أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف «خبيئة توابيت أثرية تعود لعصر الأسرة الـ22» بمنطقة العساسيف الأثرية بالأقصر (جنوب مصر) على مقربة من الدير البحري، وتم فتح تابوتين للمرة الأولى أمام عدسات الإعلام للكشف عن المومياوات بداخلهما.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في مؤتمر صحافي، أمس، إن «الخبيئة تضم مجموعة متميزة من التوابيت الآدمية الملونة، وفي حالة جيدة من حيث الألوان والنقوش»، مشيراً إلى أن «البعثة عثرت على التوابيت في الوضع الذي تركها عليه المصري القديم قبل آلاف السنين، حيث وُجدت مغلقة وبداخلها المومياوات، موضوع بعضها فوق بعض في مستويين، الأول ضم 18 تابوتاً، والثاني 12 تابوتاً».
وشرح وزيري كيفية بداية الكشف عن الخبيئة الأثرية، وقال إن «الحفائر بدأت منذ شهرين استكمالاً للأعمال التي بدأت العام الماضي، وأسفرت عن اكتشاف المدخل الأصلي لمقبرة (TT 28)، ومقبرتين أثريتين لكلٍّ من (ثاو ار خت أف) و(ميري رع)، من عصر الرعامسة»، مشيراً إلى أنه «في أثناء توسع نطاق الحفائر ليشمل الجزء الشرقي من الفناء الذي تم العمل به في الموسم السابق، تم الكشف عن (خبيئة العساسيف)».
وأوضح وزيري أن «الخبيئة تعود للأسرة الـ22، القرن العاشر قبل الميلاد، أي نحو 3000 سنة، وتضم توابيت لكهنة وكاهنات آمون، وخنسو، وعُثر عليها أعلى مقبرة (TT 28)، وتوضح التوابيت المكتشفة مراحل تصنيع التوابيت في تلك الفترة، حيث وُجد بعضها مكتملاً ومزيناً بالرسوم والألوان، والآخر في مراحل التصنيع الأولى، وبعضها منحوت من الداخل، بينما البعض الآخر غير منقوش، أو نقوشه غير مكتملة».
من جانبه قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري في المؤتمر الصحافي، إن «الخبيئة تضم 30 تابوتاً، 5 منها لنساء، و2 لأطفال، ووُجدت على وضعها كما تركها المصري القديم، ولم يمسها أحد من قبل»، موجهاً الشكر إلى الأثريين والمرممين، والعمال الذين تحملوا الصعاب من أجل العمل الأثري.
وأكد العناني أن «هذه هي أول خبيئة تُكتشَف بأيدي أثريين مصريين»، نافياً ما يتردد عن أن هذه التوابيت دُفنت في العساسيف عام 1967، وقال إن «هذه محاولات للتشكيك في الكشف، أقل من أن يُلتفت إليها، ولا تتعدى أن تكون ضمن الإشاعات المغرضة التي ليس لها أي أساس من الصحة، والهدف منها النيل من أي نجاح تحققه الوزارة ويلفت انتباه العالم إلى مصر وحضارتها».
وفيما قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، في تصريحات على هامش المؤتمر الصحافي، إن «هذه التوابيت تم تصنيعها في ورشة واحدة، وستكشف الدارسة عن المزيد من الحقائق بشأنها»، أوضح وزيري لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه هي أول خبيئة توابيت آدمية يتم العثور عليها كاملة منذ القرن التاسع عشر، بعد خبيئة الدير البحري، وخبيئة القساوسة أو باب الجس»، معرباً عن سعادته بالكشف «الذي يعد إضافة كبيرة، وتكليلاً لمجهود الأثريين الذي عملوا باجتهاد لاستخراج الخبيئة الأثرية».
وفكرة الخبيئة ليست غريبة على الآثار المصرية، فخلال القرن التاسع عشر شهدت الأقصر اكتشاف خبايا أثرية مهمة، وهي خبيئة المومياوات الملكية المعروفة بخبيئة الدير البحري، والتي اكتشفتها عائلة عبد الرسول عام 1871، وأُعلن عن اكتشافها بشكل رسمي في عام 1881، وضمت مومياوات لملوك وملكات مصر، وتُعرض حالياً بالمتحف المصري في التحرير، كما عُثر على خبيئة أخرى للمومياوات في مقبرة الملك أمنحوتب الثاني (KV35) عام 1898، إضافةً إلى خبيئة باب القُسوس المعروفة بخبيئة القساوسة عام 1891، والتي ضمت مجموعة من مومياوات الكهنة.
وأثار الكشفُ الجدلَ على مدار الأسبوع الماضي، منذ الإعلان المبدئي عن اكتشاف خبيئة توابيت أثرية، حيث شكّك البعض في حداثة الكشف، لأن الطريقة التي دُفنت بها التوابيت في الرمال غير متعارف عليها عند المصري القديم، الذي قدّس المومياء، وكان دائماً يخفيها في مقابر.
وقال الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اكتشاف هذا العدد من التوابيت أمر مهم جداً، وإضافة للعمل الأثري في مصر»، مشيراً إلى أنه (الكشف) يطرح مجموعة من التساؤلات لا بد من الإجابة عنها من خلال الدراسة المتعمقة للكشف، وهي ما سبب وجود هذا الكم من التوابيت في حفرة مغطاة بالرمال؟ ولماذا لم توضع في مقبرة؟ ومَن هم أصحاب هذه التوابيت؟ وأين مقابرهم الأصلية؟ ولماذا وُضعت أمام المقبرة 33 التي استُخدمت كمخزن لتخزين الآثار في عام 1967؟ لافتاً إلى أن «واقعة نقل الآثار وتخزينها عام 1967 صحيحة ومسجلة في سجلات وزارة الآثار».
اكتشاف خبيئة تضم 30 تابوتاً خشبياً في الأقصر
أخفاها الفراعنة لحمايتها وتعود للأسرة الـ22
اكتشاف خبيئة تضم 30 تابوتاً خشبياً في الأقصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة