«اليونيسكو» تدرج مدينة بابل الأثرية على لائحة التراث العالمي

بشرط إزالة مخالفات حدثت فيها نهاية الثمانينات

«بوابة عشتار» في بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)
«بوابة عشتار» في بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)
TT

«اليونيسكو» تدرج مدينة بابل الأثرية على لائحة التراث العالمي

«بوابة عشتار» في بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)
«بوابة عشتار» في بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)

صوت أعضاء «اليونيسكو»، أمس الجمعة، على انضمام مدينة بابل الأثرية إلى لائحة التراث العالمي، في أعمال الدورة 43 للجنة التراث العالمي، المنعقدة بباكو عاصمة أذربيجان. ويأتي إدراج بابل على لائحة التراث العالمي بعد نحو سنتين على إدراج الأهوار على اللائحة نفسها.
وقال عضو البرلمان العراقي علي الحميداوي، عضو الوفد العراقي المشارك في اجتماعات «اليونيسكو» في تصريح له، الجمعة، إن «الموافقة على إدراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي جاءت مشروطة بإزالة المخالفات». وأضاف أن «المنظمة اشترطت إزالة كافة المخالفات عن المدينة حتى عام 2020».
وكانت قيادة شرطة محافظة بابل قد كشفت عن تحقيق أحد شروط منظمة اليونيسكو المتمثل في تأمين مدينة بابل الأثرية، وإبعادها عن العسكرة، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار. يشار إلى أنه قد جرى تقسيم ترشيحات عام 2019 (اليونيسكو) إلى فئات مختلفة، بينها المواقع الطبيعية، مثل متنزه «فاتناكوكول الوطني» في آيسلندا، والمواقع الثقافية مثل بابل في العراق، والمواقع المختلطة التي تجمع بين العناصر الطبيعية والثقافية، مثل مدينة باراتي في البرازيل.
وهنأ الرئيس العراقي برهم صالح العراقيين بمناسبة إدراج بابل على لائحة التراث العالمي لـ«اليونيسكو». وقال صالح في تغريدة على «تويتر»: «نبارك لكل أبناء العراق إدراج بابل على لائحة التراث العالمي. فبالأمس انضمت الأهوار إلى هذه اللائحة، واليوم تلتحق بها بابل، وغداً ستدرج المواقع الأثرية الأخرى بإذن الله بها، ليستعيد العراق مكانته التي يستحق».
من جهته، بارك رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إدراج بابل على لائحة التراث العالمي. وقال الحلبوسي في تغريدة له على «تويتر»: «مبروك لعراق الحضارة والتاريخ والثقافة إدراج مدينة بابل التاريخية على لائحة التراث العالمي لـ(اليونيسكو)، وشكراً لكل من عمل ودعم وساند من أبناء الوطن والدول الشقيقة وأصدقاء الإنسانية».
وتقع مدينة بابل في العراق، على بعد تسعين كيلومتراً جنوب العاصمة بغداد، وتعتبر من أهمّ الأماكن الأثريّة في العراق، فقد كانت عاصمة المملكة البابلية قديماً. ظهرت مدينة بابل بشكل بارز في عهد الملك حامورابي، كما أنّها ظهرت بشكل متألّق في حكم الملك نبوخذ نصّر الثاني، الذي شيّد كثيراً من الأماكن والمعالم الأثريّة التي ميّزت بابل. وتضم مدينة بابل آثاراً مهمة، وهي «الحدائق المعلقة» التي شيدت في القرن السابع قبل الميلاد على يد نبوخذ نصّر، إذ بناها تعبيراً منه لزوجته سيمراميس عن حبه ومشاعره تجاهها، التي كانت تشعر بالحنين لأزهار وغابات موطنها. ويعود السبب في تسميتها بهذا الاسم، إلى نمو نباتات الزينة على شرفات القصور بها، والتي كانت تروى بطرق فنيّة.
وتعدّ «الحدائق المعلقة» من عجائب الدنيا السبع؛ حيث تعتبر من أعظم الفنون المعماريّة التي بنيت قديماً، فقد استخدمت في بنائها حجارة نادرة، كانت تصل كهدايا للملك، كما أنّها احتوت على كثير من النباتات والأشجار التي كانت تروى بماء كان يخزّن في صهاريج تقع في طبقات القصر العليا. كما تضم «أسد بابل»، وهو تمثال مصنوع من الحجر، يبلغ ارتفاعه 1195 سنتيمتراً، وطوله 260 سنتيمتراً، وهو تمثال لأسد يظهر بأنّه يفترس شخصاً، ويمثل هذا الشخص العدو. كما تضم «بوابة عشتار» التي سميت بهذا الاسم؛ لأن كلمة «عشتار» تعني باللغة العبرية ضوء الصباح، و«عشتار» هي إلهة الحب والحرب عند البابليين، أمّا «بوابة عشتار» فهي عبارة عن قلعة تاريخيّة، تتميّز بطرازٍ خاصّ وفخامة عالية ورقي في البناء، كما تتميّز بكثير من الأشكال الفنيّة والأطراف والسطوح التي تتزيّن بالتماثيل المنحوتة على أشكال حيوانات ونباتات، وهي مصممة من السيراميك، بشكل يتميّز بالدقة والحرفة، كما يزيّنها الخزف الملوّن، وكثير من الرسمات المنقوشة على جدرانها السود، والتي ترمز بدورها للإلهة عشتار، وعجول ترمز للإله أدد، والتنين موش خوش، والذي يرمز للإله مردوخ.
وقد كانت آثار بابل مدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، قبل أن تحذفها المنظمة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، بسبب تلاعب النظام العراقي السابق بمعالم المدينة الأثرية، وتغيير بعض المعالم، وإعادة بناء بعض الأجزاء من دون أي أسلوب علمي.


مقالات ذات صلة

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

أعلن وزير الثقافة السعودي عن نجاح المملكة في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.