«قلبي... قلبك»... شعار اليوم العالمي للقلب 2019

أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب في 31 % من الوفيات في العالم

«قلبي... قلبك»... شعار اليوم العالمي للقلب 2019
TT

«قلبي... قلبك»... شعار اليوم العالمي للقلب 2019

«قلبي... قلبك»... شعار اليوم العالمي للقلب 2019

يحتفل العالم في 29 سبتمبر (أيلول) من كل عام باليوم العالمي للقلب، والذي يأتي هذا العام تحت شعار (قلبي، قلبك MY HEART، YOUR HEART)؛ ليؤكد من خلاله الاتحاد العالمي للقلب World - Heart - Federation ضرورة العمل سويا للعناية بقلبي... وقلبك... وجميع القلوب، وأن ضمان صحة القلب هو جزء من مهمة الاتحاد، لخلق مجتمع عالمي من أبطال القلب الذين يعملون الآن على العيش لفترة أطول، بقلب أفضل، وحياة صحية أكمل. ويقدم الاتحاد وعده بذلك لأطفال العالم وللعائلات وللمرضى ولصانعي القرارات بدعم السياسات التي تشجع قلوب صحية. وتعمل كافة المنظمات المعنية بصحة القلب على أهمية الوقاية من أمراض القلب، وخفض انتشارها حول العالم، والتمتع بصحة قلبية جيدة.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة جميلة الرحيمي: استشارية أمراض القلب والتصوير التلفزيوني للقلب نائبة رئيس مركز الملك فيصل لأمراض وجراحة القلب بالشؤون الصحية للحرس الوطني بجدة، ورئيسة اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم العالمي للقلب بالمركز – أوضحت أهم أهداف اليوم العالمي للقلب، وهي:
> التشجيع على اتباع نمط حياة صحي، وعادات غذائية جيدة.
> وضع خطة تساهم في الحد من التدخين؛ لتقليل خطر الإصابة بمرض القلب.
> خفض معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم على المستوى العالمي.
> التوعية بأهمية ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميّاً.
ووفقا للاتحاد العالمي للقلب WHF، فإن أمراض القلب تُعد، اليوم، السبب الرئيسي والأول للوفيات حول العالم، وبنسبة بلغت 31 في المائة من عدد الوفيات عالميّاً. ولكن، مع رفع الوعي وتعزيزه، سيكون بالإمكان السيطرة على أمراض القلب، وعلى عوامل الخطر المسببة لها، فضلا عن تحسين نوعية الحياة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 17.7 مليون نسمة قد قضوا نحبهم جرّاء الأمراض القلبية الوعائية في عام 2015. مما يمثّل 31 في المائة من مجموع الوفيات التي وقعت في العالم في العام نفسه. ومن أصل مجموع تلك الوفيات حدثت 7.4 مليون حالة وفاة بسبب الأمراض القلبية التاجية وحدثت 6.7 مليون حالة جرّاء السكتات الدماغية. وأن 82 في المائة من الـ17 مليون حالة وفاة الناجمة عن الإصابة بالأمراض غير السارية قبل سن 70 سنة قد حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتسببت أمراض القلب والأوعية الدموية في 37 في المائة منها. وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية (بسبب وجود عامل خطر أو أكثر مثل الارتفاع المفرط في ضغط الدم أو داء السكري أو ارتفاع نسبة الشحوم في الدم) يحتاجون إلى الكشف المبكر والتدبير العلاجي باستخدام المشورة الطبية والأدوية، حسب الاقتضاء.
- الأمراض القلبية الوعائية
أوضح الدكتور عثمان متولي استشاري أمراض وقسطرة القلب بمستشفى الملك فهد بجدة أن الأمراض القلبية الوعائية هي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية، وفقا للاتحاد العالمي لطب القلب، وتشمل ما يلي:
> أمراض القلب التاجية، وهي تصيب أوعية الدم التي تغذي عضلة القلب
> الأمراض الدماغية الوعائية، وهي تصيب الأوعية التي تغذي الدماغ
> الأمراض الشريانية المحيطية، وهي تصيب الأوعية الدموية التي تغذي الذراعين والساقين
> أمراض القلب الروماتيزمية، وهي أضرار تصيب العضلة القلبية وصمامات القلب جرّاء حمى روماتيزمية ناجمة عن جراثيم العقديات
> أمراض القلب الخلقية، وهي التشوّهات التي تُلاحظ عند الولادة في الهيكل القلبي
> الخثار الوريدي العميق أو الانصمام الرئوي، وهو عبارة عن الجلطات الدموية التي تظهر في أوردة الساقين والتي يمكنها الانتقال إلى القلب والرئتين
ما هي عوامل الخطر المتعلقة بمرض القلب والأوعية الدموية؟ يتمثل عادة سبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية في وجود توليفة من عوامل الخطر السلوكية، وأهمها اتّباع نظام غذائي غير صحي، والخمول، وعدم ممارسة النشاط البدني، تعاطي التبغ والكحول، الارتفاع المفرط في ضغط الدم وداء السكري، وارتفاع نسبة الشحوم في الدم.
وقد تظهر آثار ذلك على شكل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، وارتفاع مستوى الشحوم في الدم، والزيادة المفرطة في الوزن والسمنة. ويمكن أن تُقاس «عوامل الخطر المتوسطة» هذه في مرافق الرعاية الصحية الأولية، وأن تدل إلى مخاطر متزايدة لحدوث نوبة قلبية وسكتة دماغية وقصور القلب ومضاعفات أخرى.
- أعراض الحالات
لا توجد، في غالب الأحيان، أي أعراض تنذر بحدوث الأمراض الكامنة التي تصيب الأوعية الدموية، فقد تكون النوبة القلبية أو السكتة الدماغية الإنذار الأوّل بحدوث تلك الأمراض.
> أكثر أعراض النوبة القلبية شيوعا: ألم أو إزعاج في وسط الصدر؛ ألم أو إزعاج في الذراعين أو الكتف اليسرى أو المرفقين أو الفك أو الظهر. وقد يعاني المرء، علاوة على ذلك، من صعوبة في التنفس أو ضيق النفس؛ وغثيان أو تقيّؤ، ودوخة أو إغماء؛ وعرق بارد؛ وشحوب الوجه.
> أكثر أعراض السكتة الدماغية شيوعاً: حدوث ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، وغالباً ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم. ومن الأعراض الأخرى شعور مفاجئ بما يلي:
- خدر في الوجه أو الذراع أو الساق، في جانب واحد من الجسد على وجه التحديد؛
- التشوش الذهني أو صعوبة في الكلام أو في فهم كلام الآخرين؛
- صعوبة في الرؤية بعين واحدة أو بكلتا العينين؛
- صعوبة في المشي أو الشعور بالدوخة أو فقدان التوازن أو القدرة على التنسيق
- صداع شديد بدون سبب ظاهر؛
- الإصابة بالإغماء أو فقدان الوعي.
وينبغي للأشخاص الذين تظهر عليهم هذه الأعراض التماس الرعاية الطبية على الفور.
- العلاج والوقاية
العلاج. إضافة إلى ذلك، يتطلب علاج أمراض القلب والأوعية الدموية أحياناً إجراء عمليات جراحية مرتفعة التكلفة. وتشمل هذه العمليات:
> مجازة الشريان التاجي coronary artery bypass
> استعمال البالون لفتح انسداد الأوعية الدموية balloon angioplasty
> إصلاح الصمام واستبداله valve repair and replacement
> عمليات زرع القلب البشري والقلب الاصطناعي heart transplantation
ويتطلب علاج بعض أمراض القلب والأوعية الدموية استعمال الأجهزة الطبية مثل منظمات دقات القلب والصمامات البديلة والمرقعات لسد الثقوب في القلب.
> الوقاية. إنّ الأمر الذي يبعث على التفاؤل هو إمكانية توقّي 80 في المائة من الأزمات القلبية والسكتات التي تحدث في سن مبكّرة من خلال:
- اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن: فهو ضروري لصحة القلب والجهاز الوعائي، ويشمل الإكثار من الخضراوات والفواكه والحبوب غير منزوعة النخالة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك والبقول، والإقلال من تناول الملح والسكر.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: لمدة لا تقلّ عن ثلاثين دقيقة، تساعد على صون الجهاز القلبي الوعائي.
- الامتناع عن تعاطي التبغ بأنواعه: وما يبعث على التفاؤل هو أنّ خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة يتقلّص فور إقلاع الشخص عن تعاطي منتجات التبغ، ويمكن أن يتقلّص بنسبة قد تصل إلى النصف بعد مضي عام على الإقلاع.
- التأكّد من ضغط الدم: إنّ فرط ضغط الدم لا يؤدي، عادة، إلى ظهور أعراض على المصاب به، غير أنّه قادر على إحداث سكتة دماغية أو أزمة قلبية مفاجئة.
- التأكّد من نسبة السكر في الدم: فلا بد للمصابين بالسكري من مراقبة ضغط الدم ونسبة سكر الدم للحد من مخاطر الأزمات القلبية والسكتات الدماغية إلى أدنى مستوى.
- التأكّد من نسبة الشحوم في الدم: والتحكّم في كولسترول الدم باتباع نظام غذائي صحي أو بتناول الأدوية المناسبة، عند الحاجة.
- أعباء الأمراض
يموت العديد من الأشخاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في سن أصغر بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض غير السارية الأخرى، بسبب أن سكان هذه البلدان أقلّ استفادة من غيرهم من خدمات الرعاية الصحية الفعالة والمنصفة التي تلبّي احتياجاتهم.
تحدث ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في العالم على الأقل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب عدم استفادة سكانها من برامج الكشف المبكر مقارنة مع سكان البلدان المرتفعة الدخل.
وأشدّ الفئات فقراً في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل هي التي تتحمّل أكبر الضرر. وقد بدأت تظهر، على المستوى الأسري، بيانات كافية تدلّ على أنّ الأمراض القلبية الوعائية وغيرها من الأمراض غير السارية تسهم في الفقر بسبب نفقات الرعاية الصحية الباهظة الواقعة على عاتق الأسرة.
وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، فإنّ الأمراض القلبية الوعائية تفرض عبئاً فادحاً على اقتصادات البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
كيف يمكن التخفيف من العبء الناجم عن أمراض القلب والأوعية الدموية؟ حددت منظمة الصحة العالمية «أفضل» التدخلات العالية المردودية للغاية التي يمكن تنفيذها حتى في البيئات ذات الموارد المنخفضة فيما يتعلق بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتها. وهي تشمل نوعين من التدخلات:
أولا: التدخلات التي تنفذ على النطاق السكاني، والتي يمكن تنفيذها للحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تشمل ما يلي:
> سياسات شاملة لمكافحة تعاطي التبغ
> فرض الضرائب للتقليل من مدخول الأغذية الغنية بالدهون والسكر والملح
> بناء مسارات المشي وركوب الدراجات لزيادة النشاط البدني
> استراتيجيات للتقليل من تعاطي الكحول على نحو ضار
> تقديم الوجبات الصحية للأطفال في المدارس
ثانيا: التدخلات التي تنفذ على مستوى الفرد، والتي يوصى باستخدامها معاً بغية تقليل أكبر عبء مرضي ينجم عن أمراض القلب والأوعية الدموية. وعلى مستوى الفرد يجب، لأغراض الوقاية من أولى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أن توجه تدخلات الرعاية الصحية الفردية نحو الأشخاص المعرضين لمخاطر تتراوح بين المخاطر المتوسطة والمخاطر الكلية العالية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو نحو الأشخاص المعرضين لمستويات عامل خطر واحد تتجاوز عتبات العلاج الموصى بها، مثل داء السكري والارتفاع المفرط في ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
ووفقا للمنظمة الدولية لمكافحة السكتات الدماغية World Stroke Organization، فإن التدخلات الأولى (اتباع نهج متكامل يشمل المخاطر الكلية) تعتبر أكثر مردودية من التدخلات الثانية كما أنها تتميز بالقدرة على التقليل من أحداث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى حد بعيد. ويكون هذا النهج مجدياً في بيئات الرعاية الصحية الأولية ذات الموارد المنخفضة، بما في ذلك الرعاية بواسطة العاملين الصحيين غير الأطباء.
وفيما يتعلق بالوقاية الثانوية من أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بها فعلاً، بما في ذلك داء السكري، يلزم العلاج بالأدوية التالية: الأسبيرين - حاصرات البيتا - مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين – والستاتينات. وتكون فوائد هذه التدخلات مستقلة إلى حد كبير، ولكن عند استعمالها مع الإقلاع عن التدخين، يمكن الوقاية من الأحداث المتكررة بنسبة 75 في المائة.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
TT

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر. ويمكن أن يُحدث المشروع ثورة في اكتشاف الأمراض، ما يمهد الطريق لاختبارات الدم البسيطة لتحديد حالات مثل السرطان والخرف قبل سنوات من التشخيص التقليدي، وفق ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

يهدف مشروع UK Biobank Pharma Proteomics إلى كشف التفاعل المعقد بين الجينات وأسلوب الحياة والبيئة في تطور المرض. هناك أيضاً إمكانية إنشاء اختبارات دم لتشخيص الحالات المناعية الذاتية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون بشكل أسرع وأكثر دقة.

والبروتيوميات هي دراسة واسعة النطاق للبروتينات، وتحليل دورها في المرض وكيف تتسبب بنيتها ووظيفتها في حدوث الأمراض.

هذا المشروع الجديد هو توسع لبرنامج تجريبي ثوري نشر بيانات عما يقرب من 3 آلاف بروتين من عينات دم 54 ألف مشارك في بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا. لقد سمحت البيانات التجريبية بالفعل للباحثين بتحديد البروتينات المرتفعة في المرضى الذين يصابون بالخرف حتى عقد من الزمان قبل التشخيص، وسبع سنوات قبل تشخيص بعض أنواع السرطان.

قال البروفيسور السير روري كولينز، المحقق الرئيسي والرئيس التنفيذي لبنك المملكة المتحدة للبيولوجيا: «ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة، واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة، بينما لا يصاب بها آخرون».

وأضاف: «سيسمح لنا ذلك بتحديد مَن المرجح أن يصاب بالمرض قبل أن يصاب به، ومن ثم يمكننا أن ننظر في طرق لمنع هذه الحالات قبل أن تتطور».

أظهرت البيانات التجريبية أن بروتينات معينة ترتفع لدى أولئك الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات حتى 7 سنوات قبل التشخيص السريري (رويترز)

يهدف المشروع الموسع - بدعم اتحاد من 14 شركة أدوية - إلى قياس ما يصل إلى 5400 بروتين من 600 ألف عينة دم. وتشمل هذه العينات المأخوذة منذ 15 إلى 20 عاماً، عندما بدأت دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، من 500 ألف شخص في أوائل الأربعينات إلى أواخر الستينات، بالإضافة إلى عينات ثانية مأخوذة من 100 ألف متطوع من البنك الحيوي في المملكة المتحدة بعد 10 إلى 15 عاماً.

وقالت البروفيسورة ناومي ألين، كبيرة العلماء في البنك الحيوي في المملكة المتحدة: «هذا أمر قيم للغاية؛ لأنه سيمكن الباحثين من معرفة كيف تؤثر التغيرات في مستويات البروتين داخل الأفراد في منتصف العمر إلى أواخره على تطور مجموعة كاملة من الأمراض المختلفة». وأضافت: «سوف يعمل على تسريع البحث في أسباب المرض وتطوير علاجات جديدة تستهدف بروتينات محددة مرتبطة بهذه الأمراض».

صورة أكثر اكتمالاً

وفي حديثها عن المشروع التجريبي، أضافت البروفيسورة ألين: «إن الحصول على بيانات حول مستويات البروتين يمنحنا صورة أكثر اكتمالاً عن كيفية تسبب الجينات وأسلوب الحياة والتعرض للبيئة في الإصابة بالمرض من خلال التغيرات في البروتينات. لذا فإنه يضيف قطعة حاسمة في لغز الصور المقطوعة للعلماء لمعرفة كيفية تطور المرض، ويعطينا أدلة ثابتة حول ما يمكننا القيام به لمنعه وعلاجه».

لقد أظهرت البيانات التجريبية بالفعل أن بروتينات معينة ترتفع لدى أولئك الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات حتى 7 سنوات قبل التشخيص السريري. وبالنسبة للخرف، تصل هذه النسبة إلى 10 سنوات قبل التشخيص السريري.

ستمكّن الدراسة معرفة بروتينات معينة للإصابة اللاحقة بمرض ألزهايمر مما سيفيد بتناول أدوية جديدة مصممة خصوصاً لعلاج المرض في مرحلة مبكرة (رويترز)

قالت الخبيرة ألين: «قد يكون من الممكن حقاً تطوير اختبارات دم بسيطة يمكنها اكتشاف المرض في وقت أبكر بكثير مما هو موجود حالياً. على سبيل المثال، في حالة الخرف، يمكنك أن تتخيل أنه إذا كان لدينا اختبار دم يقيس هذه المجموعة القليلة من البروتينات التي ترتفع بشكل خاص لدى أولئك الذين سيصابون لاحقاً بمرض ألزهايمر، فإنهم سيستفيدون بعد ذلك من تناول أدوية جديدة متوفرة في السوق ومصممة خصوصاً لعلاج المرض في مرحلة مبكرة».

وأضافت: «أظهرت البيانات من الدراسة التجريبية أن بروتينات معينة ترتفع بشكل كبير لدى الأفراد الذين يعانون من حالات المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون وما إلى ذلك؛ لذا يمكنك أن ترى كيف يمكن استخدام اختبار دم بسيط لاستكمال تدابير التشخيص الحالية من أجل تشخيص هذه الأنواع من الأمراض بدقة أكبر، وربما بسرعة أكبر».

وتم تقديم عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من الاستثمارات للمشروع عبر مجموعة شركات أدوية، تضم أمثال «جونسون آند جونسون» و«أسترازينيكا» و«فايزر» و«غلاكسو سميث كلاين». سيدعم التمويل في البداية العلماء لقياس مستويات البروتين من 300 ألف عينة - ومن المتوقع أن يستغرق الأمر نحو 12 شهراً - مع إتاحة هذه البيانات للباحثين المعتمدين من بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا في إصدارات متدرجة من عام 2026.