشف في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 عن 7 مقابر جديدة بجبانة الحيوانات بمنف بمنطقة سقارة، تضم 200 مومياء لقطة، ومومياوات لتماسيح، وأول مومياوتين محنطتين لجعارين.
ولفت وزيري إلى أن «المنطقة كانت معروفة بجبانة القطط، لكن تم تغيير اسمها إلى جبانة الحيوانات المقدسة؛ حيث عثرنا بها على مومياوات قطط وثعابين وتماسيح وصقور»، مشيراً إلى أن «العمل توقف واستؤنف مرة أخرى في نوفمبر عام 2018. وعثرنا على مقبرة (واح تي) التي تعود للأسرة الخامسة من الدولة القديمة، أي نحو 4400 سنة».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».