الصين تنتقد «تضليل ترمب» حول تباطؤ اقتصادها

أكدت الحاجة إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة

TT

الصين تنتقد «تضليل ترمب» حول تباطؤ اقتصادها

رفضت بكين أمس الثلاثاء تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن بكين تحتاج إلى إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بسبب تباطؤ اقتصادها. وقالت إن تلك التصريحات «مضللة تماما» وإن كلا البلدين يرغب في التوصل إلى اتفاق.
وأظهرت بيانات رسمية أول من أمس أن النمو الاقتصادي الصيني تباطأ إلى 6.2 في المائة في الربع الثاني من العام، وهي أضعف وتيرة نمو على أساس سنوي منذ 27 عاما، في ظل ضغط تجاري من الولايات المتحدة. وفي النصف الأول من السنة، نما الاقتصاد الصيني 6.3 في المائة مقارنة بمستواه قبل عام. ويتوقع الاقتصاديون على نطاق واسع من بكين تكثيف الجهود لتحفيز النمو، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة على خلفية الموقف الحذر المتزايد للبنوك المركزية العالمية. وغرد ترمب مساء الاثنين بأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين يقدم الدليل على أن للرسوم الجمركية الأميركية «أثرا كبيراً» محذرا من أن واشنطن قد تكثف الضغط أكثر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ إن وتيرة النمو الصيني في النصف الأول من العام ليست أداء سيئاً بالنظر إلى الضبابية الاقتصادية وتباطؤ النمو على المستوى العالمي، مشيراً إلى أنها تتماشى مع التوقعات الخارجية. وأكد أن استقرار النمو في الصين أمر جيد للعالم ولاقتصاد الولايات المتحدة. وأضاف: «بالنسبة إلى ما زعمته الولايات المتحدة من أنه بسبب تباطؤ اقتصاد الصين؛ فإن بكين تأمل بشكل عاجل في التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي، فهذا أمر مضلل تماماً».
ولفت غنغ إلى أن الصين والولايات المتحدة ترغبان في التوصل إلى اتفاق، وليست الصين وحدها. وأكد أن كثيراً في الولايات المتحدة يعارضون بقوة الرسوم الجمركية والحرب التجارية. ودعا الجانب الأميركي للعمل بجد مع الصين، وأن يلتقي الاثنان في منتصف الطريق على أساس من الاحترام المتبادل والندية، وأن يسعيا إلى اتفاق مفيد وفي مصلحة الطرفين. وهذا يتماشى مع مصالح البلدين، وهو ما يتوقعه المجتمع الدولي، بحسب قوله. وكان رؤساء شركات أميركية كبرى قد حذروا خلال اجتماعات مع البيت الأبيض من تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد الأميركي على المديين القصير والمتوسط. وطالبوا بالتوصل سريعا إلى اتفاقات بين البلدين، خصوصا أن إدارة الرئيس ترمب تخوض صراعات تجارية على جبهات عدة، سواء مع كندا والمكسيك، أو الاتحاد الأوروبي وكذلك مع اليابان وكوريا الجنوبية.
في غضون ذلك، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين يوم الاثنين إنه يتوقع إجراء مكالمة هاتفية جديدة مع المسؤولين الصينيين هذا الأسبوع في إطار استئناف المناقشات الخاصة بالاتفاق التجاري. وكان الرئيس ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ اتفقا الشهر الماضي على هدنة جديدة في النزاع التجاري المستمر منذ عام بين أكبر اقتصادين في العالم.
وعلى الأثر أجرى منوتشين والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر مكالمة هاتفية مع مسؤولين تجاريين صينيين الأسبوع الماضي، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل ما إذا كان يتوقع أن يُعقد اجتماع مباشر بين الجانبين. وقال منوتشين للصحافيين في البيت الأبيض: «أعتقد أن هناك فرصة جيدة لأن نحقق تقدما كبيرا في وقت لاحق».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.