صفحات المطاعم على مواقع التواصل... تشويق بالصورة والصوت

صفحات المطاعم على مواقع التواصل... تشويق بالصورة والصوت
TT

صفحات المطاعم على مواقع التواصل... تشويق بالصورة والصوت

صفحات المطاعم على مواقع التواصل... تشويق بالصورة والصوت

في محاولة لمواكبة التطورات التكنولوجية والاستفادة من زخم الفضاء الإلكتروني للوصول إلى فئات جديدة من الزبائن، لجأت كثير من المطاعم المصرية، إلى تدشين صفحات على شبكة مواقع التواصل الاجتماعي، تستهدف مشاركة زبائنها في أذواقهم، ليصبح في مقدورهم مشاهدة واقع حي بالصور والفيديو لتفاصيل المطعم وديكوراته وطرق تحضير الطعام، والتعرف على ما يقدمه من أطباق مختلفة.
وتركز تلك المطاعم على الإبهار وجذب الزبائن، من خلال نشر صور المواد الخام ومكونات الأطباق للتأكيد على كونها ذات جودة عالية، بالإضافة إلى مقاطع فيديو متنوعة تنقل مراحل العمل، ومشاهد من داخل المطبخ وقاعات الطعام المكتظة بالزبائن، بجانب فيديوهات دعائية يروي فيها بعض الزبائن قصصهم مع المطعم وتقييمهم للطعام.
وتستخدم المطاعم جميع التطبيقات الإلكترونية للوصول إلى الزبائن سواء من خلال صفحات على «إنستغرام» أو إنشاء مجموعات للرواد على «واتساب»، بجانب تطبيقات طلب الطعام إلكترونياً، والتي حققت هي الأخرى انتشاراً واسعاً في مصر، حيث أصبح في مقدور الزبائن تسجيل طلباتهم عقب مشاهدة كل تفاصيل الأطباق لتصلهم إلى منازلهم في وقت قياسي.
إبراهيم محمود، محاسب عمره 47 عاماً، قال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ سنوات كان من الصعب معرفة أي مطعم إلا بالذهاب إليه لتجربة ما يقدمه من طعام، لكن الآن أصبح في مقدوري رؤية ومعايشة كل شيء من خلال نسخته الافتراضية على الإنترنت، ليمكنني أن أطلب ما أشاء أو أذهب إلى المطعم وأنا أعرف كل شيء عنه».
وانتشرت صفحات احترافية مختصة بتسويق المطاعم تستخدم وسائل جديدة تتناسب مع طبيعة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها التفاعل مع الرواد ونشر تعليقاتهم لتوسيع انتشار الصفحات، وتعتمد في ترشيحاتها للمطاعم على إبراز الأطباق التي يتميز بها كل مطعم، وتقديم عروض الخصومات التي يتم تخصيص بعضها للزبائن الذين يذهبون للمطعم عقب معرفته عن طريق صفحات التواصل.
ورغم أن الصورة ومقاطع الفيديو تمثل أكثر أدوات الإبهار فاعلية في تسويق المطاعم والأطباق على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المنشور يحتل مكانة مهمة في منظومة الجذب، حيث يتضمن وصفاً دقيقاً للأطباق والأصناف المختلفة بلغة ناعمة تتناسب مع طبيعة مستخدمي الـ«سوشيال ميديا»، وتعتمد في كثير من الأحيان على المفردات الساخرة والعبارات التي يغلفها المزاح، مما يفتح الباب بشكل موسع لمشاركة الرواد في التعليقات وتبادل الآراء الجادة، بجانب النكات أيضاً.
ويرى هاني العبادي مدير التسويق في أحد المطاعم الشهيرة بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» أن «النسخ الافتراضية للمطاعم حققت نجاحاً كبيراً، فعدد كبير من زبائننا تعرفوا علينا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح في مقدور الزبائن متابعة كل شيء عبر هواتفهم الذكية، واختيار المطعم الأنسب».
البحث عن الزبائن في الفضاء الإلكتروني أغرى كل المطاعم سواء الشهيرة أو الشعبية، ولجأ مطعم «صبحي كابر» بحي روض الفرج الشهير، شمال القاهرة، إلى الدمج بين نسخته الافتراضية، ووجوده في عالم الواقع من خلال تخصيص شاشات عرض في قاعاته التي تحتل طوابق كثيرة في بنايته لعرض صور ومواد فيلمية «مقاطع فيديو»، كما تعرض بعض مقاطع الفيديو مشاهد حية مباشرة للمطبخ خلال تحضير الأطباق، حيث يشاهد الزبائن مراحل تحضير وجباتهم بكل تفاصيلها، وخصص المطعم الذي يقدم أكلات مصرية تقليدية شهيرة منها الكباب والكفتة والمشويات والطواجن بعض مقاطع الفيديو لعرض مصادر اللحوم والطيور وجميع مكونات الأطباق من الخضر والمواد الأولية، وتنقل شاشات العرض مشاهد من مزارع الأبقار والدواجن التي يمتلكها المطعم، إضافة إلى مزارع الخضر بأنواعها كافة.
وتستخدم الصفحات الاحترافية وسائل مختلفة في تفعيل التواصل مع روادها ودفعهم للمشاركة في التعليقات، ويكون لدى مشرفي الصفحة صفحات أخرى خاصة تحمل أسماء أشخاص، ويقومون من خلالها بنشر تعليقات كأنهم أشخاص زاروا المطعم وأعجبتهم أكلاته، ويصفون بدقة سعادتهم بالأصناف والديكورات والأجواء المحيطة، كما يركزون على طبق محدد يتميز به المطعم ويعطونه أولوية كبيرة في الوصف، مما يشجع روادا آخرين على زيارة المطعم. وتلعب التعليقات الساخرة التي يكتبها مشرفو الصفحات من صفحات أخرى شخصية دوراً كبيراً لتحفيز الزبائن، وهي طريقة معروفة في التسويق الإلكتروني على صفحات السوشيال ميديا، حيث تساهم التعليقات الساخرة في قيام مستخدمين آخرين بالتعليق عليها مما يوسع مساحة انتشار المنشور الذي يظهر على صفحات الرواد الذين شاركوا في التعليقات فيراه الأصدقاء على صفحاتهم.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.