«توت عنخ آمون» لا يجد من ينافسه في باريس

كسر الأرقام القياسية لعدد الزائرين مرتين خلال نصف قرن

زحام شديد على معرض الفرعون الذهبي في باريس
زحام شديد على معرض الفرعون الذهبي في باريس
TT

«توت عنخ آمون» لا يجد من ينافسه في باريس

زحام شديد على معرض الفرعون الذهبي في باريس
زحام شديد على معرض الفرعون الذهبي في باريس

يبدو أن ولع الفرنسيين بالحضارة المصرية لا ينتهي، فبعد أن كان المعرض الذي استضافته باريس قبل نحو نصف قرن للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، يتصدر الأرقام القياسية في تاريخ الأحداث والفعاليات الثقافية في البلاد من حيث عدد الزوار، جاء المعرض الجديد للأيقونة المصرية نفسها ليحطم رقمه السابق، ليبدو وكأنه لا يجد من ينافسه في «عاصمة النور».
ويحظى توت عنخ آمون بشهرة عالمية، منذ اكتشاف مقبرته على يد عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1922. وربما تكون هذه الشهرة ناتجة عن أن مقبرته وجدت كاملة، ولم تتعرض للسرقة، وضمت المقبرة نحو 5398 قطعة أثرية، بينها القناع الذهبي للفرعون الشاب، ومن المنتظر أن يتم عرض آثار توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى في المتحف المصري الكبير، في قاعة صممت خصيصا له.
وقال السفير إيهاب بدوي، سفير مصر في باريس ومندوبها الدائم لدى اليونيسكو، في تصريحات صحافية أمس، إن «معرض توت عنخ آمون، الذي تستضيفه حاليا العاصمة الفرنسية باريس، حطم للمرة الثانية الأرقام القياسية في تاريخ تنظيم المظاهرات الثقافية بفرنسا، حيث استقبل المعرض، وفقا لآخر تعداد صادر عن منظمي المعرض مليون و371 ألفا و476 زائرا حتى اليوم، من محبي وعشاق الحضارة الفرعونية القديمة من فرنسا ومختلف دول العالم»، مشيراً إلى أن «المعرض يعتبر الحدث الأبرز خلال العام الثقافي المصري الفرنسي في 2019».
وتصدر معرض «توت عنخ آمون وزمانه»، الذي أقيم عام 1967 بقصر (بوتي بالي) في فرنسا، الرقم القياسي لمعدلات الزائرين، بعدما زاره مليون و240 ألفاً و75 زائراً، قبل أن يأتي المعرض الحالي «كنوز الفرعون» ليحطم الرقم، ويسجل رقما جديدا، رغم أنه لا يضم هذه المرة القناع الذهبي للفرعون الشاب، وتوقع السفير المصري زيادة عدد الزوار خلال الأيام المقبلة وحتى نهاية المعرض في 22 سبتمبر (أيلول) الحالي.
الدكتور بسام الشماع، أستاذ الآثار المصرية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «رغم تحقيق المعرض رقما قياسيا بالنسبة للنشاطات الثقافية في فرنسا، فإن الزيادة في عدد الزوار بين معرض عام 1967 وعام 2019 لا تتناسب مع الزيادة في عدد السكان والسياحة في فرنسا، إضافة إلى أن المعرض القديم ضم 45 قطعة أثرية فقط، بينما يضم المعرض الحالي 150 قطعة أثرية»، مشيراً إلى أنه «كان يتوقع أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، خصوصاً أنه لا يوجد معرض في العالم أهم من معرض توت عنخ آمون، الفرعون الأكثر شهرة في العالم».
وافتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، ونظيره الفرنسي فرانك ريستر، في 23 مارس (آذار) الماضي، المعرض المؤقت للملك توت عنخ آمون بقاعة «غراند هال لافيليت» بباريس، تحت عنوان «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون»، في محطته الثانية (الأولى كانت في أميركا)، ضمن الجولة الأخيرة لمجموعة من القطع الأثرية والفرعون الشاب في عدة مدن حول العالم، قبل أن يستقر في المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه العام المقبل.
ووفقا لوزارة الآثار المصرية، فإن المعرض حظي باهتمام وسائل الإعلام العالمية والفرنسية، التي أكدت في تقاريرها أن هذا المعرض وغيره من المعارض المؤقتة التي تقيمها مصر بالخارج، أفضل دعاية لمصر وحضارتها العريقة، وكنوزها الفريدة، وهو ما له مردود إيجابي على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
ويضم معرض الفرعون الذهبي في باريس، نحو 150 قطعة أثرية، من بينها تماثيل الأوشابتي المذهب، والصناديق الخشبية، والأواني الكانوبية، وتمثال الكا الخشبي المذهب، وأوان من الألباستر، وهي «أكبر مجموعة لآثار الفرعون الذهبي يتم عرضها خارج مصر، وتضم 60 قطعة أثرية لم تخرج من مصر من قبل»، وفقا للموقع الرسمي لقاعة «غراند هال لافييت»، الذي أشار إلى «استخدام التكنولوجيا في العرض المتحفي، لتصحب الزائر في جولة عبر رحلة الفرعون بحثا عن الخلود، وكيف حلل العلماء مومياء الملك الذهبي البالغ عمرها 3300 سنة».
وقال العناني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أكبر معرض لآثار توت عنخ آمون لم يتجاوز عدد القطع الأثرية الموجودة فيه ألفي قطعة، وسيتم عرض آثار الملك الشاب كاملة للمرة الأولى في المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه العام المقبل، في حفل كبير يحضره ملوك ورؤساء العالم».
لكن الشماع تساءل: «كيف سيضم المتحف الكبير آثار توت عنخ آمون كاملة عند افتتاحه في نهاية العام المقبل، وهناك 150 قطعة أثرية في الخارج في جولة من المفترض أن تستمر حتى 2024».
ويأتي المعرض ضمن جولة خارجية بدأت بمدينة لوس أنجليس الأميركية في مارس عام 2018. ومن المنتظر أن يصل المعرض إلى محطته الثالثة في العاصمة البريطانية لندن في أول نوفمبر المقبل، ومن المقرر أن تشمل 7 مدن أخرى حول العالم، وتستمر حتى 2024.


مقالات ذات صلة

تفاصيل جديدة عن حياة وموت «المومياء الصارخة» في مصر

يوميات الشرق وجه «مومياء المرأة الصارخة» التي اكتشفت عام 1935 في الدير البحري بالقرب من الأقصر ويرجع تاريخها لنحو 1500 قبل الميلاد خلال فترة المملكة الحديثة في مصر القديمة تظهر بالمتحف المصري في القاهرة - 18 يناير 2023 (رويترز)

تفاصيل جديدة عن حياة وموت «المومياء الصارخة» في مصر

رجّح علماء آثار أن مومياء امرأة مصرية دُفنت منذ نحو 3500 عام، وتبدو على وجهها علامات صراخ، «ماتت وهي تتألّم».

شادي عبد الساتر (بيروت)
يوميات الشرق كان شمع العسل والزيت النباتي وصمغ الأشجار من بين المكونات التي شكلت الرائحة منذ أكثر من 3500 عام (تويتر - باربرا هوبر)

إعادة إنتاج «رائحة الخلود» المستخدمة في التحنيط عند المصريين القدماء

تمكّن الباحثون من إعادة تركيب ما يصفونها بـ«رائحة الخلود»، التي كانت تعدّ في السابق مناسبة لسيدة نبيلة مصرية قديمة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق نقوش على جدران إحدى المقابر الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

اكتشاف «أكبر» ورشتي تحنيط آدمية وحيوانية في سقارة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية الكشف عن ورشتي تحنيط آدمية وحيوانية، وصفتهما بأنهما «الأكبر» و«الأكثر اكتمالاً».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق تفاؤل مصري بحجم الإقبال على «رمسيس وذهب الفراعنة» بباريس

تفاؤل مصري بحجم الإقبال على «رمسيس وذهب الفراعنة» بباريس

أبدى مسؤولون مصريون تفاؤلهم بحجم الإقبال على معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بالعاصمة الفرنسية باريس، الذي تم فتح أبوابه للجمهور بداية من الجمعة. وشهدت «صالة عرض لافيليت»، إقبالاً لافتاً من الجمهور في أولى ساعات فتح المعرض، ووفق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام لـ«المجلس الأعلى للآثار»، فإنه تم حتى الآن بيع 165 ألف تذكرة لزيارة المعرض، وتوقع استقبال المعرض 10 آلاف زائر يومياً. وأضاف د.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق «رمسيس وذهب الفراعنة» يبدأ استقبال زائريه في باريس

«رمسيس وذهب الفراعنة» يبدأ استقبال زائريه في باريس

يبدأ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة»، اليوم (الخميس)، استقبال زائريه لمدة 5 شهور، في قاعة «لافيليت الكبرى» بالعاصمة الفرنسية، باريس، في ثالث محطات جولاته الخارجية التي شملت مدينتي هيوستن وسان فرانسيسكو الأميركيتين. ويضم المعرض 181 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، من بينها «التابوت الملكي»، الذي وافقت السلطات المصرية على نقله إلى فرنسا بشكل استثنائي، لعرضه ضمن المعرض، تقديراً لجهود العلماء الفرنسيين الذين أنقذوا مومياء رمسيس الثاني، وعالجوها من الفطريات بالأشعة السينية عام 1976. وبذلك تكون فرنسا الوحيدة التي تستقبل التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية. واكتشف التابوت في خبيئة الدير البحر

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».