مصر تفتتح قصر «الأميرة خديجة» بعد تحويله إلى مركز ثقافي

عمره أكثر من 125 عاماً ويضم 50 قاعة

قصر الأميرة خديجة بعد ترميمه وتحويله لمركز ثقافي
قصر الأميرة خديجة بعد ترميمه وتحويله لمركز ثقافي
TT

مصر تفتتح قصر «الأميرة خديجة» بعد تحويله إلى مركز ثقافي

قصر الأميرة خديجة بعد ترميمه وتحويله لمركز ثقافي
قصر الأميرة خديجة بعد ترميمه وتحويله لمركز ثقافي

افتتحت مصر أمس قصر الأميرة خديجة بحلوان (جنوب القاهرة) بعد ترميمه وتطويره بمبلغ 26 مليون جنيه، وتحويله إلى مركز ثقافي تابع لمكتبة الإسكندرية في مدينة القاهرة. وتهدف المكتبة لأن يصبح القصر مركزاً ثقافياً ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية ومزاراً ذا قيمة سياحية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وبدأ الحفل بافتتاح مكتبة الطفل والنشء، ثم افتتاح معرض حلوان الأول للحرف اليدوية؛ وشمل الافتتاح أيضاً عرضاً علمياً مبسطاً للأطفال بعنوان «عرض عجائب العلوم»، وهو عرض تعليمي تفاعلي، مرح، ومشوق سريع الوتيرة مناسب لجميع أفراد الأسرة. ويُبسط الكثير من المفاهيم الأساسية للعلوم المختلفة، من خلال شخصية العالم «زنزون المجنون» بروحه المرحة وحسه الفكاهي.
وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، على هامش إعادة افتتاح القصر أمس، إن «هذا القصر يعتبر مركز إشعاع ثقافي ومفيد لكل أعمار وفئات المجتمع». ودعا الفقي المواطنين من مختلف المحافظات لزيارة هذه البقعة الثقافية المهمة، مع الحفاظ عليه لتعريف الأجيال المقبلة بتاريخه، وأوضح أنّ «المكتبة لا تألو جهداً في نشر الثقافة والمعرفة في أي مكان مثل القاهرة، ويشهد قصر الأميرة خديجة بحلوان، وبيت السناري بالسيدة زينب، ومركز توثيق التراث بـ(القرية الذكية) على الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية خارج مقرها الرئيسي بالإسكندرية».
ويقع المبنى الرئيسي لقصر الأميرة خديجة على مساحة 500 متر، ويحتوي على 50 قاعة تتدرج مساحتها من 25 متراً إلى 100 متر، وتتسع القاعة الرئيسية لـ120 فرداً.
ورغم توقيع مكتبة الإسكندرية بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة، في عام 2017 لاستغلال قصر الأميرة خديجة، بحلوان، متحفاً لحضارة الأديان والثقافة، بعد الانتهاء من تجديد القصر ومرافقه بالكامل، فإنه تم استبعاد الفكرة والاتفاق على تحويله إلى مركز ثقافي، وفق الدكتور الفقي الذي قال أمس: «فكرنا في البداية، في تحويل القصر إلى مجمع للأديان، إلّا أنّ توافقنا على أنّه من الأنسب تحويله إلى صرح ثقافي يخدم أهل المنطقة أطفالاً وشباباً». مشيراً إلى أنّ «متحف الأديان من الأنسب له أن يكون في مكان مرتبط بالسياحة».
ويعدّ القصر تحفة معمارية، وذا قيمة أثرية كبيرة ومسجَّلاً بوصفه طرازاً معمارياً متميزاً بقوائم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وكان القصر مقراً لمحافظة حلوان، بعد فصلها عن القاهرة، لكن بعد انضمامها للقاهرة وُضع برنامج لتطوير القصر باعتباره تحفة فنية ذات طراز معماري متميز، ومن الصعب استخدامه كمقر إداري.
وصاحبة القصر السابقة «الأميرة خديجة» هي ابنة الخديوي توفيق، سادس حكام أسرة محمد علي باشا، الذي حكم مصر من 1879 إلى 1892، وشُيد القصر عام 1895، لتسكنه الأميرة خديجة، لكنّها أهدته إلى وزارة الصحة في 1902، ليكون مستشفى لأمراض الصدر.
وعلى هامش افتتاح القصر، أطلقت مكتبة الإسكندرية معرض «رحلة الكتابة في مصر» الذي يستعرض أهم المحطات الرئيسية للتدوين، وأهم صوره في مصر منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث، وينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية يسرد كل منها طبيعة التاريخ والحضارة من خلال الصور المختلفة للتدوين، التي شهدتها مصر بتنوع الديانات والجماعات المختلفة في أرضها، ويحتفي المعرض بالخطوط والأبجديات النادرة التي صاحبت الهيروغليفية واحتضنتها أرض مصر مثل: النبطية، والآشورية، واليونانية، وغيرها.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».