فساتين الزفاف... سوق مزدهرة وتوقعات بتناميها حتى 73 مليار دولار في 2024

القطعة التي تستثمر فيها العروس مادياً وعاطفياً ولا تلبسها سوى مرة واحدة في العمر

من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف
من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف
TT

فساتين الزفاف... سوق مزدهرة وتوقعات بتناميها حتى 73 مليار دولار في 2024

من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف
من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف

بالنسبة لغالبية الفتيات، فإن فستاناً بتوقيع المصمم إيلي صعب، يبقى مجرد حلم. لكن الحلم بالنسبة لعروس الموسم، كريستينا مراد، كان حقيقة. لم تحصل على فستان واحد منه؛ بل على 4 فساتين من خط الـ«هوت كوتير»، كل واحد بتصميم ولون، باعتبار أن حفل زفافها امتد إلى 3 أيام و3 ليالٍ وتخللته فعاليات عدة. لمن لم يسمع بالخبر بعد، أو لم يسمع بكريستينا من قبل، فإنها زوجة إيلي صعب جونيور، ابن المصمم الكبير، وهذا عرسهما الذي لا بد من أن يتكلم عنه القاصي والداني. وطبعاً لم يقصّر إيلي الأب في جعله فعالية عالمية غطّتها المجلات وحضرتها شخصيات عالمية. اختالت فيه العروس أولاً بفستان باللون الأبيض الماسي من التول من دون أكمام، ومطرز بما لا يقل عن 500 ألف خرزة من الترتر، وذيل يبلغ طوله 4.5 متر. في المساء استبدلت به فستاناً لا يقل فخامة باللون الذهبي مكوناً من كورسيه على شكل قلب وتنورة أيضاً مستديرة بذيل يبلغ 3.5 متر. هو الآخر جاء مطرزاً بنحو 650 ألف خرزة مذهبة و150 ألف حجر كريستال من «سواروفسكي».
كل هذه الفخامة طرحت أسئلة عدة حول اختيار فستان الزفاف، والعناصر التي يجب أن تأخذها أي عروس بعين الاعتبار عند اختيارها فستان ليلة العمر، لا سيما أن الأغلبية الساحقة تحلم بهذا الفستان الذي سيعكس شخصيتها وأحلاماً شبّت عليها منذ الطفولة. هل تختاره فخماً وضخماً؛ أم منساباً وبسيطاً بحيث يمكنها أن تستغله في أكثر من مناسبة بدلاً من ركنه في خزانتها للأبد؟ هل تختاره بالأبيض الثلجي أم السكري؟ هذه وأسئلة أخرى كثيرة قد تصيبهن بالحيرة. الطريف أن خبيرات الأزياء أكدن منذ سنوات أن الشابة العصرية باتت تميل إلى تصاميم بسيطة، مثل فستان كارولين بيسيه، زوجة جون كيندي التي حددت موضة التسعينات إلى حد ما، بتبنيها أسلوب «كالفين كلاين» الهادئ. أسلوب عشقته كثيرات من بنات جيلها. لكن المثير أن كريستينا مراد، زوجة إيلي صعب جونيور، تنتمي إلى الجيل الحالي ومع ذلك ظهرت بفستانين بتنورة جد مستديرة وفخمة تستحضر قصص الأميرات والأساطير. قد يكون السبب أن الذوق يختلف من جيل إلى آخر؛ كذلك خطوط الموضة عموماً، لكن عندما يتعلق الأمر بفستان الزفاف، فإن العروس تريده أن يكون بالشكل الذي تصورته وهي طفلة تشبعت بقصص «سندريلا» و«الأميرة النائمة»؛ وغيرها من القصص الرومانسية. كما قد تحدده البيئة أيضاً. فالتصاميم التي تروق زبونة منطقة الشرق الأوسط ليست هي التصاميم التي تروق زبونة أوروبية أو أميركية. لكن هناك قاسم مشترك بين الكل، وهو أنها، أي العروس، تريده لافتاً وفريداً عندما تصرف عليه مئات الآلاف من الدولارات. أمر يُدركه كثير من المصممين الذين أطلقوا مجموعات خاصة بالأعراس في السنوات الأخيرة تدفعهم الرغبة في اقتطاع جُزء من الكعكة لأنفسهم. فصناعة الأعراس عموماً منتعشة لا تؤثر عليها الأزمات. وتشير الأرقام إلى أن واحداً من بين كل 5 ميزانيات مُخصصة للزفاف تتجاوز مليون دولاراً حالياً. كما أن إحصاءات صادرة عن مؤسسة «ستاتجير» تُفيد بتنامي هذه السوق لتصل إلى 73 مليار دولار بحلول عام 2024.
من هذا المنظور، فإن اقتحام المصممين، من أمثال إيلي صعب، وفيرا وانغ، وأوسكار دي لا رنتا، وكارولينا هيريرا، وريم عكرا، وأليس تامبرلي... وغيرهم، هذا المجال له مُبرراته. أغلبهم يقدم فساتين مفصلة على المقاس إلى جانب أخرى جاهزة. وإذا كان المصممون العرب يميلون إلى الفخامة والتصاميم الباذخة، فإن المصممين الأجانب، مثل فيرا وانغ، يفضلون الخطوط المستقيمة والمنسدلة ببساطة حتى تتيح للعروس حرية حركة تُغنيها عن تغيير فستانها بعد انتهاء مراسم الزواج. فبالفستان نفسه يمكنها أن ترقص وتحتفل بمجرد التخلص من الطرحة. لكن هذه البساطة لا تعني عدم الابتكار والتميز، وإلا ما كانت كل من كيم كاردشيان وتشيلسي كلينتون طلبتا من فيرا وانغ تولي هذه المهمة رغم اختلاف شخصيتيهما وتوجهاتهما.
وفي الوقت الذي دخلت فيه أسماء كبيرة في عالم الموضة هذه الصناعة، ثمة أسماء أخرى تخصصت فيها وأصبحت أسماؤها لصيقة بها مثل ريم عكرا.
وعموماً اكتشف معظمهم أن عروس اليوم لا تريد أن تكون أميرة متوجة في ليلتها فحسب، بل تريد أن تكون نجمة بلا منافسة، وهذا يعني فستاناً لا مثيل له، ولا بأس أن تُتبعه بمجموعة من الفساتين التي يمكنها تغييرها كلما تغير مكان الاحتفال ونوعية الضيوف. فما يناسب حفلاً خاصاً بالأهل والأقارب قد لا يناسب حفلاً خاصاً بالأصدقاء من الجيل نفسه. ولا يقتصر هذا الأمر على العرب، ففي الصين، مثلاً، تستدعي الطقوس أن تلبس العروس فستاناً أحمراً، وحتى تُرضي الأهل وتقاليدهم، وفي الوقت ذاته تُرضي نفسها وذوقها، تختار الصينيات، المقتدرات تحديداً، تصاميم وألواناً متنوعة، تتباين بين فستان الزفاف الأبيض وفساتين السهرة المطرزة، يغيّرنها حسب تغير الضيوف ونوع الموسيقى. الأمر نفسه ينطبق على العروس اليابانية اليوم. فهي تلبس نحو 5 تصاميم حتى تحقق المعادلة بين التقاليد والتصميمات العصرية.
وبوجه عام؛ فإن فساتين الزفاف قد لا تستثمر فيها العروس على المدى البعيد، لأنها قد لا تلبسها سوى مرة واحدة؛ إلا إنها لا تبخل عليها بكل ما تمتلكه، مادياً وعاطفياً.
> كانت ثقة كريستينا بإيلي صعب عمياء. لم تتدخل في أي صغيرة ولا كبيرة فيه. تركت له كامل الحرية في أن يُبدع كعادته وهي تعرف بداخلها أنه سيجعلها نجمة متألقة. ولم يخيب ظنها، فهذه المرة صممه وطرزه بحب.
طرحة الفستان وحدها طرزت بـ50.000 حجرة خرز، بينما جاء الفستان بذيل طوله 14 قدما. استغرقت عملية تصميم الفستانين نحو 450 ساعة من التطريز، و150 ساعة من الحياكة وتنفيذ التفاصيل الداخلية، و200 ساعة لتفصيل كل فستان. عملية طويلة ومُضنية لكنها أعطت ثمارها.
- شروطه وعناصره... حسب الخبراء:
> ينبغي على العروس أن تكون واقعية وصادقة مع نفسها، أي تتعرف على مكامن القوة والضُعف في جسمها حتى تختار ما يناسبها فيما يتعلق باللون أو بشكل الياقة والقماش وباقي التفاصيل.
- ينبغي أن يكون الفستان في صورته النهائية نتاج تعاون بين العروس والمصمم. لكن معظم الخبراء يشيرون إلى أن نسبة 80 في المائة من النتيجة النهائية يجب أن تكون من أفكار العروس، على أن يُشكل رأي المصمم 20 في المائة فقط. فدور المصمم يجب أن يتلخص في استماعه واحترامه رغباتها ثم نصحه لها بما يليق بها وما لا يليق بها، وذلك بإعطائها معلومات قد تكون غائبة عنها في غمرة حماسها للحصول على صورة لافتة. وتشمل هذه النصائح نوع القماش الذي يمكن أن يخفي بعض العيوب، ودرجة اللون المناسبة لبشرتها، وأيضاً ثقل الفستان، الذي قد يشكل عبئاً عليها إذا كانت ناعمة، فضلاً عن أنه قد يُرهقها.
إلى جانب الحلول؛ عليه أن يكون صادقاً معها على ألا ينسى أن هذا يوم العروس، وبأن عليه أن ينسى استعراض إمكاناته وأفكاره على حسابها.
- إذا كان الفستان سيُصمم على المقاس، فإن عملية اختياره وتصميمه يجب أن تبدأ قبل 4 أو حتى 6 أشهر من الحفل. أما إذا كان فستاناً جاهزاً، فهناك اقتراحات كثيرة من مصممين عالميين، أو من خبيرات موضة أو من المجلات. فهذه مصادر جيدة يمكنها أن تستقي منها بعض الأفكار، علماً بأن أكثر ما يتخوف منه المصممون هو تردد العروس وعدم تأكدها مما تريد. فهذا يفتح الباب لتدخل الصديقات والقريبات، كل يُدلي بدلوه؛ وهو ما يعقد الأمور.
- هناك صور زفاف ملهمة على المجلات البراقة و«إنستغرام»، لكن لا بد من بعض الواقعية؛ فما قد يناسب عارضة أزياء قد لا يناسب شابة بمقاييس مختلفة. لهذا يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بينها وبين المصمم. ففي هذه الفترة سيكون أقرب صديق لها تبثه كل أحلامها وأمانيها، حتى يرسم صورة مناسبة للفستان الذي تحلم به.
- عليها أيضاً تجنب أي زيادة أو فقدان مفاجئ للوزن في الأيام الأخيرة قبل الزفاف، لأن تعديله حينها سيكون أمراً صعباً.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.