حذاؤك... قد يكون مصدر مشاكل القدمين لديك

اختيار الأنواع المناسبة للأطفال والنساء

حذاؤك... قد يكون مصدر مشاكل القدمين لديك
TT

حذاؤك... قد يكون مصدر مشاكل القدمين لديك

حذاؤك... قد يكون مصدر مشاكل القدمين لديك

يمشي الإنسان الطبيعي آلاف الكيلومترات على مدى سنوات حياته. ومن سوء الحظ أن يمشي المرء هذه الآلاف من الكيلومترات وقدماه تقبعان في أحذية غير مريحة ولا تناسب احتياجاتهما بشكل صحيح.
أحذية سيئة
إن ارتداء الأحذية الضيقة جداً أو الرخوة جداً أو التي لا تتمتع بدعم كاف لتراكيب القدم، يمكن أن يُؤدي إلى إجهاد غير مرغوب فيه على القدمين والكاحلين وأسفل الساقين والوركين والعمود الفقري. واستمرار هذا الضغط على تلك الأجزاء الحساسة في الهيكل العظمي والأربطة والأوتار والعضلات، يمكن أن يسبب الألم والإصابات التي قد تحد أو تمنع المشاركة الفاعلة في العمل والمشاركة الممتعة في الألعاب الرياضة والهوايات. وهو ما تعلق عليه الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام AAOS، بالقول: «لحسن الحظ، يمكن تجنب العديد من المشكلات المتعلقة بالقدمين من خلال ارتداء الأحذية المناسبة لقدمي المرء وجسمه وأسلوب حياته».
وبشكل عام بالنسبة للأحذية الرجالية، يتم تصنيعها في الغالب لتتوافق مع شكل القدم. والأحذية الجلدية هي أكثر دواماً واستقراراً. ولكن إذا كان الرجل يمشي مسافات طويلة بانتظام، فقد يكون من الأفضل ارتداء حذاء أكثر نعومة مع وسادة أكثر راحة على وسادة الدهون أسفل كرة مقدمة القدمForefoot. ولكن تبقى الإشكاليات في أحذية الأطفال والنساء.
أحذية الأطفال
> سنة العمر الأولى. يحتاج الطفل، في مراحل الرضاعة المبكرة، إلى ارتداء الجوارب فقط، وذلك للدفء والحماية. وحينما ينمو الطفل الرضيع ويبدأ في المشي منتصب القامة ومعتمداً على قدميه في حركة التنقل، يكون من الأفضل أن يمارس المشي بقدمين عاريتين، لأن ذلك يتيح للطفل أن يلمس الأرض بقدميه ويشعر بها بدرجة أعلى، ما يُؤدي إلى النمو الطبيعي في التواصل العصبي بين القدم والدماغ Foot - Brain Communication، أي فهم وإدراك الدماغ للسيطرة على حركة خطوات القدمين والشعور بالأرض وتغيرات مستوياتها أثناء مشي القدم عليها.
كما أن المشي حافي القدمين في الغرفة أو أماكن أخرى نظيفة من المنزل، يوفر للطفل في هذه المرحلة المبكرة من عمره نمو المدخلات الحسية للمشي على الأرض Ground Sensory Input، وهو ما يُسهم في تطور تقوية العضلات الصغيرة الداخلية في التراكيب العميقة للقدم، وتطوير بناء قوس القدم. أما خارج المنزل، أو في الأماكن غير النظيفة فيه، فيجب ارتداء الأحذية في جميع الأوقات لمنع الإصابات والجروح والتلوث.
> الأطفال الصغار. وعند شراء الأحذية الأولى للطفل، يجدر بالأم أن تقصد متجراً متخصصاً في الأحذية للأقدام التي تنمو. كما تجدر ملاحظة أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل، تكون قدم الطفل عريضة في منطقة قوس القدم، ولذلك من المناسب انتقاء أحذية توفر هذا العرض اللازم لتستقر وتركب فيه قدم الطفل بثبات وراحة.
وتعتبر أحذية سنيكر Sneakerالرياضية التقليدية أو أحذية النعل اللين Soft - Soled Shoe، من الخيارات الجيدة للأطفال في هذه المرحلة من العمر.
وفي مراحل تالية من الطفولة، فإن ارتداء الطفل لحذاء رياضي نموذجي منخفض الرقبة، أو ما يُسمى حذاء رياضيا ذا قطع منخفضLow - Cut Sneaker، بتغطية القدم إلى حد الكاحل، يوفر له الفرصة الطبيعية لتطور نمو الأربطة والعضلات الموجودة حول الكاحل والتي يُعد نموها بشكل طبيعي أمراً ضرورياً لتحقيق التوازن والثبات الجيد للقدم خلال المشي والحركة. وتكون الأحذية ذات القطع العالي، ملائمة في ظروف محددة، كالبرودة الشديدة أو وجود عيوب في القدم تتطلب تثبيتاً ملائماً له أثناء الحركة. كما يجب أن يكون صندوق الحذاء الأمامي، والخاص بأصابع القدم، صندوقاً فسيحاً وواسعاً بدرجة كافية لكي تتلوى فيه أصابع القدم وتهتز مع حركة مشي القدم Toes Wiggling Room.
> ملاءمة نمو القدم. واعتماداً على عمر الطفل ومعدل نموه، يوفر طول إضافي في حجم منطقة الأصابع، طولاً إضافياً لنحو ما بين ٣ إلى ٦ أشهر من النمو دون الحاجة إلى شراء حذاء جديد للطفل. وهذه السعة الإضافية لا تضر نمو قدم الطفل بشكل طبيعي، ولا على حركته.
ومع هذا، قد تنمو قدم الطفل بشكل أسرع مما نتوقعه في مختلف الأعمار والمراحل، لذلك من المهم التحقق بانتظام من ملاءمة أحذية الطفل لحجم قدمه. وإذا أصبح من الصعب وضع القدم في الحذاء أو لاحظت الأم أن طفلها يرغب دائماً في التخلص من حذائه، فهذا يعني أن الحذاء أصبح صغيرا جداً عليه وغير صحي له.
أحذية المرأة
تفيد الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام أن: ثمة مجموعة متنوعة من الأحذية النسائية في السوق. وتتراوح هذه الأحذية بين الأحذية اليومية المريحة والـ«كاجوال»، والأحذية الرسمية ذات الكعب العالي بارتفاع ٤ بوصات.
الخيار المثالي هو الحذاء الذي يحتوي على صندوق أصابع مربع أو واسع، مع كعب بارتفاع أقل من بوصتين. والحذاء ذو الكعب العالي High Heel وبمربع ضيق لأصابع القدم Narrow Toe Boxيُمكن أن يُؤدي بمرور الوقت إلى تغيير شكل القدم لتصبح على شكل الحذاء، ما يؤدي إلى تشوهات فيها، مثل أصبع القدم المطرقي Hammer Toesو«الذرة» أو «مسمار القدم» Corns.
وتوضح الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام أن الأحذية النسائية ذات الكعب الأعلى وذات الرأس المدببةPointed Toe، يمكن أن تسبب نشوء الوكعةBunionوآلاما في الركبة وآلاما في أسفل الظهر. وبالإضافة إلى ذلك، تضع الأحذية ذات الكعب العالي ضغطاً هائلاً على وسادة الدهون أسفل كرة مقدمة القدم. وكلما زاد ارتفاع الكعب وزاد ضيق الرأس المدببة للحذاء، زاد الضغط وارتفعت احتمالات الإصابات هذه. وتضيف الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام قائلة: «إذا كنت تفضلين ارتداء الكعب العالي، فابحثي عن حذاء به منصة أسفل صندوق إصبع القدم Toe Box Platform، مما يقلل الضغط الكلي على القدم. وإذا كنت تشترين حذاء بكعب منخفض، فتأكدي من أن الكعب آمن وأن هناك مساحة كافية في صندوق إصبع القدم».
- استشارية في الباطنية



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال