أعلن في عدد من الدول العربية والإسلامية أن يوم غد (الثلاثاء) هو أول أيام عيد الفطر المبارك، بينما أعلنت دول أخرى أن الثلاثاء هو المكمل لشهر رمضان الفضيل، وأن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك.
وفي السعودية، قالت المحكمة العليا إنها عقدت جلسة مساء أمس (الاثنين)، وبعد الاطلاع على ما وردها، فإنها تقرر أن اليوم (الثلاثاء) هو يوم عيد الفطر المبارك.
كما أعلنت كل من الكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة ثبوت رؤية هلال العيد، لكن رؤية هلال شوال تعذرت في عدد من الدول الأخرى، من بينها الأردن وفلسطين وإندونيسيا واليابان وأستراليا وماليزيا.
وحدث من حين لآخر أن تختلف بعض الدول العربية فيما بينها حول رؤية الهلال لأي من الشهور الهجرية الجديدة. ويبدأ الشهر الهجري في اللحظة التي يبرز فيها الهلال، بعد مرور القمر إلى جوار الشمس، في أثناء دورته حول الأرض، وذلك لأن القمر عندما يكون مواجهاً للشمس لا يمكن رؤيته في أي حال، لأن نور الشمس سيعمينا، لكن يمكن للفلكيين حساب تلك اللحظة بدقة شديدة.
غير أن دورة القمر تختلف عن الشهر الهجري، فالأولى تتحدد بلحظة اقتران الشمس مع القمر في السماء، أما الأخير فعلامته بروز الهلال بعد لحظة الاقتران.
والعيد إنما سُمّي عيداً لعودته بالفرح في كل عام، وقد تأكدت أهمية العيد في أنه رغم تقادم عهده، فإن قدومه دائماً يجلب الفرح، وكأنه العيد الأول في ثوب جديد. ثم إن من مظاهر العيد أن تغمر المباهج والزينة والنور الأمة الإسلامية، فهو احتفاء بإتمام فريضة الصوم. وأعياد الإسلام ثلاثة، منها الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى.
وتعتبر صلاة العيد في الصباح الباكر إعلاناً للبدء بالاحتفال، وأول مناسبة جماعية لتبادل التهاني، ولقاء الجيران والمعارف، وتتميز صلاة العيد بحرص النساء على حضورها كما الرجال، وعادة ما يتطوع أحدهم لتوزيع التمر أو السكاكر أو الحلويات على المصلين بعد انتهاء الصلاة والخطبة.
والعيد مناسبة اجتماعية مهمة للتقارب بين أفراد العائلة، وإعادة الدفء إلى العلاقات الاجتماعية، وأيضاً للترويح عن النفس، ولذلك عندما تثبت رؤية هلال العيد، يخرج الناس إلى الشوارع، ويتبادل المارة التهاني، وتعلو البسمات الشفاه، ويفرح الأطفال باللعب والسهر، ويسهر الجميع حتى أداء صلاة العيد في المسجد.
ومن مظاهر الفرح بالعيد الحرص على عمل كعك وبسكويت العيد، ويكون ذلك خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث يحمل الأطفال (الصاجات) إلى الأفران، ويتكاثر الناس من أجل إنهاء خبز الكعك قبل أيام العيد، وهي عادة ترجع إلى العصر الفاطمي. فقد كان الخلفاء فور الانتهاء من صلاة العيد، يجلسون في دواوينهم، وتُمد إليهم أطباق الكعك.
وعيد الفطر هو العيد الأول الذي يحتفل به المسلمون بعد شهر رمضان، في أوّل أيّام شهر شوال، وسمّي بعيد الفطر لأّنه يأتي كأوّل يوم يفطر به المسلمون بعد شهر كامل من الصيام والتعبّد، ولذلك أيضاً يعدّ محرماً على المسلمين أن يصوموا فيه، وهو يوم واحد يبدأ بعد إفطار آخر يوم بشهر رمضان، وينتهي بعد آذان المغرب ليوم العيد نفسه، ولا يجوز دفع زكاة عيد الفطر الواجبة على المسلمين كافة بعد يوم عيد الفطر، فهو آخر يوم مسموح به بإخراج الزكاة. وتعتبر أعياد المسلمين طاعة يقوم بها العبد تجاه ربّه، ففيها يتمّ التكبير لله تعالى وذكره والصلاة الجماعية، بالإضافة لتوزيع الزكاة، وتتملك المسلمين فرحة عارمة بنعمة الله عليهم، بعد أن قاموا بإتمام الصيام في شهر رمضان، فيمتلئ العيد بالأجواء الروحانية، والأجواء المباركة والمحبة والود بين الناس كافة، ويتم زرع الفرح في كل بيت، وتذكر الفقراء بالنعم التي أنعمها الله على غيرهم من الناس، وذلك من خلال صدقة الفطر.
وفي أول تهنئة غربية، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير للتسامح مع المسلمين، وأدان كل أنواع الاضطهاد والتمييز، وذلك مع انتهاء شهر رمضان.
وقال في رسالة تحية، أمس (الاثنين)، للمسلمين في ألمانيا بمناسبة عيد الفطر: «لا نرضى بأي كراهية أو إقصاء أو الاشتباه الجماعي ضد المهاجرين المسلمين أو حتى (المسلمين) عامة».
وأشار شتاينماير للحرية الدينية التي يقرها الدستور الألماني، والتي تحظر الإقصاء والتمييز، وقال: «يسرني أن أصبح رمضان وعيد الفطر جزءاً بديهياً من تعايشنا في ألمانيا».
وأكد الرئيس الألماني أن المسلمين الذين يفطرون مع أبناء ديانات أخرى يرسلون «رسالة بالغة الأهمية من أجل التعايش السلمي، ومن أجل التسامح والاحترام في بلدنا»، وقال: «أود أن أشكرهم».
المسلمون يحتفلون بعيد الفطر المبارك اليوم في أجواء روحانية
المسلمون يحتفلون بعيد الفطر المبارك اليوم في أجواء روحانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة