انطلاقاً من رؤية مستقبلية للذكاء الاصطناعي وتحكمه بأمور حياتية كثيرة، تدور أحداث الفيلم المصري «استنساخ» الذي يُعيد بطله سامح حسين إلى صالات العرض، منافساً في شباك التذاكر بتجربة يتعاون فيها مع المخرج عبد الرحمن محمد الذي يخوض تجربته الإخراجية الأولى بجانب كتابته قصة الفيلم.
وعبر شخصية رئيس مجلس إدارة شركة مسؤولة عن بيانات الذكاء الاصطناعي، يقدم سامح حسين شخصية «يونس العربي» الذي يدخل في مواقف شديدة التعقيد بسبب استنساخ السيدة التي أحبها ولم تبادله الحب نفسه لأنها متزوجة، مستفيداً من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط سيطرة التكنولوجيا على تفاصيل مجريات الحياة اليومية بصورة كبيرة.
وعلى مدار نحو 90 دقيقة نُشاهد طبيعة علاقة «يونس» مع المحيطين به بداية من حياته العائلية التي تشهد اضطرابات، مروراً بعمله في الشركة وصولاً إلى الحب المستحيل الذي يحاول استنساخه وطريقة تعامله مع المواقف التي يتعرض لها في مغامرته الاستثنائية.
الفيلم الذي تشارك في بطولته هبة مجدي، وهاجر الشرنوبي، ومحمد عز، وأحمد السلكاوي، وأحمد صيام، حقق إيرادات في الصالات المصرية اقتربت من 2.5 مليون جنيه (الدولار يعادل 50.90 في البنوك) خلال أسبوعين من العرض، حسب بيانات شركات التوزيع، ليحل في المركز قبل الأخير من بين 5 أفلام مصرية معروضة راهناً.
وقال مخرج الفيلم عبد الرحمن محمد إن «فكرة العمل بدأت من أزمة جرى تداولها إعلامياً استُخدم فيها صوت الفنان عمرو دياب لأغنيات لم يُقدِّمها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت بعدها بالتفكير في توسيع الموضوع وطرحه بعمل سينمائي»، متسائلاً عما إذ كان هناك معادل في الذكاء الاصطناعي لكل فرد حقيقي وارتكب هذا المعادل الذكي جريمة مَن سيُحاسب عليها، وهي التيمة التي يُركز عليها الفيلم، معتمداً ليس فقط على الأزمة التي حدثت للمطرب المصري، ولكن أيضاً لتصريحات حملت رؤى مستقبلية لمهام الذكاء الاصطناعي من شخصيات عدة».
وأوضح أنه حرص خلال العمل على الفيلم في التعمُّق بتفاصيل عدّة خاصة بتطورات الذكاء الاصطناعي وما تعمل عليه الشركات من تطورات مستمرة للمهام التي تُنفَّذ بهذه التقنية، وغيرها من الأمور التي حملت رؤى استشرافية واضحة، مشيراً إلى أن الشركة المنتجة كانت في البداية ترغب في تقديم الفيلم بوجوه جديدة، لكنه تمسَّك باختياره لبطلَي العمل، سامح حسين وهبه مجدي، بوصفهما الأنسب للدور.
وأكد أنه خاض رهاناً مع الشركة على تقديم سامح حسين بشكل مختلف عن الإطار الكوميدي المشهور بتقديمه في أعماله السينمائية والدرامية، وهو أمر عدّه بعضهم مجازفة، بيد أن ثقة المخرج بقدراته ممثلاً جعلته يشعر بالاطمئنان، على حد تعبيره.
لكن الناقد المصري طارق الشناوي وصف الفيلم بـ«المتواضع من ناحية الفكرة وطريقة التنفيذ»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «على الرغم من اختيارات الأدوار الموفقة للمخرج فإن العمل لم تتوفر فيه عناصر الإبداع من الناحية الفنية».
وأضاف أن «هذا الأمر هو أحد أسباب عدم تحقيق العمل إيرادات في شباك التذاكر»، لافتاً إلى أن «العمل حمل فكرة كان يمكن تقديمها بشكل أفضل كثيراً عمّا ظهرت عليه».
وهي وجهة النظر التي يراها المخرج «قاسية» على التجربة التي واجهت صعوبات إنتاجية عديدة في ظل ميزانية محدودة عُمِل بها، وفريق عمل تقاضى أجوراً أقل، من أجل خروج الفيلم إلى النور، ولقناعتهم بالمشروع وإعجابهم بالفكرة، مشيراً إلى أن «الميزانية المحدودة أثَّرت على أمور عدة في الفيلم»، وفق قوله.
وأضاف أنه «على الرغم من اتفاقه مع جزءٍ من الانتقادات؛ خصوصاً أن الفيلم كان يُفترض أن يشهد مشاهد غرافيكس واستعراض عالم الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، وهي الأمور التي أُلغيت بسبب ضعف الميزانية وعدم القدرة على تنفيذ هذه المشاهد».
وأكد المخرج المصري أن طبيعة الفيلم مغايرة بشكل كامل للأفلام التي تلقى إقبالاً في شباك التذاكر، لذا يعدُّ الإيرادات التي حققها الفيلم أكثر من جيدة وتفوق التوقعات التي وُضعت لدى إنتاجه.