محمد فرّاج: نجاحي في «الممر» فاق توقعاتي

قال لـ«الشرق الأوسط» إن إتقان اللهجة الصعيدية كان أمراً صعباً

لقطة من دوره في فيلم «الممر»
لقطة من دوره في فيلم «الممر»
TT

محمد فرّاج: نجاحي في «الممر» فاق توقعاتي

لقطة من دوره في فيلم «الممر»
لقطة من دوره في فيلم «الممر»

عدّ الفنان المصري الشاب محمد فراج تجربته في فيلم «الممر» نقطة فارقة في حياته الفنية، بعدما «حقق دوره (العسكري هلال) كل هذا النجاح والانتشار، ولمس قلوب وعقول المشاهدين».
وقال فراج في حواره مع «الشرق الأوسط»، إنه لم يتوقع نجاح الفيلم بهذا الشكل المميز، وخصوصاً بعد عرضه على شاشة التلفزيون خلال احتفالات مصر بذكرى «انتصار حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973» أخيراً. وتحدث فراج عن أبرز الصعوبات التي واجهته في تمثيل دوره بالفيلم، وطموحاته في الفترة المقبلة. وإلى نص الحوار:
> هل توقعت رد فعل الجمهور الإيجابي بعد عرض فيلم «الممر» تلفزيونياً؟
- عندما علمنا أنه سيعرض تلفزيونياً في ذكرى حرب أكتوبر، توقعنا رد فعل جيد؛ خصوصاً أنه حقق نجاحاً مبهراً عند طرحه في دور العرض السينمائي في عيد الفطر الماضي، لدرجة أنه ما زال يعرض في بعض دور السينما حتى وقتنا هذا، وبالتالي كنا متوقعين أن يكون له صدى جيد، ولكن لم نتوقع أبداً أن يحدث كل هذا الزخم بين الناس على «السوشيال ميديا» حتى لو انتقده البعض، ولكن بمجرد عرض الفيلم على شاشة التلفزيون، وتكون الشوارع شبه خالية، فهذا دليل نجاح قوي للغاية، وكان ذلك مبهراً بالنسبة لنا.
> شخصية «العسكري هلال» حققت انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل. في تقديرك ما السبب؟
- عندما تعرض عليَّ شخصية بعينها لا أفكر إلا في الطريقة التي سأقدمها بها، وأركز للغاية في أبعادها وكافة تفاصيلها، أما رد الفعل عليها فهو نجاح ورزق من الله، بجانب حصاد للمجهود المبذول. وأعتقد أن سبب تفاعل الجمهور مع «العسكري هلال» يرجع إلى أنه حرك بداخلهم مشاعر كبيرة وأحاسيس وطنية مهمة؛ خصوصاً في المشاهد التي تحدث فيها عن تأثير الهزيمة عليه نفسياً، وعدم قدرته على مواجهة والده الصعيدي (جنوب مصر) بعد عار الهزيمة في نكسة عام 1967. فأعتقد أن العسكري هلال مثَّل عامل جذب قوياً لدى الناس ولمس مشاعرهم، ولا أخفي سراً عندما أقول إنه عندما عرضت عليَّ الشخصية سعدت بشدة؛ لأنها مختلفة عن كافة الأدوار التي سبق لي تقديمها.
> وما أبرز الصعوبات التي واجهتها في تجسيد دور «هلال»؟
- إتقان اللهجة الصعيدية، وبالأخص «السوهاجية» (محافظة سوهاج - جنوب مصر)، كان من أبرز الصعوبات التي واجهتني، فكل محافظة لديها طريقة محددة في نطق الحروف ومخارج الألفاظ، وبالتأكيد عندما أجسد شخصية تمثل باللهجة العامية القاهرية يكون الأمر سهلاً، أما هنا فكان واجباً عليَّ التركيز في طبيعة «هلال» نفسه ولهجته؛ خصوصاً عند تجسيد شخصية الصعيدي لأول مرة.
كما أن الإصابات المتكررة التي تعرضت لها أثناء التصوير في جبال وصحاري محافظات متنوعة، جراء كثرة الحركة والتفجيرات وغيرها، لم تكن أمراً سهلاً أبداً.
> وكيف تعاونت مع المخرج الكبير شريف عرفة أثناء كواليس تصوير الفيلم؟
- العمل مع المخرج القدير شريف عرفة مثَّل تحدياً كبيراً لي، فرغم أن العمل معه جائزة مهمة في حد ذاته؛ لكنه يظل تحدياً كبيراً؛ لأنه مخرج محنك وصاحب خبرات لافتة، والعمل معه مسؤولية كبيرة، هذا بالإضافة إلى أن الفيلم كله لم يكن سهلاً على الإطلاق، وصعوبته الرئيسية كانت تكمن في تقبل الناس له؛ لأن طبيعته الحربية اختفت من دور السينما في السنوات الأخيرة.
> لأي مدى سيسهم نجاح شخصية «هلال» في اختيارك للأدوار المقبلة؟
- بصراحة لم أفكر في هذا الأمر حتى الآن؛ لكن في السنوات السابقة كان نجاح أي شخصية أقدمها على الشاشة تتبعه صعوبة بالغة في عملية الاختيار التالية، فأنا دائماً مشغول بالأدوار الجديدة التي سأقدمها، والكيفية، وطريقة معالجتها، وهذا هو الأهم، فالنجاح بالتأكيد أمر صعب، ولكن الأصعب منه هو كيفية الاستمرار فيه.
> وكيف تقيم تكريم جهات الدولة المتنوعة لممثلي الفيلم في الآونة الأخيرة؟
- هذا أمر رائع ويشعرنا بالسعادة، فعندما نجح الفيلم في السينما صُدمنا من الفرحة، ولكن في النهاية من شاهدوا عرض الفيلم بالسينما عددهم كبير؛ لكنه محدود أو معروف، أما درجة انتشاره ومشاهدته بعد عرضه تلفزيونياً كانت أكبر وأوسع بكثير، وبالتالي كان التأثير أكبر وأقوى، وقد خلق حالة زخم نادرة، فقد كانت الشوارع خالية تقريباً، وكأن منتخب مصر يلعب مباراة في كأس العالم.
> وهل سيساهم نجاحك في «الممر» في قبول المشاركة في فيلم حربي جديد إن عرض عليك دور؟
- هذا يتوقف على الشخصية التي تعرض عليَّ، ولكن بالتأكيد لا أحب تكرار نفسي أبداً.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».