يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

اتهموه بـ«البصق في وجوه» أسلافهم

رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)
TT

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)

منع طلاب يهود، اليوم (الجمعة)، أول رئيس للبرلمان النمسوي من اليمين المتطرف، من وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، واتهموه بـ«البصق في وجوه أسلافنا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وانتخب البرلمان النائب عن حزب الحرية، فالتر روزنكرانتس، رئيساً بعد أن تصدر حزبه اليميني المتطرف الانتخابات العامة في سبتمبر (أيلول) لأول مرة في تاريخه. ويواجه روزنكرانتس انتقادات واسعة، كونه كان ينتمي إلى نادٍ طلابي يميني متطرف معروف بقوميته الألمانية. وأعلنت المنظمة اليهودية الرئيسية في البلاد امتناعها عن المشاركة في أي مناسبات بحضوره.

وبينما أحيت النمسا، الجمعة، الذكرى الـ86 لمجزرة كريستال ناخت، أو ليلة الزجاج المكسور ضد اليهود، منع كثير من المتظاهرين اليهود روزنكرانتس من وضع إكليل على النصب التذكاري الرئيسي للمحرقة اليهودية في فيينا. وحمل الطلاب لافتة تحمل شعار اتحاد الطلاب اليهود النمسويين، كُتب عليها: «كلام كل من يكرم النازيين لا قيمة له»، متوجهين لروزنكرانتس بالقول إنهم لا يريدون إحياء ذكرى المجزرة معه.

ووفقاً لمقطع فيديو بثّته هيئة الإذاعة العامة (أو آر إف)، قال أحدهم: «لا نريدك أن تبصق في وجوهنا ووجوه أسلافنا».

وبعد أن رفضوا السماح له بالمرور، غادر روزنكرانتس الذي بدا عليه الانزعاج بشكل واضح. ولم تتم دعوته إلى حفل التأبين الرسمي الذي أقامته المنظمة اليهودية الرئيسية في النمسا، وقال رئيسها: «من المستحيل تذكر الضحايا مع مثل هذا الشخص».

وبعد انتخابه رئيساً للبرلمان، تعهد روزنكرانتس مواصلة نضال البلاد ضد معاداة السامية، ورفض اتهامه بأنه يشكل تهديداً للمجتمع اليهودي، ووصف ذلك بأنه «كذبة». وواجه حزب الحرية النمسوي، الذي أسّسه نازيون سابقون، اتهامات متكررة بمعاداة السامية، وهو ما ينفيه الحزب.


مقالات ذات صلة

هربرت كيكل... زعيم اليمين النمساوي المتطرف ينتظر فرصته لإحداث تغييرات سياسية جذرية

حصاد الأسبوع هربرت كيكل

هربرت كيكل... زعيم اليمين النمساوي المتطرف ينتظر فرصته لإحداث تغييرات سياسية جذرية

لا يحمل تاريخ نشأة هيربرت كيكل المكلّف تشكيل الحكومة العتيدة في النمسا، ارتباطاً باليمين المتطرف أو النازية، كأسلافه الذين قادوا حزب الحرية قبله. ولكن مع هذا قد يكون الزعيم الأكثر تطرفاً الذي ترأس الحزب خلال العقود الأخيرة. ذلك أن كيكل غالباً ما يكرر تعابير استخدمها النازيون، ومنذ تكليفه تشكيل الحكومة مطلع العام، بدأ يلقب نفسه بـ«مستشار الشعب»، وهو اللقب الذي كان يستخدمه هتلر لوصف نفسه. وبالتالي، في حال نجح كيكل بتشكيل الحكومة، سيكون المستشار الأول للنمسا الذي ينتمي إلى حزب متطرف أسسه عام 1955 أعضاء في «قوات الأمن الخاصة النازية» المعروفة اختصاراً بالـ«إس إس». الحزب اليوم معادٍ للاتحاد الأوروبي ومقرّب من روسيا، ومع أنه شارك في حكومات ائتلافية نمساوية في السابق، إلا أنه لم يقُد أياً منها بعد. وراهناً، رغم تكليف كيكل - بعدما تصدّر حزبه انتخابات سبتمبر (أيلول) الماضي بحصده نسبة 29 في المائة من الأصوات، ما زال من غير الواضح ما إذا كان سينجح فعلاً بالمهمة الموكلة إليه «اضطراراً». فالرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن فضّل بدايةً تكليف زعيم حزب الشعب (محافظ)، الذي حل ثانياً بنسبة 26 في المائة من الأصوات، تشكيل الحكومة، مع أن في هذا مخالفة للأعراف. وبرّر الرئيس قراره يومذاك بأن كل الأحزاب الأخرى ترفض التحالف مع حزب الحرية من دون تحييد كيكل. وبالفعل، اشترط حزب الشعب تنازل كيكل عن قيادة الحكومة شرطاً للتفاوض معه، وهو ما رفضه الأخير. بيد أن زعيم حزب الشعب كارل نيهامر أخفق بتشكيل حكومة ثلاثية الأطراف مع حزبين آخرين، فاستقال من زعامة حزبه، وبالتالي، عادت الكرة إلى ملعب كيكل.

راغدة بهنام (برلين)
حصاد الأسبوع شتراخه (رويترز)

حزب الحرية النمساوي المتطرف... لمحة تاريخية وسياسية

أُسس حزب الحرية النمساوي عام 1956، وكان زعيمه الأول، أنتون راينتالرو، ضابطاً سابقاً في قوات الأمن الخاصة النازية. لكن، رغم ذلك، تجنّب الحزب في بداياته الترويج.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)

تايلور سويفت شعرت بـ«الخوف والذنب» بعد إحباط خطة لتفجير بإحدى حفلاتها

قالت المغنية الأميركية تايلور سويفت إنها شعرت بـ«الخوف» و«الذنب»، أمس (الأربعاء)، بعد إلغاء حفلاتها الثلاث في فيينا بسبب اكتشاف خطة لتفجير انتحاري خلال إحداها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أعلنت السلطات النمسوية توقيف رجل ثالث بعد الكشف عن خطة لتنفيذ هجوم انتحاري خلال إحدى حفلات سويفت في فيينا (ا.ب)

واشنطن تؤكد تزويد النمسا بمعلومات استخبارية لإحباط هجوم ضد حفلات سويفت

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة زودت النمسا معلومات استخبارية للمساعدة في إحباط هجوم جهادي» كان سيستهدف حفلات لنجمة البوب الأميركية تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المغنية تايلور سويفت في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في 28 أغسطس 2022 (رويترز)

الشرطة النمساوية: المشتبه به الرئيسي في «المؤامرة الإرهابية» لعروض تايلور سويفت أدلى باعترافات كاملة

أفادت الشرطة النمساوية بأن المشتبه به الرئيسي في المؤامرة الإرهابية المزعومة التي كانت تستهدف عروضاً للمغنية تايلور سويفت في فيينا، أدلى باعترافات كاملة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الرئيس البرازيلي: سأطلب من بوتين الذهاب إلى إسطنبول للتفاوض مع زيلينسكي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يرحب بالرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا قبل حفل موسيقي أقيم لرؤساء الوفود الأجنبية المدعوة للاحتفالات بالذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يرحب بالرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا قبل حفل موسيقي أقيم لرؤساء الوفود الأجنبية المدعوة للاحتفالات بالذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية (إ.ب.أ)
TT

الرئيس البرازيلي: سأطلب من بوتين الذهاب إلى إسطنبول للتفاوض مع زيلينسكي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يرحب بالرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا قبل حفل موسيقي أقيم لرؤساء الوفود الأجنبية المدعوة للاحتفالات بالذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يرحب بالرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا قبل حفل موسيقي أقيم لرؤساء الوفود الأجنبية المدعوة للاحتفالات بالذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية (إ.ب.أ)

قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأربعاء، إنه سيحضّ فلاديمير بوتين على لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا، خلال مباحثات حول مصير الحرب في أوكرانيا.

وأوضح الرئيس البرازيلي خلال مؤتمر صحافي في بكين، قبل توقفه في موسكو، في طريق العودة إلى بلاده: «سأحاول التكلم مع بوتين. لن يكلفني شيئاً أن أقول له: الرفيق بوتين، اذهب إلى إسطنبول للتفاوض».

ورفض الكرملين الإفصاح عما إذا كان بوتين سيزور تركيا، بعدما اقترح بنفسه إجراء محادثات روسية- أوكرانية، في خطاب ألقاه في الكرملين نهاية الأسبوع الفائت. وسيشكل أي لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين أول مفاوضات مباشرة بشأن الصراع، منذ الأشهر الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يمين) ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

وأتت تصريحات لولا بعدما دعت كييف البرازيل إلى استخدام علاقتها الجيدة بموسكو لتسهيل عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي.

والثلاثاء، أصدرت الصين والبرازيل بيانا مشتركا رحبتا فيه «بمقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات سلام» مع أوكرانيا.

وفي البيان أيضا، وصف البلدان الحوار المباشر بأنه «السبيل الوحيد لإنهاء الصراع»، وفق ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا).

وحضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب على السفر إلى تركيا للمشاركة في المحادثات، لكن الأخير أعلن أن وزير الخارجية ماركو روبيو هو من سيسافر إلى تركيا.

من جهته، لم يحدد الكرملين بعد ما إذا كان بوتين سيشارك في المحادثات مشيرا فقط إلى أن وفدا روسيا سيكون حاضرا.