غريغ سيمينزا لـ«الشرق الأوسط»: يوم فوزي بـ«نوبل الطب» كان مجنوناً

قال إن أبحاثه قادت لتصنيع دواء يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء

العالم الأميركي غريغ سيمينزا
العالم الأميركي غريغ سيمينزا
TT

غريغ سيمينزا لـ«الشرق الأوسط»: يوم فوزي بـ«نوبل الطب» كان مجنوناً

العالم الأميركي غريغ سيمينزا
العالم الأميركي غريغ سيمينزا

قال العالم الأميركي غريغ سيمينزا، أحد الفائزين بجائزة نوبل في الطب هذا العام، إنه لم يتوقع أن يحظى بهذا الشرف العظيم مع اثنين من العلماء الآخرين، معبراً عن سعادته بأن ينال إنتاجه العلمي هذا التقدير العالمي.
ومُنح سيمينزا الذي يدير برنامج أبحاث الأوعية الدموية في معهد «جون هوبكنز» لهندسة الخلايا، الجائزة مع اثنين من العلماء هما ويليام كيلين، الذي يعمل في معهد «هوارد هيوز» الطبي في الولايات المتحدة، وبيتر راتكليف، مدير البحوث السريرية في معهد «فرانسيس كريك» في لندن، ومعهد «ديسكفري» للاكتشاف في أكسفورد.
ووصف سيمينزا عبر الإيميل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» يوم إعلان الفوز بأنه كان «يوماً مجنوناً»، مضيفاً «استيقظت من نومي على هذا الخبر، ومن وقتها لم ينقطع رنين الهاتف وغمرت الرسائل بريدي الإلكتروني».
وساعدت اكتشافات العلماء الثلاثة في معرفة كيفية شعور الخلايا وتأقلمها مع مستويات الأكسجين، وحددوا كيفية انعكاس ذلك على عملية الأيض الخلوية والوظيفة الفسيولوجية، وتركز جهد سيمينزا على أحد العوامل المحفزة لنقص الأكسجين، وهي البروتين HIF – 1؛ إذ وجد أنه عندما تنخفض نسبة الأكسجين، تحافظ الخلية على هذا البروتين وتمنع تحلله؛ مما يزيد من تراكمه في نواة الخلية. أما في الظروف العادية، التي يكون فيها مستوى الأكسجين طبيعياً، فإن هذا البروتين يتحلل سريعاً بواسطة البروتيزومات، وهي مركب بروتيني يُدمّر البروتينات غير المهمة، ويتولى الأكسجين تنظيم عملية التحلل.
ويضيف سيمينزا «أدى العمل الذي بدأناه باكتشاف هذا البروتين إلى تطوير عقاقير من قِبل الكثير من شركات الأدوية تحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن، بعض هذه الأدوية في مرحلة التجارب السريرية المتأخرة، ويمكن الموافقة عليها للاستخدام في السنوات القليلة المقبلة».
ويعاني مرضى الكلى المزمن من نقص في هرمون الإريثروبويتين، وهو هرمون تنتجه الكُلية بنسبة 85 في المائة، ويتحكم في عملية تكوين كريات الدم الحمراء، ويتم إنتاجه بشكل طبيعي في الكلى مع استشعارها انخفاض مستويات الأكسجين.
وإضافة إلى الفشل الكلوي المزمن توجد جهود لعلاج سرطان الكلى بالاعتماد أيضاً على أبحاث سيمينزا.
وكان سيمينزا وفريقه البحثي قد نشروا بحثاً بدورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» Proceedings of the National Academy of Sciences في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013، توصلوا فيه إلى أن ظروف انخفاض الأكسجين، داخل الأورام هي التي تمنحها القدرة على الانتشار، حيث كان معروفاً أن المستويات العالية من بروتيني «RhoA» و«ROCK1» يؤديان إلى تزويد خلايا السرطان بالقدرة على التحرك، لكن السبب وراء إنتاجها كان لغزاً.
ويقول سيمينزا: «توصلنا إلى أن إنتاج هذه البروتينات يزيد بشكل كبير عندما تتعرض خلايا السرطان لظروف الأكسجين المنخفضة، وقاد هذا الاكتشاف إلى علاج لسرطان الكلى يتم اختباره حالياً في المراحل المبكرة من التجارب السريرية».


مقالات ذات صلة

تدهور صحة السجينة الإيرانية نرجس محمدي ونقلها إلى المستشفى

شؤون إقليمية نرجس محمدي (رويترز)

تدهور صحة السجينة الإيرانية نرجس محمدي ونقلها إلى المستشفى

وافقت السلطات الإيرانية على نقل السجينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي إلى المستشفى بعد نحو تسعة أسابيع من معاناتها من المرض.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد الخبير الاقتصادي سايمون جونسون بعد فوزه المشترك بجائزة نوبل في الاقتصاد بمنزله في واشنطن يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الفائز بـ«نوبل الاقتصاد»: لا تتركوا قادة شركات التكنولوجيا العملاقة يقرّرون المستقبل

يؤكد الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد سايمون جونسون على ضرورة أن يستفيد الأشخاص الأقل كفاءة من الذكاء الاصطناعي، مشدداً على مخاطر تحويل العمل إلى آلي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)

«نوبل الاقتصاد» لـ 3 أميركيين

فاز خبراء الاقتصاد الأميركيون دارون أسيموغلو وسايمون جونسون وجيمس روبنسون، بجائزة «نوبل» في العلوم الاقتصادية، أمس، عن أبحاثهم في مجال اللامساواة في الثروة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد شاشة داخل «الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم» خلال الإعلان عن جائزة «نوبل الاقتصاد» في استوكهولم (رويترز)

عقد من التميز... نظرة على الفائزين بجائزة «نوبل الاقتصاد» وأبحاثهم المؤثرة

على مدار العقد الماضي، شهدت «الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم» تتويج عدد من الأسماء اللامعة التي أحدثت تحولاً جذرياً في فهم الديناميات الاقتصادية المعقدة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)

الفائزون الثلاثة بجائزة نوبل للاقتصاد... سيرة ذاتية

تنشر «الشرق الأوسط» سيرة ذاتية للفائزين الثلاثة بجائزة نوبل للاقتصاد والذين فازوا نتيجة أبحاثهم بشأن عدم المساواة بتوزيع الثروات.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.