اتفاق كردي على جبهة موحدة دفاعاً عن «شعوب إيران»

TT

اتفاق كردي على جبهة موحدة دفاعاً عن «شعوب إيران»

أخيراً وبعد عام كامل من المشاورات والسجالات والاجتماعات، بلورت أربعة من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة التي تتخذ من إقليم كردستان العراق قواعد لها، صيغة للعمل الجبهوي فيما بينها، سُميت «مركز التعاون والتنسيق المشترك بين قوى المعارضة الكردية الرئيسة»، والمتمثلة في جناحي الحزب الديمقراطي بزعامة كل من مصطفى هجري، ومصطفى مولودي، وجناحي حزب الكوملة بزعامة كلٍّ من عمر أليخانزاده وعبد الله مهتدي.
وحسب قادة هذه الأقطاب، فإن الجبهة أو المركز في صيغته النهائية، يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق السياسي والعسكري والدبلوماسي بين تلك الأحزاب، استعداداً لما تصفه بالتحولات المرتقبة في إيران والمنطقة، وتعزيز الوجود العسكري فيما بينها في عمق المناطق الكردية في إيران.
ويقول عمر أليخانزاده، زعيم «كوملة كادحي كردستان»، إن «الأحزاب المنضوية في هذا المركز الذي اتفقنا على تشكيله قبل عام، وضعت خلافاتها الفكرية والسياسية جانباً، ووحّدت مواقفها ضد نظام طهران»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «اتفقنا مبدئياً على عدة محاور أبرزها علاقات أحزابنا مع بقية قوى المعارضة الإيرانية، وعلاقتنا مع سائر القوى الكردية في أجزاء كردستان الأخرى، إضافة إلى تعزيز جهودنا الدبلوماسية مع الأوساط السياسية ومراكز القرار في العالم، بموازاة تكثيف التعاون العسكري فيما بيننا، وفق خطة تقوم على أساس أجندة مشتركة ترسم ملامح هذا التعاون، قبل زوال النظام الحالي في طهران وما بعد ذلك».
وتابع أليخانزاده، الذي يرأس حزبه الدورة الأولى للمركز المذكور: «هناك أمور مهمة اتفقنا جميعاً بشأنها، ولكن نتحفظ عليها نظراً لحساسيتها، لكنّ جوهرها يتمثل في توحيد كلمتنا الداعية إلى إسقاط النظام الذي لا ينفع معه لا الحوار ولا التفاهم كونه عدواً للشعوب».
ويقول زعماء هذه الجبهة السياسية العسكرية الكردية، إنهم «شكّلوا مع ستة أقطاب أخرى في المعارضة الإيرانية التي تمثل مختلف الشعوب الإيرانية من عرب وبلوش وتركمان وآذريين وفرس، إطاراً موحداً للعمل الجبهوي، على أساس الدفاع عن حقوق الشعوب الإيرانية، وإقامة نظام متحضر ومنصف في البلاد مستقبلاً، يضمن للجميع حقوقه في إطار اتحادي، ويؤكدون أن معظم قوى المعارضة غير الكردية أقرت بالحقوق القومية للكرد، في مرحلة ما بعد النظام الراهن، وما زال الحوار مستمراً مع البقية بهذا الاتجاه».
ويتزامن انبثاق هذه الجبهة في صيغته الراهنة، مع دخول العقوبات الأميركية ضد طهران حيز التطبيق العملي، حيث يشير أليخانزاده إلى أن تلك العقوبات ستفاقم من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أصلاً في إيران خصوصاً في المناطق الكردية، وستنخر كيان النظام في الصميم، لا سيما في ظل استفحال الفساد المالي والإداري الذي أصاب المؤسسات الرسمية بشلل وتفسخ، لكنه يجزم بأنها ليست كافية للإطاحة بالنظام، داعياً القوى العظمى والدول المناوئة للنظام إلى دعم أطراف المعارضة، التي تعمل بفاعلية في الأوساط الشعبية للتعبئة الجماهيرية ضد النظام، بغية إحداث التغيير من الداخل عبر ثورة شعبية عارمة.
ويجزم أليخانزاده بأن النظام الإيراني أنشأ قواعد عسكرية عديدة داخل أراضي إقليم كردستان العراق، وبعمق نحو 20 كلم، في محاولة لكبح تحركات قوات المعارضة في المناطق الكردية الحدودية، مؤكداً أن العقوبات ستقضي على ما تبقى من قدرات النظام العسكرية، التي وصفها بأنها مجرد نمر من ورق.
بينما يرى محمد صالح قادري، رئيس دائرة العلاقات الكردية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا)، أن قيادة الجبهة المشتركة اتخذت قراراً يقضي للمرة الأولى في تاريخها بالقيام بأنشطة مشتركة داخل إيران، متى سنحت الفرصة بذلك.
وأضاف قادري لـ«الشرق الأوسط» قررت المعارضة اعتبار تاريخ 28 من شهر كلاويز الكردي، وهو اليوم الذي أصدر فيه الخميني فتواه المشؤومة بالجهاد ضد الشعب الكردي في إيران، يوماً للمقاومة الكردية، ومناسبة لتحقيق التعاون والانسجام بين القوى الكردية.
ويجزم قادة الأطراف الكردية بأنهم مستعدون للإسهام في أي جهد إقليمي ودولي يهدف إلى الإطاحة بالنظام الحالي.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.