صوت أعضاء «اليونيسكو»، أمس الجمعة، على انضمام مدينة بابل الأثرية إلى لائحة التراث العالمي، في أعمال الدورة 43 للجنة التراث العالمي، المنعقدة بباكو عاصمة أذربيجان. ويأتي إدراج بابل على لائحة التراث العالمي بعد نحو سنتين على إدراج الأهوار على اللائحة نفسها.
وقال عضو البرلمان العراقي علي الحميداوي، عضو الوفد العراقي المشارك في اجتماعات «اليونيسكو» في تصريح له، الجمعة، إن «الموافقة على إدراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي جاءت مشروطة بإزالة المخالفات». وأضاف أن «المنظمة اشترطت إزالة كافة المخالفات عن المدينة حتى عام 2020».
وكانت قيادة شرطة محافظة بابل قد كشفت عن تحقيق أحد شروط منظمة اليونيسكو المتمثل في تأمين مدينة بابل الأثرية، وإبعادها عن العسكرة، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار. يشار إلى أنه قد جرى تقسيم ترشيحات عام 2019 (اليونيسكو) إلى فئات مختلفة، بينها المواقع الطبيعية، مثل متنزه «فاتناكوكول الوطني» في آيسلندا، والمواقع الثقافية مثل بابل في العراق، والمواقع المختلطة التي تجمع بين العناصر الطبيعية والثقافية، مثل مدينة باراتي في البرازيل.
وهنأ الرئيس العراقي برهم صالح العراقيين بمناسبة إدراج بابل على لائحة التراث العالمي لـ«اليونيسكو». وقال صالح في تغريدة على «تويتر»: «نبارك لكل أبناء العراق إدراج بابل على لائحة التراث العالمي. فبالأمس انضمت الأهوار إلى هذه اللائحة، واليوم تلتحق بها بابل، وغداً ستدرج المواقع الأثرية الأخرى بإذن الله بها، ليستعيد العراق مكانته التي يستحق».
من جهته، بارك رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إدراج بابل على لائحة التراث العالمي. وقال الحلبوسي في تغريدة له على «تويتر»: «مبروك لعراق الحضارة والتاريخ والثقافة إدراج مدينة بابل التاريخية على لائحة التراث العالمي لـ(اليونيسكو)، وشكراً لكل من عمل ودعم وساند من أبناء الوطن والدول الشقيقة وأصدقاء الإنسانية».
وتقع مدينة بابل في العراق، على بعد تسعين كيلومتراً جنوب العاصمة بغداد، وتعتبر من أهمّ الأماكن الأثريّة في العراق، فقد كانت عاصمة المملكة البابلية قديماً. ظهرت مدينة بابل بشكل بارز في عهد الملك حامورابي، كما أنّها ظهرت بشكل متألّق في حكم الملك نبوخذ نصّر الثاني، الذي شيّد كثيراً من الأماكن والمعالم الأثريّة التي ميّزت بابل. وتضم مدينة بابل آثاراً مهمة، وهي «الحدائق المعلقة» التي شيدت في القرن السابع قبل الميلاد على يد نبوخذ نصّر، إذ بناها تعبيراً منه لزوجته سيمراميس عن حبه ومشاعره تجاهها، التي كانت تشعر بالحنين لأزهار وغابات موطنها. ويعود السبب في تسميتها بهذا الاسم، إلى نمو نباتات الزينة على شرفات القصور بها، والتي كانت تروى بطرق فنيّة.
وتعدّ «الحدائق المعلقة» من عجائب الدنيا السبع؛ حيث تعتبر من أعظم الفنون المعماريّة التي بنيت قديماً، فقد استخدمت في بنائها حجارة نادرة، كانت تصل كهدايا للملك، كما أنّها احتوت على كثير من النباتات والأشجار التي كانت تروى بماء كان يخزّن في صهاريج تقع في طبقات القصر العليا. كما تضم «أسد بابل»، وهو تمثال مصنوع من الحجر، يبلغ ارتفاعه 1195 سنتيمتراً، وطوله 260 سنتيمتراً، وهو تمثال لأسد يظهر بأنّه يفترس شخصاً، ويمثل هذا الشخص العدو. كما تضم «بوابة عشتار» التي سميت بهذا الاسم؛ لأن كلمة «عشتار» تعني باللغة العبرية ضوء الصباح، و«عشتار» هي إلهة الحب والحرب عند البابليين، أمّا «بوابة عشتار» فهي عبارة عن قلعة تاريخيّة، تتميّز بطرازٍ خاصّ وفخامة عالية ورقي في البناء، كما تتميّز بكثير من الأشكال الفنيّة والأطراف والسطوح التي تتزيّن بالتماثيل المنحوتة على أشكال حيوانات ونباتات، وهي مصممة من السيراميك، بشكل يتميّز بالدقة والحرفة، كما يزيّنها الخزف الملوّن، وكثير من الرسمات المنقوشة على جدرانها السود، والتي ترمز بدورها للإلهة عشتار، وعجول ترمز للإله أدد، والتنين موش خوش، والذي يرمز للإله مردوخ.
وقد كانت آثار بابل مدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، قبل أن تحذفها المنظمة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، بسبب تلاعب النظام العراقي السابق بمعالم المدينة الأثرية، وتغيير بعض المعالم، وإعادة بناء بعض الأجزاء من دون أي أسلوب علمي.
«اليونيسكو» تدرج مدينة بابل الأثرية على لائحة التراث العالمي
بشرط إزالة مخالفات حدثت فيها نهاية الثمانينات
«اليونيسكو» تدرج مدينة بابل الأثرية على لائحة التراث العالمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة