«مهرجان كناوة» في الصويرة... حفلات موسيقية ومنتدى حول «قوة الثقافة»

الدورة الـ22 تكرم راندي ويستون... عاشق المغرب و«كناوة»

يقدم المهرجان فنانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة
يقدم المهرجان فنانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة
TT

«مهرجان كناوة» في الصويرة... حفلات موسيقية ومنتدى حول «قوة الثقافة»

يقدم المهرجان فنانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة
يقدم المهرجان فنانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة

تراهن الدورة الـ22 من «مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة»، التي تحمل عنوان «دعوة للسفر»، على الجرأة والأصالة، مقترحة على جمهورها، على مدى ثلاثة أيام، برنامجاً متنوعاً، يشمل حفلات موسيقية وفقرات أخرى مرافقة؛ أبرزها الدورة الثامنة من «منتدى حقوق الإنسان» في موضوع «قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف».
ويقول المنظمون إن المهرجان، الذي تستعد مدينة الرياح لاستضافة دورة هذه السنة ما بين 20 و23 يونيو (حزيران) المقبل، يقترح فرصة لقاء فنانين بارعين في مختلف الألوان الموسيقية، يحضرون ليثبتوا، مرة أخرى، الروح العالمية للموسيقى. ولكونها اللغة التي يفهمها الجميع، ستعمل الموسيقى على محاورتنا بكل النغمات والأصوات: الكوبية، والطوارق، والتأميلية، و«الجاز»، و«الفلامنكو»، و«الريغي»... وحتماً «التاكناويت»، التي ستكون في قلب هذه الحوارات، هي دائماً جاهزة لرفع التحديات، وللاندماج مع الجميع. وبغض النظر عن سعيه إلى نشر فن «كناوة» العريق، والمفعم بالحياة اليوم أكثر من أي وقت مضى، يقدم المهرجان فنانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة، ليؤكدوا مرة أخرى الطابع الكوني للغة الموسيقى.
ويتضمن برنامج الدورة لحظات قوية بينها حفل «كناوة رومبا كونيكشن» في الافتتاح مع المعلم حسن بوسو (المغرب) وأوسين ديل مونتي (كوبا)، فضلاً عن فقرات بعناوين «مدينة الرياح تستقبل أمراء الصحراء» مع «تيناروين» من مالي، و«المزج في قلب المهرجان... صوت ذهبي وعذب» مع المعلم حميد القصري (المغرب) وسوشيلا رامان (المملكة المتحدة - الهند)، و«سفراء الريكي في الصويرة» مع «ثارد وورلد» من جامايكا، و«أسفار روحانية على مدى 3 ليلات» مع الليلة الرباطية والليلة الصويرية والليلة الشمالية.
كما تخصص الدورة تكريماً للأسطورة راندي ويستون، عاشق المغرب وكناوة، الذي توفي في سبتمبر (أيلول) 2018، والذي استلهم من الجذور الأفريقية للجاز لتطوير وتجديد فنه على الدوام.
وحيث إن «مهرجان كناوة وموسيقى العالم» يمثل فضاء للحرية وتبادل الآراء والخبرات، فإن من المنتظر أن تستضيف الدورة «منتدى حقوق الإنسان»، للسنة الثامنة على التوالي، وذلك بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث سيقوم المتدخلون القادمون من مختلف الآفاق بتبادل خبراتهم وأفكارهم ورؤاهم وآمالهم حول موضوع «قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف»، في «عالم يغوص أكثر فأكثر في مستنقع العنف: عنف في الأفعال، ولكن في الخطاب كذلك حتى بين الدول في بعض الأحيان. كما زادت الشبكات الاجتماعية من حدة هذا العنف وعمقه السباق المحموم للقنوات الإخبارية والصانعين الجدد للإعلام».
وكتبت نايلة التازي عبدي، منتجة التظاهرة، إن المهرجان «يعتبر مدعاة للفخر بالنسبة إلى المغرب والمشهد الثقافي الوطني، وبالنسبة إلى الصويرة وكناوة وفريقنا والشركاء الذين يدعموننا».
ورأت التازي أن «22 عاماً تؤكد أهمية وملاءمة مشروعنا الثقافي. كفاح طويل من أجل الاعتراف بموسيقى خضعت للتهميش فترة طويلة، لكنها لامست القلوب وجذبت الزوار من جميع أنحاء العالم. ويشهد هذا الامتداد والحيوية على ترسيخ المهرجان بقوة في ثقافته وثقافة (كناوة) ومدينتها الصويرة وقارتها أفريقيا».
وأكدت التازي أن «المهرجان كشف عن ثراء الثقافة الشعبية، وأكد من جديد جذورنا الأفريقية من خلال ثقافة متغلغلة في جنوب الصحراء. كما أبان عن وجه جديد للشباب المغربي، باعتباره شباباً حراً، مبدعاً، متطوعاً، ومتعطشاً للفن والعالمية، حيث يصر عاماً بعد آخر على إظهار تمسكه بهذا الحدث الثقافي الفريد».
وزادت التازي أن المهرجان أظهر «تأثير الفن في مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسمح بظهور وجهة الصويرة، كعلامة عالمية. ومع مرور الوقت والدورات، أصبح (كناوة) سفراء حقيقيين للمغرب، إذ يسافرون كل عام إلى وجهات مثل نيويورك وواشنطن ولوس أنجليس ولندن وباريس وبروكسل وبرلين وأبيدجان وأستراليا. ومع مرور الوقت أيضاً، أصبح مهرجان (كناوة) وموسيقى العالم بمثابة ملحمة أسطورية تبناها الملايين من المغاربة الفخورون بها».
وأشارت التازي إلى أن دورة هذه السنة تكتسي أهمية خاصة، لأنها «ستغلق قوساً وتفتح آخر جديداً. ففي غضون بضعة أشهر، وبالضبط في ديسمبر (كانون الأول) 2019، ستقرر اللجنة الحكومية الدولية التابعة لـ(اليونيسكو) في الطلب المقدم من طرف المغرب لإدراج فن (كناوة) في قائمة التراث الشفهي وغير المادي للبشرية».
وختمت التازي كلمتها التقديمية بالقول: «خلال عقدين من الزمن، جَعَلَنا (كناوة) شهوداً على مغامرة إنسانية وفنية مدهشة، لقد غدت مغامرة أقلية كانت موجودة سابقاً في الشارع، ظاهرة موسيقية حقيقية معترف بها دولياً».


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
رياضة سعودية السباق سيقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات (واس)

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

تشهد سباقات الهجن على «ميدان الملك عبد العزيز» بالصياهد في الرياض، الجمعة المقبل، ماراثوناً نسائياً يُقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.