تاريخ طويل للجدال حول الحجاب في فرنسا

معرض يضم أكثر عن 100 عمل فني لغطاء الرأس ما بين العصور

الحجاب تعبير عن الفخامة في القرن التاسع عشر  -  مارغريت من النمسا أقوى نساء عصر النهضة (غيتي )
الحجاب تعبير عن الفخامة في القرن التاسع عشر - مارغريت من النمسا أقوى نساء عصر النهضة (غيتي )
TT

تاريخ طويل للجدال حول الحجاب في فرنسا

الحجاب تعبير عن الفخامة في القرن التاسع عشر  -  مارغريت من النمسا أقوى نساء عصر النهضة (غيتي )
الحجاب تعبير عن الفخامة في القرن التاسع عشر - مارغريت من النمسا أقوى نساء عصر النهضة (غيتي )

منذ نحو 500 عام، تحديداً عام 1518 أو 1519. جلس الرسام الفلمنكي بيرنارد فان أورلي ليرسم بورتريهاً لمارغريت دوقة سافوي، واحدة من أقوى الشخصيات النسائية في أوروبا خلال عصر النهضة. في سن الـ3. أصبحت ملكة فرنسا. وفي الـ27. أصبحت الحاكمة الوصية على هولندا. ورسم فان أورلي، مارغريت كسياسية صارمة وهادئة في بورتريه يمكن محاكاته لشخصيات مشابهة بمختلف أرجاء أوروبا.
في اللوحة، بدت شفاه مارغريت مزمومة ويداها مستقرة في هدوء وثبات وتبدو عيناها محدقتين في المجهول وكأنها تحلل شيئاً. على رأسها، التف حول رأسها خمار من القماش الأبيض. ويمتد الخمار من فوق رأسها ليغطي أذنيها ورقبتها، في تعبير عن الوفاء لزوجها الراحل، والأهم من ذلك أحقيتها في السلطة السياسية. في الواقع، اعتمدت كامل شرعية حكمها على هذا الحجاب ـ فهو رمز التقوى والقوة، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
واليوم تشهد مدينة بورغ أون بريس التي تضم ضريحاً فخماً لمارغريت، معرضاً بعنوان «محجبة وغير محجبة» والذي يتخذ بضع خطوات إلى الخلف بعيداً عن هوس فرنسا المعاصرة بملابس المسلمات، للنظر في الاستخدامات الكثيرة لغطاء الرأس في الحياة العامة والخاصة. يضم المعرض أكثر عن 100 عمل فني تتنوع ما بين العصور الكلاسيكية القديمة حتى الحاضر. ويكشف المعرض كيف أن للحجاب أغراضاً متنوعة، بل ومتعارضة بعض الأحيان، سواء كانت لإعلان الحداد على وفاة شخص أو إغواء آخر أو حماية الجسد أو إظهار ولاءات المرء.
في الواقع، يمكن أن يكون الحجاب دينياً أو علمانياً، وقد يشكل دليلاً على الهيمنة الذكورية أو مؤشراً على التميز الفردي. الأهم من ذلك أن المعرض يوضح أن الحجاب أبعد ما يكون عن كونه عنصراً أجنبياً مقحماً على الحياة في أوروبا ـ خطأ سقط فيه كتاب بارزون مثل ميشال ويلبك، بجانب مجموعة كبيرة من الشعبويين والمتطرفين والعنصريين. ويكشف المعرض أن الحجاب يعتبر أحد بقايا الفن والأدب في أوروبا وثقافات حوض البحر المتوسط ـ وإعادة اكتشاف مكانته في العصور القديمة والأديان الغربية الثلاث الكبرى ربما يقلل بعض الشيء من التركيز المفرط داخل فرنسا بالحجاب.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 1905، أصبحت فرنسا رسمياً دولة علمانية وحظرت على جميع الموظفين العموميين ارتداء أي قطع واضحة تحمل دلالات دينية. إلا أن الحجاب على وجه الخصوص أثار جدالاً كبيراً في فرنسا منذ عام 1989 عندما جرى حظر ثلاثة أطفال من ارتياد مدرسة إعدادية بسبب رفضهن خلع الحجاب، الأمر الذي أثار شهوراً من الغضب والجدل المحموم. ومررت حكومات فرنسية متعاقبة قوانين بخصوص الحجاب، بينها قانون صدر عام 2004 يحظر الحجاب وآخر عام 2010 يحظر تغطية الوجه بصورة كاملة في الأماكن العامة، بما في ذلك ارتداء النقاب.
وتجدد الجدل هذا الأسبوع خلال موجة الحر التي ضربت فرنسا عندما تحدت مجموعة من السيدات الحظر المفروض على «البوركيني» وارتدينه أثناء الاستحمام في مسبح عام. وعن هذا، قال وزير شؤون المساواة إن «البوركيني» يبعث برسالة مفادها: «غطوا أنفسكن».


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.