يجتمع أكثر من 500 من علماء المصريات، اليوم، في القاهرة، لبحث عدد من الموضوعات المتعلقة بعلم المصريات، وتاريخ المصريين القدماء، وتقرير مصير مومياء الملك توت عنخ آمون، واتخاذ القرار النهائي بشأن نقلها من موقعها بمقبرة توت آمون بالبر الغربي بالأقصر (جنوب مصر) إلى المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه نهاية العام المقبل، أو بقائها في موقعها.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، سيفتتح اليوم جلسات المؤتمر الدولي الثاني عشر لعلماء المصريات، التي ستستمر حتى الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمشاركة 571 عالماً من مختلف دول العالم».
وأضاف وزيري أن «المؤتمر سيبحث عدداً من الموضوعات المهمة، وعلى رأسها مصير مومياء الملك توت عنخ آمون. وبناء على قراراهم، سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأنها»، مشيراً إلى أن «هناك اقتراحاً بنقل المومياء من المقبرة إلى المتحف المصري الكبير، لاستكمال مجموعة الملك توت عنخ آمون، ولعرضها بصورة لائقة، وحمايتها من التأثيرات الناجمة عن زيادة عدد زوار المقبرة، رغم أنها موجودة في فاترينة زجاجية لحمايتها من العوامل البيئية الضارة».
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقترح فيها علماء المصريات نقل المومياء، حيث صدر قرار بنقلها من المجلس الأعلى للآثار عام 2004 لإجراء فحوصات عليها. لكن نتيجة للمعارضة الشديدة من جانب بعض الأثريين والمرشدين السياحيين، تم إلغاء القرار وإجراء الفحوصات اللازمة للمومياء، داخل المقبرة عام 2005. ومرة أخرى، حاول الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، نقلها عام 2010. لكن اقتراحه قوبل بالرفض، ويؤيد حواس نقل المومياء، نظراً لسوء حالتها، بحسب تصريحات سابقة له، لكن المرشدين السياحيين والعاملين بقطاع السياحة في الأقصر يرفضون القرار لأنه «سيفرغ المقبرة من أهم محتوياتها»، على حد قولهم.
واكتشفت مقبرة توت عنخ آمون على يد عالم الآثار الإنجليزي هيوارد كارتر عام 1922. وفي أثناء محاولات كارتر نزع القناع الذهبي الشهير لتوت عنخ آمون عن المومياء، باستخدام آلة حادة، تكسرت ضلوع المومياء، وانفصلت الرأس عن الجسد، وأدى ذلك إلى تقطيعها إلى 13 جزءاً.
ويناقش علماء المصريات موضوعات أخرى، من بينها «استخدام التقنيات الحديثة في المسح الأثري، وسبل التعاون المشترك في دراسة علم المصريات. كما يقدم العلماء مجموعة من الأبحاث المهمة في علوم المصريات»، بحسب وزيري.
وفي سياق متصل، أكد حواس، في تصريحات صحافية أمس، على هامش افتتاح معرض توت عنخ آمون في لندن، أن «توت عنخ آمون لم يقتل»، مشيراً إلى أنه «يبحث حالياً عن سر موت الفرعون الشاب، باستخدام معدات حديثة».
وأضاف حواس أن «توت عنخ آمون كان يعاني من الإصابة بالملاريا، فضلاً عن إصابة قدمه بالفلات فوت، ويعتقد أنه عانى من انقطاع وصول الدم لقدمه بعد حادثة سقوطه من فوق عجلته الحربية».
ويعمل حواس حالياً على إجراء فحوصات على المومياوات الملكية، لتحديد هويتها، من خلال فحوصات الـDNA. ووفقاً لحواس، فإن «مومياء نفرتيتي قد تكون واحدة من المومياواتين اللتين تم العثور عليهما بالمقبرة K21 بوادي الملوك بالأقصر»، مشيراً إلى أن «واحدة منهما، وهي المومياء بلا رأس، قد تكون لعنخ إس آمون، زوجة توت عنخ آمون، والثانية لنفرتيتي». كما يواصل حفائره بالبر الغربي بالأقصر للكشف عن مقبرة نفرتيتي، حيث قال حواس: «أبحث عن مقبرة نفرتيتي، لكن لا أريد الاستعجال،»، مشيراً إلى أنه «أول مصري يقوم بأعمال حفائر في البر الغربي، ومعه أكثر من مائة عامل»، متوقعاً أن «تسفر الحفائر عن اكتشافات أثرية مهمة قريباً».
علماء المصريات يقررون مصير مومياء توت في مؤتمر دولي
زاهي حواس: الفرعون الشاب لم يقتل
علماء المصريات يقررون مصير مومياء توت في مؤتمر دولي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة