البرازيل تأمل جني 250 مليار دولار من «مزادات نفطية» خلال 30 عاماً

TT

البرازيل تأمل جني 250 مليار دولار من «مزادات نفطية» خلال 30 عاماً

أعلنت وزارة الطاقة البرازيلية، أول من أمس، أن البرازيل تتوقع جني نحو ألف مليار ريال برازيلي (نحو 250 مليار دولار) خلال 30 عاماً من الشركات التي ستفوز بمزادات لاستغلال 4 حقول نفطية بحرية ستجري في أكتوبر (تشرين الأول).
وقال وزير التعدين والطاقة، الأميرال بنتو البوكيركي، في مقابلة مع صحيفة «أو غلوبو»، نشرت السبت، إن «ذلك يمثّل ألف مليار ريال على 30 عاماً. هذا مال كثير، وسيكون له أثر تراكمي».
والمزادات النفطية التي ستجري في 28 أكتوبر ستكون الأهم بتاريخ البرازيل. وتأمل الحكومة جني 106 مليارات ريال (27 مليار دولار) عند منحها حقوق تنقيب في الحقول البحرية في أباتو وبوزيوس وإيتابو وسيبيا، وستضاف إليها مبالغ الرسوم التي على الشركات الفائزة بالمزادات دفعها.
والنفط البحري بات مطلوباً بشدة، وينقب عنه في مناطق بحرية غنية شديدة العمق، وتحت غطاء سميك من الملح. وحققت المزادات الأخيرة على حقول النفط في سبتمبر (أيلول) 2018 أرباحاً بقيمة 1.7 مليار دولار للبرازيل.
وبعد مزاد أكتوبر، من المقرر إجراء مزادات مماثلة أخرى ما يعني رسوماً هائلة إضافية، وهي فرص مرحب بها بشدة في البرازيل التي عرفت كساداً بين عامي 2015 و2016، وتريد إعادة إحياء اقتصادها الذي لم ينمُ أكثر من 1.1 في المائة خلال 2018.
وتأتي الإيرادات المتوقعة من النشاط النفطي، مع إعلان البلاد قبل أيام عن تسجيل أكبر فائض تجاري شهري هذا العام خلال أبريل (نيسان)، الذي بلغ 6.06 مليار دولار. وجاء الفائض نتيجة صادرات قيمتها الإجمالية 19.69 مليار دولار، وواردات بلغت 13.63 مليار دولار. ومقارنة مع أبريل من العام الماضي، ارتفع الفائض التجاري للبرازيل 2.3 في المائة. وبلغ مجمل الفائض التجاري في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 16.58 مليار دولار، بانخفاض قدره 8.7 في المائة من 18.165 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي الـ12 شهراً حتى أبريل، بلغ الفائض التجاري للبرازيل 57.07 مليار دولار بانخفاض قدره 10.5 في المائة من فائض بلغ 63.79 مليار دولار في الـ12 شهراً حتى أبريل العام الماضي.
وفي مارس (آذار)، خفض البنك المركزي البرازيلي توقعاته للنمو لعام 2019 إلى 2.0 في المائة من 2.4 في المائة، مشيراً إلى أن صافي التجارة من المتوقع أن يقتطع 0.2 نقطة مئوية من إجمالي النمو.



تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
TT

تحسن نشاط الأعمال في منطقة اليورو

منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)
منظر جوي لنهر السين وأفق منطقة لا ديفانس المالية والتجارية بالقرب من باريس (رويترز)

شهد نشاط الأعمال في منطقة اليورو تحسناً ملحوظاً هذا الشهر، فقد عاد قطاع الخدمات المهيمن إلى النمو، مما ساهم في تعويض الانكماش المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي» لمنطقة اليورو، الذي تُعِدّه «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 49.5 في ديسمبر (كانون الأول) الحالي من 48.3 في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رغم أنه بقي دون مستوى الـ50 الذي يفصل بين النمو والانكماش. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع انخفاضاً إلى 48.2.

وقال سايروس دي لا روبيا، كبير خبراء الاقتصاد في بنك «هامبورغ التجاري»: «نهاية العام جاءت أكثر تفاؤلاً مما كان متوقعاً بشكل عام. عاد نشاط قطاع الخدمات إلى منطقة النمو، مع تسارع ملحوظ في التوسع، مشابه للتوسع الذي شهدناه في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين».

وارتفع مؤشر قطاع الخدمات إلى 51.4 من 49.5، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى استقرار الوضع عند مستويات نوفمبر الماضي. ومع ذلك، فقد أظهرت البيانات أن الشركات لا تتوقع تحسناً سريعاً في النشاط؛ إذ حافظت على استقرار أعداد الموظفين بشكل عام، فقد تراجع مؤشر التوظيف في قطاع الخدمات إلى 50.1 من 51.0.

في المقابل، استقر مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع، الذي ظل دون 50 منذ منتصف عام 2022، عند 45.2 في نوفمبر، وهو أقل بقليل من توقعات الاستطلاع البالغة 45.3. كما تراجع مؤشر الناتج، الذي يغذي «مؤشر مديري المشتريات المركب»، إلى 44.5 من 45.1.

وأضاف دي لا روبيا: «لا يزال الوضع في قطاع التصنيع متدهوراً، فقد انخفض الناتج بوتيرة أسرع في ديسمبر الحالي مقارنة بأي وقت سابق من هذا العام، كما تراجعت الطلبات الواردة أيضاً».

وفي إشارة إلى استمرار تدهور الوضع، تواصل تراجع الطلب على السلع المصنعة في منطقة اليورو، فقد انخفض مؤشر الطلبات الجديدة إلى 43.0 من 43.4.

ومع ذلك، أظهرت البيانات تحسناً في التفاؤل العام، حيث ارتفع «مؤشر التوقعات المستقبلية المركب» إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر، مسجلاً 57.8 مقارنة بـ56.1 في الشهر السابق.

وفي فرنسا، انكمش قطاع الخدمات بشكل أكبر في ديسمبر، رغم تباطؤ وتيرة الانكماش، وفقاً لمسح تجاري أجرته «ستاندرد آند بورز غلوبال». وارتفع «مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات» التابع لمؤسسة «إتش سي أو بي» إلى 48.2 في ديسمبر من 46.9 في نوفمبر الذي سبقه، متجاوزاً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 46.7.

كما شهد القطاع الخاص الفرنسي الأوسع تحسناً طفيفاً، حيث ارتفع «مؤشر الناتج المركب لقطاع إدارة المشتريات» إلى 46.7 من 45.9، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 45.9. ومع ذلك، تراجع نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 55 شهراً عند 39.6 مقارنة بـ41.1 في الشهر السابق.

وفي هذا السياق، قال طارق كمال شودري، الخبير الاقتصادي في بنك «هامبورغ التجاري»: «يظل قطاع الخدمات في حالة من الغموض، وباستثناء مدة قصيرة خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، فقد واجه مقدمو الخدمات صعوبة في تحقيق زخم للنمو».

وأشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن عدم الاستقرار السياسي، وضعف ظروف الطلب، كانا من أبرز التحديات التي ساهمت في انخفاض حاد بالتوظيف. وبيّن الاستطلاع أنه رغم التحسن الطفيف في ثقة الأعمال، فإن التوقعات لا تزال ضعيفة في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي.

أما في ألمانيا، فقد تراجع التباطؤ الاقتصادي بشكل طفيف في ديسمبر، لكن نشاط الأعمال ظل في حالة انكماش للشهر السادس على التوالي. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات الألماني المركب»، الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 47.8 من 47.2 في نوفمبر، رغم أنه ظل في منطقة الانكماش. وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة تبلغ 47.8.

كما ارتفع مؤشر نشاط الأعمال لقطاع الخدمات في ألمانيا إلى 51 خلال ديسمبر من 49.3 في نوفمبر، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 49.4. وفي هذا السياق، قال دي لا روبيا: «يمثل هذا التحسن في قطاع الخدمات توازناً جيداً مع تراجع الناتج الصناعي السريع، مما يبعث بعض الأمل في أن الناتج المحلي الإجمالي قد لا يكون قد انكمش في الربع الأخير من العام».

وكانت ألمانيا قد تفادت الركود الفني في الربع الثالث، لكن الحكومة تتوقع انكماش الناتج بنسبة 0.2 في المائة عام 2024 عموماً، مما يجعلها متخلفة عن بقية الاقتصادات العالمية الكبرى. وعانى الاقتصاد الألماني من تأثيرات ازدياد المنافسة من الخارج وضعف الطلب وتباطؤ الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الخلاف حول الموازنة إلى إسقاط الائتلاف الثلاثي في البلاد، مما ترك أكبر اقتصاد في أوروبا في حالة من الغموض السياسي حتى الانتخابات المبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وقال دي لا روبيا: «لم يقدم قطاع التصنيع أي مفاجآت إيجابية في العطلات. هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى الأخبار السلبية المستمرة حول الشركات التي تخطط لإعادة الهيكلة».

كما تدهور مؤشر التصنيع قليلاً، حيث انخفض إلى 42.5 من 43 في الشهر السابق، وظل بعيداً عن مستوى النمو. وكان المحللون يتوقعون زيادة طفيفة إلى 43.3.