يمتلك شهر رمضان مذاقا خاصا في مختلف دول العالم، فلكل دولة عاداتها وتقاليدها خلال هذا الشهر الكريم، والتي تعطيه طابعا خاصا لدى سكان هذه البلاد.
وفيما يلي، نستعرض أشهر وأهم العادات والتقاليد في بعض دول شمال أفريقيا خلال الشهر الكريم.
ففي مصر، تسيطر بعض العادات على البيوت المصرية في الشهر الكريم، فيكثر المصريون من عزومات الأهل والأصدقاء إلى الموائد الرمضانية في البيوت، وعادة ما يكون التجمع في بيت العائلة، وفي الغالب يبدأ المصريون الإفطار بمشروب مثل الخشاف أو العرقسوس أو الكركديه أو قمر الدين، وبعد ذلك يقومون بتناول الإفطار، ومن أشهر الأطعمة على الموائد الرمضانية المصرية هي الملوخية والحساء والبامية، والمعكرونة، وتزدان المائدة بالسلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار، ومحشي ورق عنب، والدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة.
وتتميز مصر أيضا بموائد الرحمن التي يقيمها الأغنياء في مختلف شوارع الدولة، ويجلس عليها الفقير والمسافر والذي لم تسعفه العودة إلى البيت لتناول الإفطار.
وبعد الإفطار، يتناول المصريون الحلوى التي عادة ما تكون الكنافة أو البقلاوة والقطايف والياميش، ثم يتجه المصريون لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد، حيث تمتلئ عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمرية، وللنساء نصيب في هذا الميدان، فلقد خصصت كثير من المساجد قسمًا خاصا للنساء.
أما في المغرب، فيظل حساء «الحريرة» هي الأكلة المفضلة لدى جميع المغاربة، وهي خليط من القطنيات والدقيق والأرز وبعض الخضار.
وعقب عودة الصائمين من أداء صلاة التراويح في المساجد العامرة، والاستماع بعدها إلى قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية فإنهم يسارعون إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث، واحتساء «الشاي المغربي» كأهم عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة، كما يتناولون الحلوى الرمضانية المعروفة، وأشهرها «الشباكية»، والتي لا يخلو منها منزل، هذا إضافة إلى كعب الغزال، ويُشبه القطايف، والغريبة، والملوي، وبغرير، والقريشلة.
وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك على ما يسمى (الدروس الحسنية الرمضانية) وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور كوكبة من العلماء والدعاة، وتقوم وزارة الأوقاف بطباعة هذه الدروس وتوزيعها إتماما للفائدة.
أما الجزائر، فمثلها مثل المغرب، يحرص سكانها على تناول حساء الحريرة التي تجدها على كل مائدة جزائرية.
وبالإضافة إلى ذلك، يتناول الجزائريون الأرز أو المعكرونة واللحم الحلو، والبوريك، وسلطة الكبدة وتسمى الهريسة، وهناك طبق العجيجات، أو المعقودة، وطبق السفيرية.
ويتناول الصائمون الحلويات ومنها القطائف والكنافة، وحلوى قالب اللوز، والجريويش، والقصمة. وتصنع النسوة ثلاثة أنواع من الخبز طوال أيام رمضان ومنها خبز الدار والمطلوع والفطير.
وبسبب اتساع رقعة الجزائر، والتباعد بين أطرافها، فإن الإعلام بوقت المغرب يتخذ أشكالاً متعددة، إذ لم يعد يكفي الأذان من فوق منارات المساجد، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب، بل لجأ الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام بدخول وقت الإفطار، وذلك بالنفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى، وإذا صادف وجود مبنى قديم مرتفع فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين، بل إن الكثير من أهل الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس.
أما تونس، فيقام في العاصمة خلال شهر رمضان مهرجان المدينة الذي يقدم فيه المنشدون المحليون والعرب ألوانًا من الغناء والتواشيح والمعزوفات التي يقبل عليها الجمهور من كل مكان، كما تنظم السلطات التونسية ما يزيد على الـ400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم في كافة مساجد البلاد، وتشهد أعرق الجوامع في البلاد، على غرار جامع الزيتونة بالعاصمة، وجامع عقبة بن نافع بالقيروان، احتفالات دينية خاصة طوال شهر رمضان، وتتحول إلى قبلة لآلاف الزوار من دول عربية وإسلامية، لا سيما في الأيام العشر الأخيرة من الشهر، وليلة 27 التي تختم فيها تلاوة القرآن.
ويتزاور التونسيون فيما بينهم، ويدعو أحدهم الآخر لتناول طعام الفطور في بيته، ويبدأ فطورهم بتناول التمر مع خلطة الزبدة أو اللوز، واحتساء الشوربة.
ومن أشهر الأكلات على المائدة الرمضانية التونسية: الحلالم الحالية، والحوت المحشي والمعقودة، والبريك، والكسكسي، والنواصر، والمرقاز المشوي.
أبرز العادات الرمضانية في شمال أفريقيا في 3 دقائق
حريرة وملوخية وهريسة وكسكسي وحوت محشي
أبرز العادات الرمضانية في شمال أفريقيا في 3 دقائق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة