مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد إدراج «الحناء» و«السمسمية»

آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)
آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)
آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) للتراث الإنساني غير المادي بالمشاركة مع عدة دول أخرى، ذكرت ممثلة مصر في اجتماعات المنظمة الأممية أن مصر تقدمت منفردة بملف وطني لتسجيل «الكشري» كأكلة شعبية مصرية.

وقالت الدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي ورئيسة الوفد المصري المشارك في اجتماعات لجنة اليونيسكو في باراغواي إنه «بعد النجاح الذي أحرزته مصر في تقديم ملفات مشتركة لتسجيل الحناء والسمسمية، قدمت مصر منفردة ملفاً لتسجيل الكشري ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر فضلت المشاركة هذا العام بملفين مشتركين مع عدة دول لإفساح المجال في العام المقبل لتقديم ملف وطني منفرد وهو ملف (الكشري) الذي قدمناه بالفعل للمنظمة الأممية لتعمل على تقييمه واتخاذ قرار بشأنه في اجتماعات العام المقبل».

وأشارت إلى أن مصر نجحت هذا العام خلال اجتماعات اللجنة الدولية لمنظمة اليونيسكو لاتفاقية صون التراث غير المادي في الفترة من 2 إلى 7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في تقديم ملفين مشتركين؛ الأول هو ملف الحناء، مشترك مع 16 دولة، والثاني هو آلة السمسمية في ملف مشترك مع المملكة العربية السعودية.

وبتسجيل الحناء والسمسمية تكون مصر قد سجلت 10 عناصر ضمن قائمة اليونيسكو للتراث اللامادي، وكانت قد سجلت 8 عناصر سابقاً بقائمة اليونيسكو، هي: السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، وصناعة النسيج اليدوي في صعيد مصر، والخط العربي، ومعرفة ومهارات وتقاليد النخيل والصناعات المرتبطة بها، والفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن (ذهب، فضة، نحاس)، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة.

جانب من معرض لليونيسكو في المتحف المصري لبعض عناصر التراث اللامادي (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من معرض لليونيسكو في المتحف المصري لبعض عناصر التراث اللامادي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضحت الدكتورة نهلة لـ«الشرق الأوسط» أن «تسجيل الحناء تضمن الطقوس المرتبطة بها والوظائف الاجتماعية والجمالية والعلاجية لها، وهو ملف مشترك قادته دولة الإمارات وشاركت فيه مصر مشاركة كبيرة ويضم الملف 16 دولة تعكس ممارسات وطقوس الحناء في دورة حياة الفرد من الميلاد والزواج وحتى هناك ممارسات علاجية للشعر والقدمين، وهناك دول تقيم لها احتفالات كبيرة».

ونوهت بأن «هذه الدورة حازت ملفاتها على تقدير كبير من منظمة اليونيسكو، فقد امتازت بتقديم عدد كبير من الملفات المشتركة؛ مما يعكس الاحترام المتبادل بين الدول والتعاون بينها، ويعكس كيف يتشارك الناس في تراثهم عبر العالم».

وبخصوص ملف السمسمية الذي تشاركت فيه مصر مع السعودية، قالت نهلة: «هذا الملف استغرق منا العمل لمدة عامين، بقيادة الدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، وتشاركت فيه مصر مع السعودية، وركزنا في مدن القناة؛ السويس والإسماعيلية وبورسعيد، ومدتنا المملكة العربية السعودية بالأماكن الموجودة بها آلة السمسمية وعازفوها، وهي موجودة على البحر الأحمر مثل منطقة ينبع، وقد جاءتنا اقتراحات من اليمن والأردن للانضمام لملف السمسمية، فالملف مرشح لضم دول أخرى، ونحن منفتحون على انضمام كل دولة لملف هذه الآلة لأن هذا يعكس روح اتفاقية اليونيسكو وهو أن تتشارك الشعوب في التراث».

واعتبرت مصر تسجيل الكشري مطلباً شعبياً في مصر؛ لذلك قدمته بشكل منفرد. ومن المقرر التصويت عليه خلال اجتماعات العام المقبل، وفق قولها.

ويعدّ الكشري من الأكلات الشعبية الأكثر انتشاراً في مصر، ويتكون من الأرز والمعكرونة والعدس والبصل والثوم، وتتراوح أسعاره بين 20 و50 جنيهاً (الدولار يساوي 49.94 جنيه مصري)، وترجعه بعض المصادر إلى المصريين القدماء، وكان يسمى «كاشير» بمعنى طعام الآلهة، وكانت مكوناته من القمح والعدس والحمص والبصل، فيما ترجح بعض المصادر انتشاره في مصر خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914.


مقالات ذات صلة

اليونيسكو تعزز دعمها للثقافة في أوكرانيا التي تعاني أهوال الحرب

أوروبا مبنى مسرح الأوبرا في وسط مدينة أوديسا، أوكرانيا، 25 يناير 2023 (رويترز)

اليونيسكو تعزز دعمها للثقافة في أوكرانيا التي تعاني أهوال الحرب

تعزز اليونيسكو دعمها للعاملين في المجال الثقافي بأوكرانيا الذين يشاركون في إعادة إعمار البلاد وسط الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق د. عبد الإله الطخيس يسلّم أوراق اعتماده إلى مديرة المنظمة أودري أزولاي (وفد السعودية لدى اليونسكو)

الطخيس مندوباً دائماً للسعودية لدى «اليونسكو»

قدّم الدكتور عبد الإله الطخيس أوراق اعتماده مندوباً دائماً للسعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى مديرتها العامة أودري أزولاي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
ثقافة وفنون راكان الطوق مترئساً أعمال «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» في الرباط الأربعاء (واس)

السعودية تُقدِّر الجهود الجماعية لترسيخ الثقافة في التنمية المستدامة

قدّرت السعودية جميع الجهود الجماعية في مواصلة الزخم لترسيخ أدوار الثقافة بالتنمية المستدامة مع الحفاظ على القيم المشتركة والاعتزاز بالتراث الثقافي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: حادث هجوم نمر «سيرك طنطا» على عامل يثير تساؤلات

هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)
هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)
TT
20

مصر: حادث هجوم نمر «سيرك طنطا» على عامل يثير تساؤلات

هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)
هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)

أثار حادث هجوم نمر على عامل بالسيرك في مدينة طنطا بمحافظة الغربية (دلتا مصر)، تساؤلات حول وسائل الحماية والأمان التي تتوافر للجمهور والعاملين أو مدربي الحيوانات المفترسة خلال عروض السيرك، خصوصاً أن هذه الواقعة تأتي بعد نحو شهرين من هجوم أسد على عامل في حديقة الحيوان بالفيوم (جنوب القاهرة).

وتحدثت المدربة المصرية أنوسة كوتة، مدربة الحيوانات المفترسة والتي كانت تقدم عرض السيرك بطنطا، عن الواقعة وقالت إن «آخر شيء كانت تتخيل حدوثه هو هذه الواقعة»، وأضافت في مقطع فيديو بثته على صفحتها بـ«فيسبوك» أن «ما حدث هو نتيجة خطأ فني سيتم التحدث بشأنه مع الإدارة لاحقاً»،

وتابعت: «محمد (تقصد ضحية الحادث) بخير، وهو مساعد معي ويتعامل مع الحيوانات المفترسة دائماً». وأكدت أنها هي من كانت داخل القفص مع الحيوانات، ولو كان المفترض أن يقع حادث فمن المفترض أن يقع لها هي، واستدركت: «لكن ما حدث وأدى إلى هذا الحادث هو خطأ فني سنتحدث فيه لاحقاً مع الإدارة، لكن أهم شيء الآن صحة محمد، وأريد أن أطمئن كل الناس أنه بخير، وإن شاء الله ترونه مرة أخرى يقف إلى جوار النمر، ولكن هذا النمر صاحب الواقعة يجب عزله خلال هذه الفترة، ويجب أن يتجنب العروض حتى يتم تدريبه وإعادة ترويضه في القاهرة».

مدربة الأسود أنوسة كوتة تشرح الواقعة (من مقطع فيديو على صفحتها بموقع فيسبوك)
مدربة الأسود أنوسة كوتة تشرح الواقعة (من مقطع فيديو على صفحتها بموقع فيسبوك)

وانتشر الفيديو الذي يظهر فيه النمر وهو يهاجم العامل، كما انتشرت فيديوهات لمساعد المدربة، ويدعى محمد عبد الفتاح، على العديد من المواقع المحلية و«السوشيال ميديا»، يتحدث عما وقع له، مطالباً بتعويضه عما تعرض له من إصابة.

وقال محمد إنه يعمل في السيرك منذ 10 سنوات مع عائلة الحلو، ويعمل مع أنوسة كوتة منذ عامين تقريباً، ولم يسبق أن أخطأ في العمل معها.

جدير بالذكر أن أنوسة كوتة، مدربة الأسود والنمور، هي أرملة الملحن الراحل محمد رحيم، وقد مثّلت مصر من قبل في عروض السيرك العالمي في روسيا ودول أخرى.

وتوالت التعليقات على فيديو الحادث على «السوشيال ميديا»، متضمنة تساؤلات عن وسائل تأمين السيرك في فقرات ترويض الحيوانات المفترسة، وكتب البعض أن «هذه الحيوانات مكانها الغابة وليس السيرك»، وكتب آخرون مطالبين بإلغاء هذه الفقرات لخطورتها، وتساءلت تعليقات: كيف لا توجد وسيلة حماية وتأمين للمساعد الذي يربط الحيوانات؟ فيما أشادت تعليقات بطريقة تعامل المدربة مع الموقف والسيطرة على باقي الحيوانات داخل القفص؛ لتفادي حالة هياج جماعي لتلك الحيوانات؛ مما «كان يمكن أن يتسبب في كارثة»، وفق متابعين.

وقررت جهات التحقيق إخلاء سبيل المدربة أنوسة كوتة بعد سماع أقوالها عن الحادث، فيما تقرر إيقاف عروض السيرك التي تقام في منطقة البوريفاج بطنطا بمناسبة عيد الفطر لحين الانتهاء من التحقيق في الحادث، وفحص جميع الحيوانات الموجودة بالسيرك، ومعاينة موقع الحادث ومراجعة التصاريح الصادرة له، بعد التصريح بدفن الجزء المبتور من ذراع الشاب محمد عبد الفتاح في الحادث.

وقبل شهرين، هاجم أسد حارسه في حديقة الحيوان بالفيوم والتهم جزءاً من رأسه؛ مما أدى إلى وفاة الحارس في أثناء محاولة إسعافه في المستشفى. وفي حادثة شهيرة، تحديداً عام 1984 هاجم أسد مدرب السيرك المصري الشهير محمد الحلو، في أثناء تحيته للجمهور بعد أحد العروض الناجحة، وهو الحادث الذي أثار ضجة كبيرة وقتها، وقد مات الحلو بعدها بأيام وأوصى أبناءه ومساعديه ألا يقتلوا الأسد «سلطان»، وعلى إثر الحادث تم نقل الأسد إلى حديقة الحيوانات بوصفه أسداً شرساً لا يصلح للترويض، ونفق الأسد «سلطان» بعد ذلك بفترة قصيرة.

ويقدم السيرك القومي في مصر نحو 14 فقرة متنوعة بمقره في العجوزة (غرب القاهرة)، كما ينتقل إلى مدن أخرى في المناسبات والأعياد، ومن أهم فقراته ترويض الحيوانات المفترسة، واشتهرت في هذه المهنة عائلتان، هما «الحلو» و«كوتة».

ويحافظ السيرك القومي على وسائل الأمان الخاصة التي تمنع الحوادث، مثل مسدسات الصوت وخراطيم المياه، كما يحافظ على تصميم الحلبة بشكل دقيق يمنع أي شخص من الاقتراب منها، لتتحقق السلامة للمدربين والجمهور، وفق تصريحات المشرف العام على السيرك القومي في مصر المخرج وليد طه.

وبخصوص التساؤلات حول وسائل الحماية والأمان في السيرك، يضيف طه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «السيرك القومي لديه وسائل حماية مختلفة؛ أُولاها أن به قفصاً حديدياً، وبداخله توجد شبكة، والمسافات ضيقة جداً في القفص والشبكة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعرض المتفرج للضرر»، وتابع: «الجزء الآخر المتعلق بوسائل أمان المدرب، من المعروف أن متعة هذه الفقرة هو أن بها نسبة خطورة، ونحن في السيرك القومي نتعاقد مع المدرب على أداء الفقرة بتأمينها، وكل ما يخصها من سيّاس (مساعدين) هو المسؤول عنها، ونحن نتابع تنفيذ التأمين وتنظيم الصالة».

وأوضح أن «المدرب يكون معه مسدس، وهناك خراطيم المياه الخاصة بالحماية المدنية وهي ذات ضغط مياه شديد جداً حتى يبعد النمر أو الأسد إذا هاجم أحد المدربين، لكن نسبة الخطورة واردة في كل الحالات، كما هي واردة في كل الألعاب الأخرى، نقلل نسبة الخطورة بوسائل الأمان، والسيّاس يجب أن يكونوا مدربين بشكل أكبر، فبالتدريب الجيد يعرف السايس (المساعد) أنه يجب أن يربط الأسد أو النمر من خارج القفص ولا يمد يده داخل القفص، ولكن الخطأ عموماً وارد».

وبخصوص الإجراءات التي سيتم اتباعها مع النمر الذي تسبب في الحادث، قال المشرف العام على السيرك القومي إن «الحيوانات ملك شخصي للمدربين، والسيرك الذي أقيم في طنطا لشركة خاصة حصلت على تصريح بعد استيفاء الاشتراطات اللازمة، وفقرات السيرك عموماً فيها نسبة خطورة، وهذا سر المتعة فيها، الحوادث واردة ولكن نعمل جاهدين على ألا يكون هناك خطأ بشري»، وختم طه كلامه متمنياً الشفاء العاجل للشاب الذي أصيب.

وتأسس السيرك القومي في مصر عام 1954 وتم افتتاحه عام 1966 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، واعتمد على الاستفادة من الخبرات السوفياتية، وقبل ذلك كان السيرك مختصاً بفرق وعائلات خاصة مثل سيرك الحلو وسيرك عاكف.