مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد إدراج «الحناء» و«السمسمية»

آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)
آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)
آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) للتراث الإنساني غير المادي بالمشاركة مع عدة دول أخرى، ذكرت ممثلة مصر في اجتماعات المنظمة الأممية أن مصر تقدمت منفردة بملف وطني لتسجيل «الكشري» كأكلة شعبية مصرية.

وقالت الدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي ورئيسة الوفد المصري المشارك في اجتماعات لجنة اليونيسكو في باراغواي إنه «بعد النجاح الذي أحرزته مصر في تقديم ملفات مشتركة لتسجيل الحناء والسمسمية، قدمت مصر منفردة ملفاً لتسجيل الكشري ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر فضلت المشاركة هذا العام بملفين مشتركين مع عدة دول لإفساح المجال في العام المقبل لتقديم ملف وطني منفرد وهو ملف (الكشري) الذي قدمناه بالفعل للمنظمة الأممية لتعمل على تقييمه واتخاذ قرار بشأنه في اجتماعات العام المقبل».

وأشارت إلى أن مصر نجحت هذا العام خلال اجتماعات اللجنة الدولية لمنظمة اليونيسكو لاتفاقية صون التراث غير المادي في الفترة من 2 إلى 7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في تقديم ملفين مشتركين؛ الأول هو ملف الحناء، مشترك مع 16 دولة، والثاني هو آلة السمسمية في ملف مشترك مع المملكة العربية السعودية.

وبتسجيل الحناء والسمسمية تكون مصر قد سجلت 10 عناصر ضمن قائمة اليونيسكو للتراث اللامادي، وكانت قد سجلت 8 عناصر سابقاً بقائمة اليونيسكو، هي: السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، وصناعة النسيج اليدوي في صعيد مصر، والخط العربي، ومعرفة ومهارات وتقاليد النخيل والصناعات المرتبطة بها، والفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن (ذهب، فضة، نحاس)، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة.

جانب من معرض لليونيسكو في المتحف المصري لبعض عناصر التراث اللامادي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضحت الدكتورة نهلة لـ«الشرق الأوسط» أن «تسجيل الحناء تضمن الطقوس المرتبطة بها والوظائف الاجتماعية والجمالية والعلاجية لها، وهو ملف مشترك قادته دولة الإمارات وشاركت فيه مصر مشاركة كبيرة ويضم الملف 16 دولة تعكس ممارسات وطقوس الحناء في دورة حياة الفرد من الميلاد والزواج وحتى هناك ممارسات علاجية للشعر والقدمين، وهناك دول تقيم لها احتفالات كبيرة».

ونوهت بأن «هذه الدورة حازت ملفاتها على تقدير كبير من منظمة اليونيسكو، فقد امتازت بتقديم عدد كبير من الملفات المشتركة؛ مما يعكس الاحترام المتبادل بين الدول والتعاون بينها، ويعكس كيف يتشارك الناس في تراثهم عبر العالم».

وبخصوص ملف السمسمية الذي تشاركت فيه مصر مع السعودية، قالت نهلة: «هذا الملف استغرق منا العمل لمدة عامين، بقيادة الدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، وتشاركت فيه مصر مع السعودية، وركزنا في مدن القناة؛ السويس والإسماعيلية وبورسعيد، ومدتنا المملكة العربية السعودية بالأماكن الموجودة بها آلة السمسمية وعازفوها، وهي موجودة على البحر الأحمر مثل منطقة ينبع، وقد جاءتنا اقتراحات من اليمن والأردن للانضمام لملف السمسمية، فالملف مرشح لضم دول أخرى، ونحن منفتحون على انضمام كل دولة لملف هذه الآلة لأن هذا يعكس روح اتفاقية اليونيسكو وهو أن تتشارك الشعوب في التراث».

واعتبرت مصر تسجيل الكشري مطلباً شعبياً في مصر؛ لذلك قدمته بشكل منفرد. ومن المقرر التصويت عليه خلال اجتماعات العام المقبل، وفق قولها.

ويعدّ الكشري من الأكلات الشعبية الأكثر انتشاراً في مصر، ويتكون من الأرز والمعكرونة والعدس والبصل والثوم، وتتراوح أسعاره بين 20 و50 جنيهاً (الدولار يساوي 49.94 جنيه مصري)، وترجعه بعض المصادر إلى المصريين القدماء، وكان يسمى «كاشير» بمعنى طعام الآلهة، وكانت مكوناته من القمح والعدس والحمص والبصل، فيما ترجح بعض المصادر انتشاره في مصر خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914.


مقالات ذات صلة

اليونيسكو تعزز دعمها للثقافة في أوكرانيا التي تعاني أهوال الحرب

أوروبا مبنى مسرح الأوبرا في وسط مدينة أوديسا، أوكرانيا، 25 يناير 2023 (رويترز)

اليونيسكو تعزز دعمها للثقافة في أوكرانيا التي تعاني أهوال الحرب

تعزز اليونيسكو دعمها للعاملين في المجال الثقافي بأوكرانيا الذين يشاركون في إعادة إعمار البلاد وسط الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق د. عبد الإله الطخيس يسلّم أوراق اعتماده إلى مديرة المنظمة أودري أزولاي (وفد السعودية لدى اليونسكو)

الطخيس مندوباً دائماً للسعودية لدى «اليونسكو»

قدّم الدكتور عبد الإله الطخيس أوراق اعتماده مندوباً دائماً للسعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى مديرتها العامة أودري أزولاي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
ثقافة وفنون راكان الطوق مترئساً أعمال «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» في الرباط الأربعاء (واس)

السعودية تُقدِّر الجهود الجماعية لترسيخ الثقافة في التنمية المستدامة

قدّرت السعودية جميع الجهود الجماعية في مواصلة الزخم لترسيخ أدوار الثقافة بالتنمية المستدامة مع الحفاظ على القيم المشتركة والاعتزاز بالتراث الثقافي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)

أكثر 3 أمور يتشاجر بشأنها الأزواج... وكيفية التعامل معها

هناك 3 أسباب رئيسية للمشكلات بين الأزواج (أرشيفية - رويترز)
هناك 3 أسباب رئيسية للمشكلات بين الأزواج (أرشيفية - رويترز)
TT

أكثر 3 أمور يتشاجر بشأنها الأزواج... وكيفية التعامل معها

هناك 3 أسباب رئيسية للمشكلات بين الأزواج (أرشيفية - رويترز)
هناك 3 أسباب رئيسية للمشكلات بين الأزواج (أرشيفية - رويترز)

بعد أن أمضى الدكتور جيفري بيرنشتاين، المُدرب النفسي، أكثر من 30 عاماً في تقديم الاستشارات والتدريب للأطفال والمراهقين والأزواج والأسرة ككل، وجد أنه ليست هناك علاقة مثالية.

ووفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي»، المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، يقول بيرنشتاين إن الخلافات بين الأزواج واردة، لكن ما الأسباب الجذرية التي تُؤدي إلى خلافات متكررة بينهما؟

وبينما لكل زوجَيْن أسبابهما الخاصة، تبقى 3 مشكلات رئيسية في الكثير من العلاقات متعلقة بـ«المال، والأعمال المنزلية، واختلاف أهداف الحياة»؛ فكيف نتعامل معها؟ وكيف يمكن حلها؟

مشكلات متعلقة بالمال

ليس سراً أن المشكلات المالية تُسبّب توتراً في العلاقات. وتُظهر الأبحاث أن الضغوط المالية من أهم أسباب الخلاف بين الأزواج. فقد يشعر أحد الطرفَيْن بأنه مسؤول مالياً، في حين يُنفق الآخر بتهور، مما يُؤدي إلى توتر كبير، حيث يشعر أحدهما أن الآخر لا يأخذ مستقبلهما على محمل الجد، في حين يشعر الآخر بالضيق بسبب قلة الإنفاق.

والتعامل المثالي في هذا الوضع ليس تجنّب المشكلة، بل التواصل الصريح والصادق حولها؛ إذ لا بد للزوجَيْن أن يناقشا «قيمهما المالية» مُبكراً وبانتظام، ويتفاهما من أجل وضع «ميزانية تُناسب» الاثنين معاً.

مشكلات الأعمال المنزلية

تُعدّ الأعمال المنزلية من أكثر الأمور التي تُدمّر العلاقات بهدوء، فهي لا تقتصر على غسل الأطباق وترتيب الملابس، بل تشمل الاحترام والإنصاف والشعور بالتقدير. وعندما يشعر أحد الطرفَيْن بأنه يتحمّل العبء الأكبر، يتراكم الاستياء. وتُظهر الدراسات أن عدم المساواة في العمل المنزلي من أكبر أسباب الخلاف في العلاقات الحديثة.

والحل يكمن في عدم ترك الأعمال المنزلية تتراكم، وتحدُّث الطرفَيْن صراحة عن التوقعات والمسؤوليات، وتقاسم الأعباء، وألا ينسى الطرفان تقدير جهود بعضهما.

مشكلات «عدم توافق الأهداف»

مع مرور الوقت، غالباً ما يكتشف الأزواج اختلاف رغبات كل طرف في الحياة عن الطرف الآخر. وقد تؤدي هذه الاختلافات إلى صراعات حادة في الطموحات المهنية، أو الخطط العائلية، أو خيارات نمط الحياة. وقد تصبح العلاقة في مفترق طرق إذا لم يكن الطرفان على وفاق بشأن المستقبل.

ويتطلّب علاج هذا الأمر «نقاشات عميقة» حول ما يريده كل طرف في المستقبل. ولا يعني التنازل دائماً الالتقاء في منتصف الطريق، ولكنه يعني احترام أحلام كل من الزوجَيْن. وفي بعض الأحيان، يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في سد الفجوة وتوجيه الحوار.

ومع أن هذه الخلافات السابقة كلها مشتركة، إلا أن كيفية التعامل معها تُحدث فرقاً كبيراً. فبدلاً من ترك التوتر يتفاقم، تعامل مع المشكلة بتعاطف وصدق واحترام. والعلاقات لا تقوم على تجنّب الخلاف، بل بتعلم كيفية تجاوزه معاً.