إنها ليست مسرحية من النوع التقليدي، بل مغامرة مفتوحة وافقت النجمة الفرنسية إيزابيل أدجاني على خوضها بالاشتراك مع اثنين من الممثلين هما مورغان لويد وفريديريك بيرو. إنها تؤدي في المسرحية دور ممثلة، ويؤدي الآخران دور المؤلف والمخرج. أما المخرج الحقيقي للعرض فهو سيريل تيست، وقد استوحى خطوطه الرئيسية من فيلم للمخرج الأميركي الراحل جون كاسافيتس، عنوانه «ليلة الافتتاح».
يوم الجمعة الماضي، قبل يوم من العرض الرسمي المقرر على مسرح «بوف دو نور» في باريس، سمح المخرج لمن يرغب من الجمهور بالحضور مجاناً لمشاهدة التدريبات النهائية. كان المسرح أشبه بورشة فنية مفتوحة يتابع فيها المتفرجون الذين غصت بهم القاعة حركات الممثلين وأخطاءهم وتعثرهم في إلقاء بعض الجمل. أما في العرض الرسمي الذي بدأ السبت الماضي فكان الانضباط كاملاً والمقاعد محجوزة مسبقاً بالكامل.
يتناول العرض حبكة مشوقة عن ممثلة مسرحية معروفة تخرج بعد التدريبات الأخيرة وتكون شاهدة على مصرع إحدى المعجبات التي جاءت لتراها من بعيد. تنسى المعجبة نفسها وتركض لتتبع نجمتها المفضلة فتدهسها سيارة. ويزداد توتر الممثلة حين يكون عليها أن تؤدي في المسرحية الجديدة دور امرأة يغادرها شبابها ويذوي جمالها. لكنها مسكونة بالقلق والشكوك وما زالت تحت صدمة الحادث الذي وقع أمام عينيها. وتلجأ إلى الكحول لطرد شبح المعجبة القتيلة، وتكاد تعجز عن الصعود إلى الخشبة في ليلة الافتتاح. ثم تستجمع قواها وتواجه الجمهور وهي شبه منهارة وتقدم واحداً من أفضل أدوار عمرها.
سبق لأدجاني أن قدمت هذه المسرحية في عرض واحد جرى في الربيع في مدينة نامور البلجيكية. لكن العرض الباريسي جاء ليحمل بعض التغييرات. وكانت حاضرة في الصالة الممثلة الشابة زوي أدجاني، ابنة شقيق البطلة. وهي التي ظهرت ظهوراً خاطفاً في دور المعجبة التي تصدمها السيارة. أما الجمهور فقد دعي للمشاركة فيما بدا وكأنه عرض تجريبي لمسرحية قيد التحضير، إذ كان عمال الإضاءة يتدخلون لتوجيه المصابيح الكاشفة، كما تأتي خبيرة الماكياج لتقوم بواجبها وتخطيط عيني البطلة بقلم الكحل، دون أن يكون هناك حاجز بين مكان العرض والكواليس. وهو ما أضاف شيئا من الفكاهة إلى النص الدرامي المتوتر.
على الخشبة القريبة من مقاعد الجمهور، تتحرك إيزابيل أدجاني مثل أيقونة تعرف تأثير شهرتها على المتفرجين. لذلك فإن كل نظرة وكل لفتة محسوبة ومدروسة وليس هناك ما يفلت من السيطرة. لقد رسم لها المخرج كل تفاصيل تنقلاتها التي من المفترض أن تبدو ارتجالية وعفوية. كما أنها تجيد التمثيل بصوتها ذي النبرة الغنائية الساحرة. ومقابل ذلك العرض الفاتن تصاعد تصفيق الجمهور الذي يحتفظ لها بتقدير خاص لأنها فنانة ملتزمة، كثيراً ما كرست شهرتها لخدمة قضايا إنسانية عامة. يستمر العرض حتى 26 من الشهر الحالي.
إيزابيل أدجاني على المسرح في «ليلة الافتتاح»
نقلاً عن فيلم بالعنوان نفسه للمخرج الأميركي جون كاسافيتس
إيزابيل أدجاني على المسرح في «ليلة الافتتاح»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة