أوروبا تفتح تحقيقاً حول «ازدواجية أنشطة أمازون»

أوروبا تفتح تحقيقاً حول «ازدواجية أنشطة أمازون»
TT

أوروبا تفتح تحقيقاً حول «ازدواجية أنشطة أمازون»

أوروبا تفتح تحقيقاً حول «ازدواجية أنشطة أمازون»

فيما بدأت المفوضية الأوروبية تحقيقا الأربعاء بشأن أنشطة شركة «أمازون» الأميركية للتجارة الإلكترونية، بوصفها منصة بيع إلكترونية ومكان تسوق على حد سواء، وسط مخاوف من أن الدور المزدوج للشركة ربما ينتهك قوانين المنافسة للاتحاد الأوروبي... توصلت «أمازون» لاتفاق مع هيئة مكافحة الاحتكار الألمانية لإنهاء تحقيق بشأن شروط حددتها الشركة لبائعين آخرين على مواقعها.
وتبيع الشركة الأميركية سلعا بشكل مباشر، لكنها تستضيف أيضا تجارا أصغر، يستخدمون المنصة لبيع المنتجات. ويتركز التحقيق الأوروبي على الطريقة التي تستخدم بها الشركة بيانات من شركات أصغر لتقييم أحدث التوجهات وشركاء التسوق، وما إذا كان ذلك يمنح شركة «أمازون» ميزة تنافسية غير عادلة. ومن جانبها، قالت «أمازون» إنها ستتعاون مع الاتحاد الأوروبي بعد فتحه التحقيق.
وكانت مارغريت فيستاجر، مفوضة المنافسة بالاتحاد الأوروبي، قد بدأت تحقيقات أولية ضد أمازون في سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر تقدم التجار والمصنعين بشكاوى ضد الشركة حول استخدامها لبياناتهم؛ ما يعطيها ميزة تنافسية.
وقالت فيستاجر: «تستضيف الشركة الكثير من اللاعبين الصغار، وفي الوقت نفسه، فإنها تُعد لاعباً كبيراً في السوق نفسها، والسؤال المطروح كيف تتعامل مع البيانات التي تحصل عليها من اللاعبين الصغار، وهل هذه البيانات تعطيها ميزة تنافسية لا يمكن مضاهاتها».
ويأتي التحقيق الجديد في أعقاب حملة كبيرة من قبل مارغريت فيستاجر مستمرة منذ خمس سنوات على شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ فرضت المفوضية الأوروبية على غوغل غرامة بقيمة 9.5 مليار دولار فيما يتعلق بمكافحة الاحتكار منذ عام 2017، كما قامت سلطات المنافسة في الاتحاد الأوروبي بالتدقيق في أعمال آبل وفيسبوك للتحقق من العمليات وممارسات البيانات.
وجاءت المعلومات حول التحقيق مع أمازون في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن نية مارغريت فيستاجر فرض غرامة على شركة كوالكوم بأكثر من مليار دولار بزعم محاولتها منع صانعي الرقاقات الآخرين من الحصول على عقود مع شركة آبل. ويختلف هذا التحقيق عن تحقيقات أمازون السابقة، حيث واجهت الشركة مشكلة بسبب التهرب من الضرائب وخنق سوق الكتب الإلكترونية، لكن التحقيق هذه المرة يتعلق بنموذج عمل البيع بالتجزئة، وفي حال قرر الاتحاد الأوروبي التصرف، فإن ذلك سيؤدي إلى تغييرات جذرية في طريقة عمل أمازون.
وفي غضون ذلك، قالت وكالة «بلومبرغ» إن شركة «أمازون» وافقت على تغيير طريقة قيامها بمشروعات مع بائعين آخرين، في أعقاب التحقيق، طبقا لما ذكرته هيئة مكافحة الاحتكار الألمانية في بيان أمس.
وقال رئيس المكتب، أندرياس موندت في البيان: «من خلال إجراءاتنا، حصلنا على تحسينات بعيدة المدى للبائعين الذين ينشطون في أسواق أمازون بمختلف أنحاء العالم. الإجراءات انتهت الآن».
ويأتي الإعلان فيما تواجه شركة «أمازون» تحقيقا واسعا للاتحاد الأوروبي بشأن مكافحة الاحتكار، في نهاية محتملة هذا الصيف لحملة استمرت خمس سنوات قادتها مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المنافسة، مارغريت فيستاغر.
وقالت شركة «أمازون» في بيان حول التسوية الألمانية إنها تجري «الكثير من التغييرات على اتفاق الحلول لنشاط الخدمات لأمازون لتوضيح حقوق الشريك البائع والمسؤوليات». وستكون التغييرات سارية في 16 أغسطس (آب) المقبل. وقالت هيئة مكافحة الاحتكار النمساوية إنها أنهت أيضا تحقيقا مماثلا بعد أن وافقت شركة «أمازون» على تعديل شروطها.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.