قال العالم الأميركي غريغ سيمينزا، أحد الفائزين بجائزة نوبل في الطب هذا العام، إنه لم يتوقع أن يحظى بهذا الشرف العظيم مع اثنين من العلماء الآخرين، معبراً عن سعادته بأن ينال إنتاجه العلمي هذا التقدير العالمي.
ومُنح سيمينزا الذي يدير برنامج أبحاث الأوعية الدموية في معهد «جون هوبكنز» لهندسة الخلايا، الجائزة مع اثنين من العلماء هما ويليام كيلين، الذي يعمل في معهد «هوارد هيوز» الطبي في الولايات المتحدة، وبيتر راتكليف، مدير البحوث السريرية في معهد «فرانسيس كريك» في لندن، ومعهد «ديسكفري» للاكتشاف في أكسفورد.
ووصف سيمينزا عبر الإيميل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» يوم إعلان الفوز بأنه كان «يوماً مجنوناً»، مضيفاً «استيقظت من نومي على هذا الخبر، ومن وقتها لم ينقطع رنين الهاتف وغمرت الرسائل بريدي الإلكتروني».
وساعدت اكتشافات العلماء الثلاثة في معرفة كيفية شعور الخلايا وتأقلمها مع مستويات الأكسجين، وحددوا كيفية انعكاس ذلك على عملية الأيض الخلوية والوظيفة الفسيولوجية، وتركز جهد سيمينزا على أحد العوامل المحفزة لنقص الأكسجين، وهي البروتين HIF – 1؛ إذ وجد أنه عندما تنخفض نسبة الأكسجين، تحافظ الخلية على هذا البروتين وتمنع تحلله؛ مما يزيد من تراكمه في نواة الخلية. أما في الظروف العادية، التي يكون فيها مستوى الأكسجين طبيعياً، فإن هذا البروتين يتحلل سريعاً بواسطة البروتيزومات، وهي مركب بروتيني يُدمّر البروتينات غير المهمة، ويتولى الأكسجين تنظيم عملية التحلل.
ويضيف سيمينزا «أدى العمل الذي بدأناه باكتشاف هذا البروتين إلى تطوير عقاقير من قِبل الكثير من شركات الأدوية تحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن، بعض هذه الأدوية في مرحلة التجارب السريرية المتأخرة، ويمكن الموافقة عليها للاستخدام في السنوات القليلة المقبلة».
ويعاني مرضى الكلى المزمن من نقص في هرمون الإريثروبويتين، وهو هرمون تنتجه الكُلية بنسبة 85 في المائة، ويتحكم في عملية تكوين كريات الدم الحمراء، ويتم إنتاجه بشكل طبيعي في الكلى مع استشعارها انخفاض مستويات الأكسجين.
وإضافة إلى الفشل الكلوي المزمن توجد جهود لعلاج سرطان الكلى بالاعتماد أيضاً على أبحاث سيمينزا.
وكان سيمينزا وفريقه البحثي قد نشروا بحثاً بدورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» Proceedings of the National Academy of Sciences في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013، توصلوا فيه إلى أن ظروف انخفاض الأكسجين، داخل الأورام هي التي تمنحها القدرة على الانتشار، حيث كان معروفاً أن المستويات العالية من بروتيني «RhoA» و«ROCK1» يؤديان إلى تزويد خلايا السرطان بالقدرة على التحرك، لكن السبب وراء إنتاجها كان لغزاً.
ويقول سيمينزا: «توصلنا إلى أن إنتاج هذه البروتينات يزيد بشكل كبير عندما تتعرض خلايا السرطان لظروف الأكسجين المنخفضة، وقاد هذا الاكتشاف إلى علاج لسرطان الكلى يتم اختباره حالياً في المراحل المبكرة من التجارب السريرية».
غريغ سيمينزا لـ«الشرق الأوسط»: يوم فوزي بـ«نوبل الطب» كان مجنوناً
قال إن أبحاثه قادت لتصنيع دواء يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء
غريغ سيمينزا لـ«الشرق الأوسط»: يوم فوزي بـ«نوبل الطب» كان مجنوناً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة