غدامس الليبية تودع «قائمة الخطر» وتعود إلى «لائحة التراث العالمي»

خضعت غدامس قديماً لسيطرة الإغريق ثم الرومان إلى أن دخلها الإسلام
خضعت غدامس قديماً لسيطرة الإغريق ثم الرومان إلى أن دخلها الإسلام
TT

غدامس الليبية تودع «قائمة الخطر» وتعود إلى «لائحة التراث العالمي»

خضعت غدامس قديماً لسيطرة الإغريق ثم الرومان إلى أن دخلها الإسلام
خضعت غدامس قديماً لسيطرة الإغريق ثم الرومان إلى أن دخلها الإسلام

بعد 3 أعوام من الإدراج؛ وافقت «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)»، على إخراج موقع «مدينة غدامس القديمة» في ليبيا من «قائمة الخطر»، وإعادته إلى «لائحة التراث العالمي».
وكانت «لجنة التراث» اتخذت قراراً في 14 يوليو (تموز) 2016، بإدراج 5 مواقع ليبية؛ من بينها غدامس التي تشتهر بـ«لؤلؤة الصحراء»، في «قائمة التراث العالمي المعرض للخطر» بسبب الأخطار «الحالية والمحتملة»، التي يسببها الصراع السياسي والعسكري الدائر في البلاد منذ إسقاط حكم العقيد الراحل معمر القذافي.
وتمتاز غدامس؛ القريبة من الحدود الجزائرية، بسمات خاصة في العمارة الرأسية للمنازل شديدة الخصوصية. وصنّفتها «اليونيسكو» مدينةً تاريخيةً ومحميةً، نظراً لما تحتويه من منحوتات قديمة.
ويرى مؤرخون أن غد امس لعبت دوراً تجارياً مهماً بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى بأنها كانت محطة للقوافل، وخضعت المدينة قديماً لسيطرة الإغريق ثم الرومان، إلى أن دخلها الإسلام سنة 44 هجرية على يد الصحابي عقبة بن نافع (رضي الله عنه). واحتلها الإيطاليون عام 1924، وأخضعوها لسلطتهم حتى اندحارهم منها ودخول القوات الفرنسية إليها سنة 1940، وظل الفرنسيون في غدامس حتى 1955. والمواقع الخمسة هي مدن: شحات الأثريّة، ولبدة الكبرى الأثرية، وصبراتة الأثريّة، وجبال أكاكوس الصخرية، بالإضافة إلى غدامس القديمة.
وقالت وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة «الوفاق الوطني» في طرابلس؛ المعترف بها دولياً، إن «لجنة التراث العالمي» وافقت في اجتماعها الـ43 المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان، على مقترح مشروع قرار دفع به ممثل دولة تونس بالاتفاق والتنسيق مع الوفد الليبي بشأن إخراج موقع مدينة غدامس القديمة من «قائمة الخطر» وإعادته إلى «لائحة التراث العالمي».
وأضافت الوزارة في بيان أصدرته، أمس، أن منظمي الاجتماع أثنوا على الجهود الليبية المبذولة لإخراج المواقع الأثرية الخمسة من «قائمة الخطر»، مشيرة إلى أن هذه الموافقة ترجع إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التصحيحية اللازمة لرفع مستوى الحفاظ وتأمين تلك المواقع بما يؤهلها للخروج من «قائمة الخطر».
ولفتت الوزارة إلى أن ذلك سيكون بالتعاون مع «لجنة التراث العالمي» وتحت إشراف خبراء واختصاصيين من اللجنة والـ«إيكوموس»، ودعتها إلى إرسال فريق الرصد التفاعلي للتحقق من تنفيذ الإجراءات التصحيحية وتقديم النصح والإرشادات اللازمة.
ودعت «لجنة التراث العالمي» في الاجتماع الذي حضره الدكتور محمد الشكشوكي رئيس مصلحة الآثار بحكومة «الوفاق»، الدولة الليبية إلى تقديم تقرير عن حالة «الصون والحفاظ» على الموقع ليعرض خلال فعاليات الدورة المقبلة لـ«لجنة التراث العالمي».
واجتمعت إدارة المدينة القديمة منتصف الأسبوع الماضي، لمناقشة خطة الإدارة ووضع الترتيبات اللازمة للبدء في أعمال الصيانة لبعض المواقع المتهالكة بواسطة فرقة الصيانة الطارئة.
ويأمل أثريون ليبيون في أن تعيد «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» جميع المواقع الأثرية إلى «لائحة التراث العالمي».
في سياق قريب، اعتمدت «لجنة التراث في العالم الإسلامي»، «مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية» في طرابلس، بوصفها أحد المواقع المسجلة على قائمتها النهائية للمواقع التراثية الإسلامية، ضمن 10 مواقع تراثية إسلامية أخرى، بحسب وزارة التعليم في حكومة الوفاق.
وقالت وزارة التربية والتعليم في بيان، أمس، إنه بناء على استمارات الترشح التي قدمتها «اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم» عن 6 مواقع ليبية من التراث الإسلامي لتقديمها إلى «لجنة التراث في العالم الإسلامي» في مارس (آذار) الماضي، وافقت اللجنة في اجتماعها الثامن الذي عقدته الـ«إيسيسكو» في المغرب الشهر الماضي، على اعتماد «مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية» في طرابلس بوصفها أحدَ المواقع المسجلة على قائمتها النهائية للمواقع التراثية الإسلامية، ضمن 10 مواقع تراثية إسلامية أخرى.
كما وافقت اللجنة على إدراج 4 مواقع ليبية أخرى في قائمتها التمهيدية للتراث في انتظار استكمال متطلبات الإدراج النهائي، وهي: «جامع مراد آغا» في تاجوراء، و«قصر الحاج» بجبل نفوسة، و«جامع أوجلة»، و«وادي الناموس (موقع طبيعي)»، ضمن 13 موقعاً إسلامياً، واستثني ملف «قلعة مرزق» التاريخية إلى حين استكماله التسجيل.
واعتمدت اللجنة شعار الـ«إيسيسكو» للمواقع التراثية المسجلة في «لائحة التراث الإسلامي»، ومخاطبة الدول الأعضاء لوضعه على المواقع المسجلة، واعتمدت اختيار يوم 25 سبتمبر (أيلول) من كل عام للاحتفال بـ«يوم التراث في العالم الإسلامي»، تزامناً مع تاريخ تأسيس «منظمة التعاون الإسلامي».
يذكر أن «لجنة التراث في العالم الإسلامي» أُنشئت تفعيلاً لقرار المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة الذي انعقد في العاصمة الليبية طرابلس عام 2007 من أجل حماية التراث الإسلامي والمحافظة عليه.


مقالات ذات صلة

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

أعلن وزير الثقافة السعودي عن نجاح المملكة في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».