علماء مصريون يحاولون فك لغز «المقبرة الغامضة»

اكتُشفت منذ أكثر من قرن

مومياء إخناتون الذي عثر عليه داخل المقبرة
مومياء إخناتون الذي عثر عليه داخل المقبرة
TT

علماء مصريون يحاولون فك لغز «المقبرة الغامضة»

مومياء إخناتون الذي عثر عليه داخل المقبرة
مومياء إخناتون الذي عثر عليه داخل المقبرة

يسعى باحثون مصريون إلى كشف لغز «المقبرة الغامضة» التي تحمل رقم «55» في منطقة وادي الملوك غرب مدينة الأقصر (جنوب مصر)، عبر مشروع بحثي لتوثيق وجمع الدراسات التي تناولت تاريخ المقبرة مجهولة الهوية والتي اكتُشفت على يد عالم المصريات البريطاني إدوارد راسيل إيرتون، أثناء عمليات تنقيبه في الوادي عام 1907. ويزيد من صعوبة كشف هوية صاحب المقبرة عدم وجود نقوش أو رسومات تبين اسم صاحبها.
وقال الباحث الأثري أحمد عامر لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «المقبرة رقم 55 غير مكتملة البناء، ولا يوجد بها زخارف، وربما يكون توقف البناء بها لموت صاحبها قبل الانتهاء من تشييدها، أو ربما بسبب ثورة عمال البناء في عصر الأسرة الـ19. التي شهدت اضطرابات بسبب عدم حصول العمال على مستحقاتهم ومؤنهم من مواد التغذية والطعام التي كانوا يعملون مقابل الحصول عليها في ظل عدم ابتكار مفهوم العملات في ذلك الوقت». وأضاف: «رغم العثور على تابوت الملك إخناتون، وأثاث جنائزي داخل المقبرة، فإنّه لا يمكن إثبات أن المقبرة تعود لإخناتون لأنّه أسس مدينة جديدة في شمال صعيد مصر وهي التي تعرف الآن بمنطقة (تل العمارنة) في محافظة المنيا، مشيراً إلى أنه لم يعثر حتى الآن على مقبرة أو مومياء إخناتون أو زوجته نفرتيتي».
ويرى عامر أنّ التأكد من أسماء مقابر الفراعنة يجري عبر الرجوع إلى شواهد وأدلة ورسومات تشير إلى اسم صاحب المقبرة، لكن في حالة المقبرة الغامضة، لا يوجد أي شيء يشير إلى صاحبها.
وأعلنت الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية في الأقصر عن إطلاق مشروع بحثي يهدف لجمع الدراسات والكتابات التي تناولت تاريخ المقبرة مجهولة الهوية، وسيضم المشروع عدداً من الأكاديميين وخبراء الآثار للبحث عن صاحب المقبرة التي تتكوّن من غرفة كبيرة، وبعض الممرات الضيقة، وبعض التجاويف في الحيطان، وهي منخفضة كثيراً عن سطح الأرض، وحيطانها غير منقوشة، ولحق بها دمار كبير نتيجة لتعرضها لمياه السيول والأمطار جراء انخفاضها عن مستوى بقية مقابر الوادي.
وقال أيمن أبو زيد رئيس الجمعية، في تصريحات صحافية أمس، إنّ المشروع البحثي يهدف إلى رصد كافة البحوث والدراسات الأثرية المتعلقة بالمقبرة وتحليلها، وإعادة قراءة تلك البحوث والدراسات حسب ما توفر من معطيات جديدة، ومحاولة التوصل لصاحبها. وأضاف أنّ «الأحلام تراودهم في العثور على إجابة للسؤال الصّعب... هل صاحب المقبرة هو الملك إخناتون، الذي عثر على تابوته في تلك المقبرة؟ أم هي مملوكة للملكة تي؟ أم مملوكة للملكة نفرتيتي؟ وهما الملكتان اللتان عثر على بعض الأثاث الجنائزي الخاص بهما في تلك المقبرة؟».
ويذخر البر الغربي بعشرات المقابر الأثرية التي شيّدها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، في منطقة تقع بأعلى الجبل، في وادٍ شديد الانحدار، وهو المكان الأكثر ثراء في مقابر ملوك الفراعنة.
ويختلف علماء الآثار حول هوية المومياء التي عثر عليها بتابوت إخناتون داخل المقبرة 55. فبينما يرى البعض أنّها لإخناتون نفسه، يؤكد آخرون أنّها تعود للحاكم الغامض سمنكخاري، الذي صعد العرش بعد وفاة إخناتون، لكنّه توفي بعد فترة وجيزة، ثم أُعلن توت عنخ آمون الفرعون الجديد. ولا يوجد الكثير من المعلومات حول سمنكخاري، لذلك فهو المرشح المثالي لمومياء المقبرة 55.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.