بعد غياب 22 سنة، تعود «أوبرا عايدة»، مرّة أخرى إلى ساحة معبد حتشبسوت في محافظة الأقصر (جنوب مصر)، عبر عدة أمسيات فنية يقدمها فريق من العازفين والكورال الأوكرانيين، ويخرجها على المسرح مخرج ألماني، في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقالت الدكتورة نيفين واصف، المديرة التنفيذية لمشروع حفل «أوبرا عايدة»، في مؤتمر صحافي بالقاهرة مساء أول من أمس، إن «عرض أوبرا عايدة سيقام في معبد حتشبسوت يومي 26 و28 أكتوبر المقبل، بمشاركة 80 عازفاً من أوركسترا أكاديمية لفيف السيمفونية الأوكرانية، بقيادة المايسترو الأوكرانية أوكسانا لينيف، و70 موسيقياً من الكورال الوطني الأوكراني (دومكا)، ويخرجها المخرج المسرحي الألماني مايكل شتورم».
وأوضحت د. نيفين أنّ «العرض يشارك فيه نجوم العمل الأوبرالي على مستوى العالم، حيث تلعب دور الأميرة عايدة النجمة الكورية ساي كيونغ ريم، بينما يلعب النجم البلجيكي مايكل سباداتشيني دور البطل (راداميس)، وتؤدي النجمة التشيكية أليسكا ويصوفا دور أمنيسريس ابنة الملك، ويلعب الفنان اليوناني أريس أرجيريس دور أموناصرو الملك الإثيوبي»، مشيرة إلى أن «العرض سيعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الإبهار عبر استخدام تكنولوجيا الإضاءة المجسمة ثلاثية الأبعاد على معبد حتشبسوت ليكون المعبد جزءاً من العرض».
وينظم العرض شركة خاصة، سبق لها تنظيم «أوبرا عايدة» العام الماضي تحت سفح الأهرامات، حضرها 3800 شخص، وتم تغطيته عبر 18 محطة تلفزيونية محلية وعالمية و38 صحيفة، وفقاً للإحصائيات الرسمية للشركة. ويشارك في تنظيم العروض هذا العام 37 شركة سياحة، إضافة إلى الفنادق في محافظة الأقصر، حيث تستهدف العروض دعم السياحة في المقام الأول.
وقالت د. نيفين واصف إن «هذه خطوة لتحقيق السياحة المستدامة في الأقصر عبر تنفيذ مهرجانات واحتفالات سنوية توضع على أجندة المهرجانات الدولية، وأجندة السياحة العالمية، لتستقطب عشاق الفن والموسيقى»، مشيرة إلى أنّ «كثيراً من مدن العالم تزداد فيها السياحة نتيجة مهرجانات واحتفالات من هذا النوع، ومنها مهرجان ليميتس في مدينة بوسطن الأميركية الذي يحقق عائدات اقتصادية تصل إلى 265 مليون دولار».
وأضافت د. نيفين أنّ «حفل أوبرا عايدة يستهدف أعلى شريحة من السياح الذين يزورون مصر، مما يساعد على زيادة الحركة السياحية، ودعم هذا القطاع الذي عانى على مدار السنوات الماضية»، مشيرة إلى أنّ «الحفل أدى إلى زيادة حجوزات الفنادق في محافظة الأقصر»، موضحة أنّ «العروض يحضرها على مدار يومين، نحو 4 آلاف فرد، 60 في المائة، منهم من الأجانب من قارات أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، و25 في المائة، من الأجانب المقيمين في مصر، و15 في المائة من المصريين، إضافة إلى عدد من السياسيين والشخصيات العامة ورجال الأعمال، مما يوفر إشغالاً لفنادق الأقصر بنسبة 100 في المائة.
وأشاد حضور المؤتمر الصحافي من ممثلي شركات السياحة والفنادق بالحفل، مشيرين إلى أنّه «أدّى إلى إشغال فنادقهم بالكامل في الفترة المقبلة»، وقال حسن النحلة، نقيب المرشدين السياحيين، إنّ «الحفل يساهم بشكل كبير في عودة السياحة، والترويج للأقصر، ويوجه رسالة سلام للعالم، وهو القوى الناعمة لمصر»، مضيفاً أنّ «المرشد السياحي المصري هو الأفضل على مستوى العالم، إذ يوجد في مصر 18 ألف مرشد سياحي، يتحدثون أكثر من 35 لغة».
وأشارت د. نيفين واصف إلى أنّه «تم حجز تذاكر ليلتي العرض بالكامل مما دفعنا بالتفكير في تنظيم ليلة عرض ثالثة»، وقالت إنّه «تم الاتفاق مع الجهات المعنية لتنظيم عروض مماثلة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2020. مما يعني أنّ حفلات أوبرا عايدة في معبد حتشبسوت ستكون موجودة على مدار عامين متتاليين»، لافتة إلى أنّ «أسعار التذاكر تتراوح ما بين 100 دولار إلى 750 دولاراً».
وكانت آخر حفلاتها في ساحة معبد حتشبسوت، قد أقيمت في أكتوبر، من عام 1997. بمناسبة مرور 75 عاماً على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وحضرها آنذاك، الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعدد من الرؤساء وممثلي الدّول الأجانب، والشخصيات العامة، وبعدها بشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1997، شهد المعبد حادثاً إرهابياً أودى بحياة نحو 58 سائحاً، لتتوقف الحفلات في ساحة معبد حتشبسوت في الدير البحري.
وقالت د. نيفين واصف إنّ «الهدف من اختيار معبد حتشبسوت هو إرسال رسالة للعالم أنّ مصر آمنة، وأنّ المعبد الذي شهد حادثاً إرهابياً بشعاً يستضيف اليوم حفلاً فنياً مبهراً»، مشيرة إلى أنّ «الحفل يتزامن مع احتفال مصر بمرور 150 عاماً على إنشاء قناة السويس».
وكتب أوبرا عايدة عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت، ولحنها الموسيقار الإيطالي فيردي بناء على تكليف من الخديوي إسماعيل، لتعرض في حفل افتتاح قناة السويس بدار الأوبرا الخديوية، عام 1869. لكنّها لم تعرض في الافتتاح لعدم الانتهاء منها، لتعرض أوبرا عايدة للمرة الأولى على مسرح الأوبرا الخديوية بالقاهرة في 24 ديسمبر (كانون الأول) عام 1871. واستمر تقديمها بشكل سنوي لمدة 100 عام، حتى احترقت الأوبرا عام 1971.
وتروي «أوبرا عايدة» قصة أميرة حبشية تدعى عايدة، كانت أسيرة لدى مصر، وأصبحت وصيفة لابنة ملك مصر، التي تحب القائد الحربي راداميس، بينما يحب هو عايدة، التي وقعت في حبه أيضاً، وبعد انتصار مصر على الحبشة، يكافأ راداميس بالزواج من ابنة الفرعون، لكنّه يحاول الهرب مع حبيبته عايدة، ومن دون قصد يخبرها بعض الأسرار العسكرية، فيدفن حياً لخيانته، وتلحق به عايدة.
«أوبرا عايدة» تعود إلى «معبد حتشبسوت» بعد غياب 22 عاماً
بمشاركة 70 عازفاً أوكرانياً
«أوبرا عايدة» تعود إلى «معبد حتشبسوت» بعد غياب 22 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة