اختتمت أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ44 التي تنظمها وزارة الحج والعمرة تحت شعار «الإسلام تعايش وتسامح».
وعقدت الندوة على جلسات رئيسية توزعت على خمسة محاور، وحملت الجلسة الأولى عنوان الإسلام في خدمة المجتمعات، في حين جاءت الجلسة الثانية بعنوان منهاج التسامح والتعايش في الإسلام، فيما جلسات اليوم الثاني بدأت بمحور الإنسانية في العصر الرقمي تلتها أبواب الهداية في الإسلام واختتمت بجلسة بمحور الإسلام وقضايا التعايش المعاصر.
وتحدث الدكتور عبد الفتاح مشاط نائب وزير الحج والعمرة في افتتاح جلسات اليوم الثاني من فعاليات ندوة الحج الكبرى عن أهمية استمرار أعمال الندوة بشكل دوري كل عام وتزامنها مع انطلاق موسم الحج؛ مما يحقق الثراء المعرفي والفكري بتنوع المشاركين وأهمية الاستفادة من جميع الخبرات والتجارب والتوصيات.
وأكد أن التعامل مع العالم الرقمي يعكس هويتنا، فعندما نسيء استخدام التقنية فنحن نسيء للإسلام أولاً وللإنسانية كلها، وقال: «عندما نتحدث عن التسامح والتعايش فإنه لا يمكن الفصل بين حقيقة الإنسان وحضوره في العوالم التقنية، لأن الاختلاف يصنع شخصية مزدوجة».
في حين شددت الدكتورة أروى عرب أستاذة علم النفس الإكلينيكي بجامعة الملك عبد العزيز، على أهمية العمل على صناعة إنسان متزن متعايش مع العصر الرقمي، يحترم خصوصيات الآخرين ويستطيع وضع هويته السيبرانية بطريقة صحيحة. وقالت ضمن مشاركتها في الجلسة الأولى إن «من أهداف التقنية تمكين الفرد من صناعة الحياة التي يعيشها وليس العكس؛ فالتقنية لا تفرض نفسها علينا ولكن نحن نقرر كيف نستخدمها».
من جانبه، قال عبد الله السبع الخبير التقني، إنه قبل وجود التقنية كانت حدود انتشار المعلومة ضيقة، «لكن مع التقنية فإننا نعيش حياة أسهل والوصول إلى الآخرين أسرع ونشر المعلومة في نطاق أكبر، وكل ذلك يخدم الدعوة إلى الله»، وأكد أن التقنية اختصرت إجراءات وخطوات في رحلة ضيوف الرحمن، والمستقبل يحمل تغييرا بشكل جذري في تجربة الحاج والمعتمر بسبب الذكاء الاصطناعي، وخيال اليوم واقع الغد.
بينما أكد الدكتور منير سليمان، نائب رئيس جامعة سان دييغو بالولايات المتحدة، أهمية التعاون بوصفنا مسلمين لتقديم نموذج مثالي لسماحة الدين الإسلامي، مشددا على أهمية تغيير عاداتنا في استخدام التقنية لتنعكس إيجابيا على وجودنا في الفضاء الرقمي.
وفي فعاليات الجلسة الثانية لندوة الحج الكبرى، والتي حملت عنوان «الهداية للإسلام» وترأسها المستشار خالد الهاجري بمشاركة الداعية الإسلامي الأميركي الدكتور يوسف استيس، والدكتور راتب جنيد رئيس الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية، ولاعب منتخب فرنسا نيكولا سيبستيان أنيلكا، والإعلامية الفرنسية ميلاني جورجيا ديسا، تحدث يوسف استيس عن قرار دخوله للدين الإسلامي، وقال: «تأثرت بأخلاق مسلمٍ تعرّفت عليه ورأيت فيه سماحة الإسلام وحبّه لعمل الخير فلذلك من المهم أن نمثّل الإسلام بأفعالنا وليس بأقوالنا»، واختتمت الندوة، بجلسة تحمل عنوان: «الإسلام وقضايا التعايش المعاصرة»، ترأسها الدكتور الحسن الصعدي مدير معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبد العزيز، وبمشاركة حسن علام مدير تحرير مجلة «آخر ساعة» الإخبارية، والذي استعرض دور الإعلام الحديث في إبراز القضايا الإسلامية المعاصرة ومحاولة حلها وتذليل الصعوبات والعقبات التي تواجه العالم الإسلامي.
بينما كانت مشاركة الشيخ الدكتور رجب سوما الأستاذ في كلية الدراسات الإسلامية في كوسوفا، تتركز على ضرورة إقامة جسور التعاون بين وزارة الحج والعمرة وجموع المسلمين في كل أنحاء العالم، مما يحقق معاني التواصل والمشاركة الفاعلة والمستمرة، وأضاف أن التعايش والتسامح ممكن تطبيقهما على أرض الواقع من خلال المبادئ والأخلاقيات التي يعزز الدين الإسلامي قيمتها.
شخصيات إسلامية تؤكد أهمية التقنية في بث سماحة الدين
شخصيات إسلامية تؤكد أهمية التقنية في بث سماحة الدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة