عمران خان: هجوم غوادر يستهدف ازدهار البلاد

«جيش تحرير بلوشستان» تبنى العملية التي أودت بـ5 أشخاص

عمران خان: هجوم غوادر يستهدف ازدهار البلاد
TT

عمران خان: هجوم غوادر يستهدف ازدهار البلاد

عمران خان: هجوم غوادر يستهدف ازدهار البلاد

اعتبر رئيس وزراء باكستان عمران خان، أمس، أن هجوم السبت على فندق فخم في غوادر؛ حيث أقامت الصين مرفأ في سياق خطة استثمارات ثنائية واسعة النطاق، يهدف إلى «تقويض المشروعات الاقتصادية والازدهار» في هذا البلد.
وأكّد الجيش الباكستاني في بيان بعد ظهر أمس، مقتل خمسة أشخاص، عسكري وأربعة من موظفي الفندق، في الهجوم، وإصابة ستة آخرين، هم أربعة عسكريين، واثنان من موظفي الفندق. وأضاف البيان أن «ثلاثة من الإرهابيين قُتلوا» أيضاً.
وأعلن الجيش الباكستاني، السبت، مقتل حارس قاوم «ثلاثة إرهابيين» أرادوا «اقتحام مدخل فندق (بيرل كونتيننتال)» في غوادر بجنوب غربي البلاد، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. كذلك، أشار شرطي في المدينة يدعى محمد إسلام إلى سقوط ثلاثة جرحى، جميعهم موظفون في الفندق.
وتبنّت جماعة انفصالية هي «جيش تحرير بلوشستان» الهجوم، على «تويتر». وهذه الجماعة هي واحدة من جماعات انفصالية عرقية وطائفية تتقاتل في هذا الإقليم، الذي يهزه العنف الانفصالي منذ سنوات، ويشهد أكبر قدر من الاضطرابات في باكستان.
وقال عمران خان في بيان، إن «مثل هذه المحاولات، وخصوصاً في بلوشستان، هي مسعى لتقويض مشروعاتنا الاقتصادية وازدهارنا»، موجهاً تحية إلى «القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن».
كما حيّت السفارة الصينية في إسلام آباد «العمل البطولي» الذي قامت به قوات الأمن الباكستانية، في بيان منفصل نددت فيه «بشدة» بالهجوم.
واستهدفت العملية موقعاً رمزياً، هو الفندق الفخم الوحيد في غوادر، الذي تنزل فيه وفود رجال الأعمال الباكستانيين والأجانب، وكذلك الوفود الدبلوماسية.
ويشرف الفندق على مرفأ غوادر التي كانت سابقاً قرية صغيرة لصيد الأسماك، والتي تستقبل الآن برنامج الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني في محافظة بلوشستان.
وإقليم بلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران، هو أفقر أقاليم باكستان الأربعة، رغم أنه يضم حقولاً من المحروقات والمعادن.
ويهدف المشروع الصيني الذي يشكّل جزءاً من خطة «طرق الحرير الجديدة»، إلى ربط إقليم شينجيانغ في غرب الصين بمرفأ غوادر، ومن المقرر في هذا السياق إقامة كثير من البنى التحتية من طرق عامة ومحطات كهرباء ومستشفيات وغيرها.
وسيعطي «الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان» بكين منفذاً مباشراً لمنتجاتها إلى بحر العرب. لكن هذا المشروع يشكل تحدياً هائلاً لباكستان، ولا سيما على الصعيد الأمني، إذ يمر عبر ولايات تنشط فيها مجموعات مسلحة، وخصوصاً في بلوشستان.
واستهدفت حركة «جيش تحرير بلوشستان» عمالاً صينيين وباكستانيين أكثر من مرة؛ خصوصاً في هجوم على القنصلية الصينية في كراتشي في وضح النهار، قتل فيه أربعة أشخاص في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي. ووصفت الحركة حينها الصين بـ«الظالمة».
واستهدفت قوات الأمن الباكستانية متمردين في الإقليم منذ عام 2004، واتّهمت مراراً من قبل المجموعات الحقوقية الدولية بارتكاب انتهاكات في المنطقة، وهو أمر ينفيه الجيش. ويأتي هجوم السبت بعد ثلاثة أسابيع من استهداف مسلحين انفصاليين قوات بحرية وأمنية، ما أسفر عن مقتل 14 منهم، بعدما أجبروا على الترجل من الحافلات التي كانوا يستقلونها في بلوشستان، التي تقع على الحدود مع أفغانستان وإيران.
وفي وقتٍ سابق هذا الأسبوع، قتل 12 شخصاً على الأقل في مدينة لاهور شرق باكستان، بهجوم انتحاري تبنته «طالبان» الباكستانية، استهدف أحد أقدم وأشهر المزارات الصوفية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».