دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية التحالف الدولي لدحر «تنظيم داعش» يعقد في واشنطن، في 14 الشهر المقبل. وقال بومبيو في بيان عن الخارجية إن الاجتماع يهدف إلى مراجعة الخطوات المقبلة في الحملة المشتركة لتحقيق دحر دائم لـ«داعش»، لأن التحالف الدولي يبقى ذا أهمية حيوية لجهودنا وما زال التزامنا بهذا الجهد ثابتا.
وأضاف أن الوزراء سيجرون مناقشات حول استراتيجية القتال المتواصل ضد «داعش» في فترة ما بعد التحرير وعقب مقتل أبو بكر البغدادي، مع التركيز بشكل خاص على التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا وعلاقتها بالاستقرار والأمن في المنطقة. وشدد البيان على أن الولايات المتحدة تبقى مصممة على منع عودة «داعش» في سوريا والعراق وتواصل العمل مع التحالف الدولي لتدمير فلول «داعش» وإحباط طموحاته العالمية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية قوله إن الولايات المتحدة تريد من التحالف الذي يقاتل «تنظيم داعش» في شمال شرقي سوريا بعد مقتل أبو بكر البغدادي خلال عملية في مطلع الأسبوع، أن يواصل دعمه للعملية.
وقال المسؤول إن إعلان الرئيس دونالد ترمب انسحاب القوات الأميركية من شمال سوريا في السادس من الشهر الجاري لا يعني أن واشنطن ستتخلى عن قتال «داعش». وأضاف: «لم تكن هناك أي فكرة عن أننا سنتخلى عن مهمة ملاحقة (داعش)... هذا جهد كبير مستمر».
وخفف ترمب من خططه للانسحاب من سوريا بعد رد فعل عنيف من الكونغرس، بما في ذلك من الجمهوريين، الذين يقولون إن الانسحاب أعطى الفرصة لتوغل طالما هددت به تركيا في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) ضد القوات الكردية في سوريا التي كانت حليفة للولايات المتحدة في المعركة ضد «تنظيم داعش» منذ عام 2014.
وأعلن ترمب أنه سيبقي على قوات أميركية مدعومة بقوات ستنتشر حول حقول النفط والغاز في سوريا، وكذلك الاحتفاظ بقاعدة التنف على الحدود العراقية - السورية - الأردنية. وقال في تغريدة له: «سنحاول التوصل إلى حل مع الأكراد يضمن لهم بعض التدفقات النقدية من النفط، وقد نسمح لإحدى شركات النفط الكبرى بدخول المنطقة والقيام بذلك بشكل صحيح».
وعبر المنتقدون عن قلقهم إزاء التخلي عن المقاتلين الأكراد الذين لعبوا دورا أساسيا في هزيمة «داعش» في سوريا، وقالوا إن هذه الخطوة قد تسمح للتنظيم باستعادة قوته وتهديد المصالح الأميركية.
لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أعلن بعد يوم واحد على مقتل البغدادي، بأن الولايات المتحدة ستتصدى بالقوة «الساحقة» لأي محاولة للاستيلاء على حقول النفط السورية التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية، سواء من «داعش» أو حتى من قوات تدعمها روسيا أو سوريا.
وأوضح إسبر في مؤتمر صحافي في البنتاغون مع رئيس هيئة أركان القوات الأميركية المشتركة مارك ميلي أن القوات الأميركية ستبقى متمركزة في هذه المنطقة الاستراتيجية للحيلولة دون وصول «داعش» إلى تلك الموارد الحيوية.
وأشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة اعتمدت على الدخل من هذا النفط لتمويل مقاتليها ومنها القوات التي تحرس السجون التي تحتجز مقاتلي «داعش». وأضاف أن البنتاغون يريد التأكد من «أن قوات سوريا الديمقراطية تستطيع الوصول إلى هذه الموارد كي تحرس السجون وكي تسلح قواتها وتساعدنا في مهمة هزيمة (داعش)، وعليه فإن مهمتنا هي تأمين حقول النفط».
هذا وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات الأميركية تواصل منذ يوم الأحد استقدام شاحنات ومعدات عسكرية لها من العراق. وأضاف أن نحو 150 شاحنة وآلية دخلت الأراضي السورية على أربع مراحل، وتحمل معدات عسكرية ولوجيستية دخلت عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق، وتوجهت نحو منطقة دير الزور.
واشنطن مستعدة لاستخدام «القوة الساحقة» بهدف حماية النفط
واشنطن مستعدة لاستخدام «القوة الساحقة» بهدف حماية النفط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة