بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- وسائل متطورة لفحص الثدي
كثر الكلام، بين أفراد المجتمع، في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حول أهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وفحص الماموغرام، ويشوب ذلك بعض الأخطاء والمغالطات العلمية. وقد تم تفنيد ذلك في الندوة التوعوية لسرطان الثدي التي أقامتها، قبل يومين بمدينة جدة، الجمعية السعودية للأشعة خلال انعقاد مؤتمرها العلمي الـ12.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة ميريت محمد المعداوي استشارية أشعة الثدي ومسؤولة برنامج الفحص المبكر بمستشفى الدكتور سمير عباس والحاصلة على الزمالة في التصوير الطبي التداخلي للثدي من جامعة تورونتو بكندا وإحدى المتحدثات في المؤتمر، وألقت الضوء على أهم المستجدات في هذا المجال، كما يلي:
- تثقيف الأخريات، نهيب بالنساء المطلعات والمثقفات نشر المعلومات التي تصل إليهن من خلال المصادر الطبية ووسائل التكنولوجيا الموثوقة إلى الأخريات الأقل ثقافة وتعليماً واطلاعاً كالبسيطات من العاملات وكبيرات السن اللاتي قد يهملن الاعتناء بصحتهن، بهدف توعيتهن بأهمية الفحص المبكر بشكل دوري.
- الاحتفاظ بصور فحص الماموغرام السابقة وليس التقرير فقط، فعلى كل امرأة أجرت فحصاً مبكراً للثدي، أن تحضر معها الصور السابقة في السنة التالية. وترجع أهمية ذلك إلى أن من أحد أهم عوامل الاستفادة من الفحص بالماموغرام هو مقارنة صورة أنسجة الثدي بين السنة والأخرى، وعندها يكون من السهل رؤية التغيرات الحادثة والمستجدة حتى لو كانت طفيفة كدليل على بداية تكوين «أورام».
- الماموغرام ثلاثي الأبعاد (Tomosynthesis)، بالنسبة للمرأة التي يُظهر الماموغرام العادي أن لديها كثافة الثدي عالية (extremely dense breast، C or D)، عليها أن تقوم بالفحص في المستشفيات والمراكز الموجود بها الماموغرام ثلاثي الأبعاد الذي يتميز بإخراج صور للثدي على شكل شرائح رفيعة تحد من اختباء أي ورم خلف الأنسجة الكثيفة للثدي، مثل ما قد يحدث في صورة الماموغرام العادي.
- الخزعة ذات الشفط (vacuum assisted biopsy، VAB)، التي تتوفر حديثاً في بعض المراكز المتخصصة. ففي حال وجود أي كتلة تحتاج لتحليل أنسجتها والتأكد من طبيعتها، كما في حالة الأورام متناهية الصغر أو اكتشاف تكلسات صغيرة في الماموغرام قد تخطئها الإبرة العادية التي تحصل على أنسجة سمكها لا يتعدى المليمترات فقط، أمكن الآن بمساعدة هذا النوع المتطور من الخزعات أخذ كمية من النسيج أكبر بكثير من التي تؤخذ بالخزعة العادية، قد يصل قطرها إلى 2 أو 3 سم، مع الإبقاء على ميزة سحبها من خلال فتحة متناهية الصغر في الجلد وباستخدام تخدير موضعي فقط، بل إن الميزة الأهم لخزعة الـVAB تكمن في تجنيب المريضة عملية جراحية وتخديراً كلياً إذا تمت إزالة الورم بالكامل وكان ورماً حميداً.
- الماموغرام البوزيتروني (Positron Emission Mammogram، PEM)، تقول الدكتورة نجلاء عبد الرازق أستاذة الأشعة بكلية الطب في القصر العيني بمصر وإحدى المتحدثات في مؤتمر جدة، إنها تقنية جديدة لتصوير الثدي تتم باستخدام مادة مشعة لا تتأثر بكثافة الثدي أو وضع المرأة الهرموني، وهما اثنان من العوامل التي تحد من فاعلية التصوير العادي بالماموغرام وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي لكشف السرطان. و‎يتم عمل الفحص بعد حقن كمية صغيرة من مادة الفلورين المشع المحمل على الغلوكوز بجهاز خاص يشبه الماموغرام وطريقة التصوير تشبه الماموغرام أيضاً، ولكن لا تحتاج إلى ضغط الثدي لأنها لا تتأثر بكثافة الأنسجة ويتم عمل الفحص بعد ساعة من حقن المادة المشعة للتأكد من وصولها إلى أنسجة الجسم عن طريق التمثيل الغذائي.
‎ويمثل هذا الفحص طفرة جديدة في تصوير الثدي ما يتيح الفرصة للكشف المبكر في وجود تاريخ استعداد وراثي وثدي كثيف، وفحص أدق في حالة تركيبات سيليكون للتكبير، ويفيد في متابعة الأورام تحت العلاج الكيميائي، كما أنه طريقة دقيقة لتشخيص سرطان الثدي الخفي في وجود ثانويات غير معلومة المصدر، وهو طريقة دقيقة لفحص الغدد الليمفاوية تحت الإبط وتحديد مرحلة المرض في حال وجود سرطان ثدي. وتبلغ حساسية الفحص إلى إمكانية رؤية ورم بحجم حبة الأرز وإمكانية أخذ عينة منه.
- عقار «ساكسيندا» لعلاج السمنة
قد يخطئ البعض في تعاملهم مع العقار الجديد «ساكسيندا» كعلاج للسمنة، معتقدين أنه عصا الساحر التي ستعيد إليهم القوام النحيل والثقة في النفس. وهنا سوف نوضح متى ينصح باستخدامه، وما طريقة واشتراطات الاستخدام؟
تجيب عن ذلك الدكتورة إيمان ششة استشارية باطنة وغدد صماء مديرة مركز السكري بمستشفى الملك سلمان بالرياض، موضحة في البداية أن دواء ساكسيندا يعد مثيلاً لهرمون (GLP - 1) بنسبة 97 في المائة، وهو هرمون «الشبع» الذي يفرز في الجسم بشكل طبيعي كاستجابة لتناول الطعام. وعليه، فهو ينظم الشهية عن طريق زيادة الشعور بالامتلاء والشبع وتقليل الشعور بالجوع، ما يؤدي إلى تقليل تناول الطعام.
ويوصى باستعمال دواء «ساكسيندا» في السعودية مكملاً للنظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية والنشاط البدني الزائد لعلاج زيادة السمنة عند البالغين، على أن يكون مؤشر كتلة الجسم BMI لديهم يساوي أو أكبر من 30 كلغم/ م2، أو الذين يعانون من زيادة الوزن ويكون مؤشر كتلة الجسم 27 كلغم/ م2 مع إصابتهم بأحد الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد؛ مثل داء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم وتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم، ويؤخذ الدواء مرة واحدة في اليوم. وقد طرحت شركة «نوفو نورديسك» دواء ساكسيندا 3 مليغرامات (ليراغلوتايد) في السوق السعودية عام 2017.
وحديثاً، تم تقييم دواء ساكسيندا في المرحلة الثالثة من البرنامج العلاجي (SCALE)، الذي تضمن أكثر من 5 آلاف شخص ممن يعانون من السمنة أو يعانون من زيادة في الوزن مع أمراض مصاحبة مرتبطة بالوزن. وأوضحت البيانات التجريبية أن دواء ساكسيندا، بالإضافة إلى نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني، يؤدي إلى خسارة الوزن لدى بعض المرضى بشكل أكبر بكثير من النظام الغذائي منخفض السعرات وزيادة النشاط البدني وحدهما فقط.
وتضيف الدكتورة إيمان ششة أن من الممكن ملاحظة فوائد وتحسنات سريرية كبيرة في الأمراض الأخرى المرتبطة بالوزن عند انخفاض الوزن بنسبة من 5 إلى 10 في المائة من وزن الجسم، وأكدت أن دواء ساكسيندا مع اتباع نظام غذائي وزيادة في النشاط البدني قد يمثل خياراً حقيقياً لعلاج طويل المدى للسمنة، لبعض المرضى.
إن الأمر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة لا يتعلق بخسارة الوزن فقط بل يتعلق بتحسين الصحة والتمتع بحياة أفضل، وهذا العلاج الجديد يمكنه مساعدة الأفراد في تحقيق نقص كبير في الوزن من الناحية السريرية، وتعد هذه نقطة مهمة في العلاج طويل المدى للسمنة.
ومن المهم أن يعمل الأفراد الذين يعانون من السمنة بشكل وثيق مع أطبائهم لوضع استراتيجيات مستدامة لعلاج زيادة الوزن المزمن. وعند تقييم خيارات العلاج يجب مراعاة استعداد الفرد لخسارة الوزن، بالإضافة إلى سجل أمراض القلب والأوعية الدموية والعادات الغذائية والأمراض المصاحبة.
وتعد السمنة مرضاً معقداً ومتعدد العوامل، يتأثر بالعوامل الوراثية والنفسية ويرتبط بكثير من العواقب الصحية الخطيرة وانخفاض العمر المتوقع، ويحتاج إلى علاج طويل المدى. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ففي السعودية وحدها، يعاني حالياً نحو 65 في المائة من البالغين من الوزن الزائد، ونحو 28 في المائة من السمنة، ويعاني كثير منهم من الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد.
- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

صحتك دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم جيوب خفية من الدهون في عضلاتهم معرضون لخطر أكبر للوفاة، بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب، بغض النظر عن وزن الجسم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم (رويترز)

الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم

أظهر تقرير جديد أن أكثر من نصف مالكي الساعات الذكية يقولون إن هذه الأجهزة تجعلهم يشعرون بمزيد من التوتر والقلق بشأن صحتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)
الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)
TT

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)
الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن الغرسة، التي جرى تصميمها لتُزرَع تحت الجمجمة، ترسم خريطة لنشاط الدماغ، وترسل نبضات موجَّهة من الموجات فوق الصوتية «لتشغيل» مجموعات من الخلايا العصبية يمكنها تغيير نشاط المخ، وتحسين الحالة المزاجية.

وسيجري اختبار سلامة الغرسة على نحو 30 مريضاً في التجربة التي تبلغ تكلفتها 6.5 مليون جنيه إسترليني، والتي تُموِّلها وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع بالمملكة المتحدة «Aria».

وفي المستقبل، يأمل الأطباء أن تتمكن هذه الغرسة من إحداث ثورة في علاج حالات مثل الاكتئاب والإدمان واضطراب الوسواس القهري والصرع.

وقال جاك كارولان، المسؤول في وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع: «يمكن أن تساعد مثل هذه التكنولوجيا مجموعة أوسع بكثير من الناس مما كنا نعتقد، فيمكنها المساعدة في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج، والصرع، والإدمان، واضطرابات الأكل. هناك كثير من الحالات التي نأمل أن نتمكن من علاجها باستخدام هذا النوع من التقنيات».

تأتي التجربة في أعقاب التقدم السريع في تكنولوجيا واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، حيث أطلقت شركة «نيورالينك»، التابعة لإيلون ماسك، تجربة سريرية على شريحة دماغية، مصممة لمنح المرضى المصابين بالشلل القدرة على استخدام الأجهزة الرقمية من خلال التفكير فقط.

ومع ذلك، تثير هذه التقنيات قضايا أخلاقية كبيرة حول ملكية البيانات وخصوصيتها وخطر التمييز، حيث قد تُستخدم بيانات الدماغ للحكم على مدى ملاءمة الشخص للتوظيف أو التأمين الطبي.

وقالت كلير إلويل، أستاذة الفيزياء الطبية بجامعة لندن: «قد تُشكل هذه الابتكارات سريعة التطور إنجازاً حقيقياً من منظور تقني، لكن ينبغي لنا أن نعمل على معالجة القضايا الأخلاقية العصبية المرتبطة بها. نحن الآن نصل إلى المسارات العصبية بطريقة لم نتمكن من القيام بها من قبل، لذا نحتاج إلى النظر بعناية في التأثير السريري لأي تدخُّل، والتأكد من أننا نتصرف دائماً بما يخدم مصالح المريض».

ومن المنتظر أن تبدأ التجارب على الغرسة الجديدة، في مارس (آذار) المقبل، وأن تستمر لمدة 3 سنوات.