مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب

طبيعة متنوعة... ثقافة غنية وقصص حب تجسدت في معمار خاص

مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب
TT

مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب

مدينة إنسبورك النمساوية... لؤلؤة جبال الألب

يصفها أهلها بـ«لؤلؤة جبال الألب» تلك هي مدينة إنسبورك عاصمة إقليم تيرول شمال غربي النمسا. تقع موقع القلب لجبال الألب، تعانقها وتُظللها، عدا عن أهميتها التاريخية باعتبارها مدينة موغلة في القدم لعبت دورا مؤثرا كتقاطع طرق من الشمال إلى الجنوب ومن ألمانيا إلى إيطاليا وما بعدهما. يرجع تاريخها للعصر الحجري ولها أدوار مشهودة في التاريخ الأوروبي بوجه عام والنمساوي بوجه خاص. من جانب آخر نجحت البلدة أن تكون مدينة جامعة عصرية عرفت كيف تمزج بين العراقة والحداثة خاصة أن 30 في المائة من سكانها، البالغ عددهم نحو 150 ألف نسمة، من الشباب.
لكن تبقى جبال الألب أكثر ما يُضفي على المدينة جمالها وخصوصيتها. فهي سهل طولي تحتضنه تلك السلاسل التي يفتخر بها أهل إنسبورك ويحافظون عليها كمصدر من مصادر ثرائهم الطبيعي والحضاري، فيما تتمدد المدينة شرقا للغرب كوادٍ لنهر إن الذي يعتبر واحدا من أقوى الأنهار الأوروبية.
من نهر إن استمدت المدينة اسمها INNSBRUCK ويعني جسر إن، وهو من أهم روافد نهر الدانوب. تتلون مياهه بلون الحليب ومع زيادة الأمطار التي تتدفق من أعالي الجبال وذوبان الجليد تكتسب مياهه لونا أخضرا بسبب ما تجرفه المياه من معادن وما تذوبه من صخور جيرية وتحطمه من أغصان أشجار كلما زاد التيار عنفا واندفاعا. نظرا لموقعها الجغرافي يسهل الوصول إليها من مختلف الجهات، وبمختلف وسائل المواصلات سواء جوا عبر مطارها في رحلات مباشرة أو برا بالسيارة أو القطار. هذا الأخير يُوفر سفرا مريحا حيث ينطلق بانتظام من فيينا إلى إنسبورك في ذات المسار الذي يصل مدينة سالزبورغ ثم إنسبورك وبريغنز عاصمة إقليم فورالبرغ، ويتوقف عند مدن أخرى. كما تتوفر قطارات تصلها بمدن جوارها الألمانية أو السويسرية أو الإيطالية حيث الحدود مفتوحة وفق اتفاقية شينغن، وجميعها على بعد بضع ساعات أو أقل. وكم هو ممتع مسار القطار إليها، سواء من فيينا أو ميونيخ الألمانية أو زيوريخ السويسرية أو ميلانو أو فيرونا الإيطاليتان. فصيفا يعبر مروج وسهول خضراء وملونة وشتاء بحيرات وجبال ثلجية ناصعة البياض. حقيقة، لا يحتاج السائح غير برمجة زيارته حتى يستفيد من عطلته التي يمكن أن يقضيها متجولا ومستمتعا بتضاريس وثقافة ووسائل ترفيه مختلفة.
أهم نقاط جذبها:
ضريح فارغ..... ولكن
تاريخيا ترتبط إنسبورك بالإمبراطور الروماني ماكسيمليان الأول، الذي وسع نفوذ أسرة الهابسبورغ بالحروب والمصاهرة. فقد تزوج للمرة الأولى زواج حب من أميرة بلجيكية وبعد 5 سنوات من وفاتها اختار زواج مصلحة من ثرية إيطالية. كما زوج الإمبراطور كل أبنائه وبناته من ملوك بلجيكا وإسبانيا «قشتالة» وهولندا وبوهيميا وفرنسا لتقوى شوكته. أحب الإمبراطور ماكسيمليان الأول إنسبورك، وجعلها مقر إقامته، وبالفعل قضي فيها جُل وقته. وتحتفظ المدينة حتى يومنا هذا بـ130 مبنى فخما تم تشييده في عهده، لهذا يُلقبه البعض بمهندس المدينة.
كذلك تظهر في إنسبورك كثير من المعالم التي تعكس حبه للعلم والفن وشغفه الشديد بالصيد والأسلحة لدرجة أن دروعا حملت تصميمات من بنات أفكاره عرفت باسمه. ومن ألقابه أيضا «الفارس الأخير». بيد أن أهل إنسبورك، الذين كانوا أصحاب رأي وكلمة في ذلك، أثاروا غضب الإمبراطور عندما رفضوا تمويله لكثرة إنفاقه وبذخه. فقد كان يعرف أنها غنية بالفضة والنحاس والذهب الأبيض «الملح» وكانت له طموحات كبيرة. رفضهم دفعه إلى مغادرتها ساخطأ ولم يعد إليها مرة أخرى. إلا أن المدينة خلدته بعد وفاته بـ65 عاما بأن نصبت له ضريحا يحمل اسمه دون جثمانه الذي دفن في مدينة «فيينا نوي أشتات» بالقُرب من العاصمة فيينا. وضع الضريح المزخرف داخل الكنيسة الإمبراطورية الضخمة ذات الطوابق الثلاثة والنوافذ المستديرة التي بدورها تعتبر مزارا سياحيا لجمالها وزخارفها وحدائقها. كما لها أكثر من صالة ومتحف يضم قطعا أثرية نادرة، بعضها الأول من نوعه. بها أيضا «اورغن ايبرت» Ebert Organ الذي يعود تاريخه للعام 1558 ويتميز بشهرة عالمية. الدخول لهذه الكنيسة بمقابل مالي، ما لم تفتح أبوابها لمناسبة دينية أو قداس.

السقف الذهبي
من أشهر المعالم التي خلفها الإمبراطور ماكسيمليان الأول في إنسبورك «السقف الذهبي» والذي يُخلد قصة حبه وزواجه، مما يضيف لرومانسية المدينة. وهو عبارة عن سقف لشرفة مبنى يتوسط أشهر ساحات المدينة وأمسى حديثا مقرا لمؤسسة الحفاظ على جبال الألب.
يتكون من 2.657 بلاطة من النحاس المطلي بالذهب شيده ماكسيمليان الأول بداية للاحتفال بزواجه من الثرية الإيطالية بيانكا ماريا سافوازمن ميلانو. وحسب ما تقوله القصة فإن الإمبراطور رصعه من الذهب حتى يستعرض جاهه ولا يقال بأنه تزوجها من أجل مالها وطمعا في ذهبها الذي كان كثيرا. وتقديرا لذكرى زوجته الأولى ميري البلجيكية، التي كانت حبه الحقيقي، وضع الإمبراطور داخل الشرفة تحت السقف مجسمين لامرأتين يقف هو بينهما، وبذلك تجنب أيضا إثارة غضب حلفائه من بلجيكا، أنصار الزواج الأول. يجذب السقف الذهبي السياح سنويا. يلفون حوله من كل الجهات حتى يصلوا لنقطة تسمح لهم بالتقاط صور «سيلفي» يشكل فيها السقف وذهبه خلفية رائعة. يتوسط السقف شارع Herzog Friedrich واحد من أهم شوارع المدينة القديمة.

قصر أمبراس
كان أساسا قلعة أعلى جبل، تضمن حراسة المدينة قبل أن يُحوله الأرشدوق فرديناند الثاني إلى قصر. ما يُحسب له أنه حافظ على الهيكل المعماري الأمر الذي منحه نمطا معماريا مميزا. ولا شك أن حديقته مترامية الأطراف، حيث تعيش الطواويس وبحيرة تسبح فيها الأسماك والبط والإوز، بكل ألوانه تزيده تميزا.
من جانبه كان الأرشدوق فرديناند مثقفا منفتحا أحب سيدة من العامة وتزوجها رغم معارضة الطبقات الأرستقراطية، فما كان منه إلا أن اختار لها قلعة أمبراس المنزوية أعلى الجبل بكل ما فيها من مقومات الرفاهية والتسلية، إضافة إلى مكتبة ضمت كتبا ومجلدات نادرة ومتحفا تشير بعض المصادر أنه كان أول متحف في العالم. كغيره من مزارات إنسبورك يمكن الوصول إليه من قلب المدينة بالمواصلات العامة كما تتوقف أمام مدخله مباشرة الحافلات السياحية أهوب أون هوب أوف، والتي تسمح وفق نوع بطاقتها بالنزول للاستمتاع بالمعالم التي تمر بها ومن ثم مواصلة الرحلة بحافلة أخرى.
يفتح قصر أمبراس أبوابه طوال أيام الأسبوع، من العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء عدا شهر نوفمبر (تشرين الثاني). وتستضيف قاعته الواسعة، حفلات موسيقية ومعارض مختلفة. ومما يحكى عن قصر أمبراس كذلك أنه كان المُلهم الحقيقي لقصة «الجميلة والوحش» ويقال بأن هذا الوحش كان من عمال القصر أمبراس وقعت فتاة جميلة في غرامه. ولا تقتصر علاقة إنسبروك بهوليو فقط بل ترتبط أيضا بالسينما الهندية التي تجذبها طبيعتها المتنوعة لتصوير بعض من أفلام بوليوود.

قصر الهوفبورغ
توجد بالمدينة، نسخة مصغرة من قصر الهوفبورغ التاريخي الموجود في فيينا، والذي كان المقر الشتوي للأباطرة ثم أمسى بعد تأسيس الجمهورية المقر الرسمي للرئيس النمساوي. شيد قصر الهوفبورغ، فرع انسبروك، في القرن الخامس عشر كمقر لحاكم إقليم تيرول، ثم قام الإمبراطور ماكسيمليان الأول بتوسعته، كما وسعته الإمبراطورة ماريا تريزا بعده. يضم حاليا متحفا وعددا من الصالات والغرف الصغيرة، وتزينه صالة رئيسية يؤجرها البعض لإقامة حفلات زواجهم.
صيفا، تستضيف ساحته يوميا في تمام السابعة والنصف مساء حفلات موسيقية مجانية.

بوابة النصر
عكس ما يشير اسمها لم تشيد هذه البوابة العملاقة لتخليد نصر حربي، وإنما للترحيب بالعروس الإسبانية الأميرة ماريا لويزا بنت شارلز الثالث من ساكسونيا، التي قدمت إلى انسبروك في أغسطس (آب) من عام 1765 للزواج من بيتر ليوبولد ابن الإمبراطورة ماريا تريزا، وهو ما يُفسر أن واجهة البوابة لدخول المدينة، رسمت بوجوه مستبشرة ضاحكة ترحيبا بالعروس. في الجهة الأخرى رُسمت وجوها باكية حزنا على الإمبراطور فرانسيس الأول، الذي توفي في نفس الشهر.

إبداعات زها حديد
قدر للمعمارية الراحلة زها حديد أن تترك بصمتها في المدينة بتصميمها منصة القفز على الجليد بجبل إيزل، إضافة إلى محطات ترام جبل هافيليكا بحي الهونغربورغ حيث الجبال على مرمى البصر. وحسب وصفها له، قالت زها حديد بأنه صُمم كبُرج وجسر وبنية خضراء دمجت المنحدر بمقهى أعلى الجبل ومصعدين زجاجيين ينقلان الزوار والرياضيين للاستمتاع بالمناظر الطبيعية وممارسة رياضاتهم المفضلة.
تم تصميم المسار الانسيابي بطول 90 مترا وارتفاع 50 مترا فيما يصل ارتفاع المنصة أعلى جبل ايزل إلى 40 مترا مما يمكن المشاهدين الجالسين أرضا من متابعة الرياضيين بسهولة.

تلفريك جبال نوردكيتين
بواقع 25 دقيقة فقط من قلب انسبروك يمكن الصعود إلى قمم سلاسل جبال Nord Kette الشاهقة بارتفاع 2، 637 متر. هنا سيستمتع السائح بطبيعة غناء وهواء نقي. في الطريق، يتوقف التلفريك في ثلاث محطات صممتها كذلك زها حديد واختارت لها مظلات بلون مياه نهر شكلتها على هيئة صخرة من صخور الجبل الجيرية. إحدى هذه المحطات تقود إلى حديقة حيوانات جبال الألب التي تقدم برامج متنوعة خاصة للأطفال بالإضافة لمشاهدة حيوانات بعضها مهدد بالانقراض.
*يساعد صغر مساحة المدينة على التجول فيها مشيا على الأقدام. وأينما توجهت ستجد مطاعم متنوعة بكل نكهات دول الجوار.
- إذا كانت الرحلة إليها بالقطار، فلا بد من الالتزام بالموعد المحدد لأن كلا من القطارات النمساوية والألمانية والسويسرية دقيقة جدا.
- لراحة السياح صدرت حديثا بطاقة بسعر 43 يورو لليوم و50 يورو ليومين و59 يورو لثلاثة أيام يمكن استخدامها في وسائل المواصلات العامة كافة وتشمل أيضا دخول بعض المواقع السياحية والصعود لقمم الجبال ومعالم أخرى يصعب حصرها في مقال واحد.
- للاستمتاع بالتجوال فوق سلاسل الجبال، ومعظمها ناتئ، لا بد من حذاء متين واختيار موقع في التلفريك، بالقرب من الجدران الزجاجية للاستمتاع بالمناظر الرائعة. تتوقف حركة التلفريك يوميا عند الخامسة مساء لهذا يستحسن الصعود مبكرا لاستغلال الوقت.


مقالات ذات صلة

بعد 35 عاماً... الحمض النووي يحل لغز تبديل طفلتين في النمسا

يوميات الشرق قناة نهر الدانوب وسط مدينة فيينا - النمسا (أ.ف.ب)

بعد 35 عاماً... الحمض النووي يحل لغز تبديل طفلتين في النمسا

تمكن اختبار للحمض النووي من حل لغز تبديل طفلتين حديثتي الولادة في أحد المستشفيات بجنوب النمسا، بعد نحو 35 عاماً على وقوع الخطأ.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا رجال شرطة في شارع قريب من مدرسة حيث أفادت التقارير بمقتل عدد من الأشخاص في حادث إطلاق نار (أ.ف.ب)

10 قتلى في إطلاق نار داخل مدرسة ثانوية بالنمسا

نقلت «وكالة النمسا للأنباء» اليوم عن رئيسة بلدية مدينة غراتس الواقعة جنوب البلاد قولها إن إطلاق نار في مدرسة بالمدينة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

السعودية والنمسا تبحثان المستجدات الإقليمية والدولية

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المستجدات الإقليمية والدولية مع نظيرته في النمسا بياته ماينل رايزنجر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
حصاد الأسبوع هربرت كيكل

هربرت كيكل... زعيم اليمين النمساوي المتطرف ينتظر فرصته لإحداث تغييرات سياسية جذرية

لا يحمل تاريخ نشأة هيربرت كيكل المكلّف تشكيل الحكومة العتيدة في النمسا، ارتباطاً باليمين المتطرف أو النازية، كأسلافه الذين قادوا حزب الحرية قبله. ولكن مع هذا قد يكون الزعيم الأكثر تطرفاً الذي ترأس الحزب خلال العقود الأخيرة. ذلك أن كيكل غالباً ما يكرر تعابير استخدمها النازيون، ومنذ تكليفه تشكيل الحكومة مطلع العام، بدأ يلقب نفسه بـ«مستشار الشعب»، وهو اللقب الذي كان يستخدمه هتلر لوصف نفسه. وبالتالي، في حال نجح كيكل بتشكيل الحكومة، سيكون المستشار الأول للنمسا الذي ينتمي إلى حزب متطرف أسسه عام 1955 أعضاء في «قوات الأمن الخاصة النازية» المعروفة اختصاراً بالـ«إس إس». الحزب اليوم معادٍ للاتحاد الأوروبي ومقرّب من روسيا، ومع أنه شارك في حكومات ائتلافية نمساوية في السابق، إلا أنه لم يقُد أياً منها بعد. وراهناً، رغم تكليف كيكل - بعدما تصدّر حزبه انتخابات سبتمبر (أيلول) الماضي بحصده نسبة 29 في المائة من الأصوات، ما زال من غير الواضح ما إذا كان سينجح فعلاً بالمهمة الموكلة إليه «اضطراراً». فالرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن فضّل بدايةً تكليف زعيم حزب الشعب (محافظ)، الذي حل ثانياً بنسبة 26 في المائة من الأصوات، تشكيل الحكومة، مع أن في هذا مخالفة للأعراف. وبرّر الرئيس قراره يومذاك بأن كل الأحزاب الأخرى ترفض التحالف مع حزب الحرية من دون تحييد كيكل. وبالفعل، اشترط حزب الشعب تنازل كيكل عن قيادة الحكومة شرطاً للتفاوض معه، وهو ما رفضه الأخير. بيد أن زعيم حزب الشعب كارل نيهامر أخفق بتشكيل حكومة ثلاثية الأطراف مع حزبين آخرين، فاستقال من زعامة حزبه، وبالتالي، عادت الكرة إلى ملعب كيكل.

راغدة بهنام (برلين)
حصاد الأسبوع شتراخه (رويترز)

حزب الحرية النمساوي المتطرف... لمحة تاريخية وسياسية

أُسس حزب الحرية النمساوي عام 1956، وكان زعيمه الأول، أنتون راينتالرو، ضابطاً سابقاً في قوات الأمن الخاصة النازية. لكن، رغم ذلك، تجنّب الحزب في بداياته الترويج.

«الشرق الأوسط» (برلين)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.