مصر: اكتشاف مقبرة صخرية تعود للعصر اليوناني الروماني غرب أسوان

تضم تابوتاً خشبياً يحمل النص الكامل للتراتيل الجنائزية

المقبرة الصخرية
المقبرة الصخرية
TT

مصر: اكتشاف مقبرة صخرية تعود للعصر اليوناني الروماني غرب أسوان

المقبرة الصخرية
المقبرة الصخرية

أعلنت وزارة الآثار المصرية أمس، العثور على مقبرة صخرية تعود للعصر اليوناني الروماني بمنطقة مقابر أغاخان، غرب محافظة أسوان، (جنوب مصر).
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس، إن «البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة العاملة بمنطقة مقابر الأغاخان، بغرب أسوان عثرت على مقبرة أثرية منحوتة في الصخر، لشخص يدعى (tjt)، تعود للعصر اليوناني الروماني»، مشيراً إلى أن «المقبرة يوجد بها تابوت خشبي يحمل نقوشاً باللغة الهيروغليفية، لاسم صاحب المقبرة، والنص الكامل للشعائر والتراتيل الجنائزية لآلهة الإقليم الثلاثة، وهي خنوم، وساتت، وعنقت، إضافة إلى المعبود حابي إله النيل».
وأوضح الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان، أن «المقبرة المكتشفة تخص أحد النبلاء الذين حكموا الإقليم في العصر اليوناني الروماني، وهي مقبرة منحوتة في الحجر الرملي، وتتكون من سلالم تقود إلى حجرتين شمالية وغربية، عُثر بواحدة منهما على دفنة واحدة، وفي الثانية عدة دفنات، مما يرجح أن المقبرة أعيد استخدامها في العصر اليوناني الروماني».
وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، إن «المقبرة تتكون من سلم يؤدى إلى حجرة جانبية، بها تابوت منحوت في الصخر، وحجرة أخرى أمامية عثر بداخلها على مجموعة من المومياوات في حالة سيئة من الحفظ، إضافة إلى 3 نيشات محفورة في الصخر».
ومن جانبها، قالت الدكتورة باتريشيا بياسنتيني، رئيسة البعثة الإيطالية، إن «البعثة عثرت على كثير من المقتنيات الأثرية المهمة التي تعود إلى العصر اليوناني الروماني، من بينها مجموعة كبيرة من الكارتوناج، تتكون من كارتوناج لقدمين مرسوم عليهما أصابع قدمي صاحب المومياء الذي يرتدي صندلاً، وتظهر من خلاله أظافر مذهبة، وكارتوناج أبيض، وكارتوناج لغطاء رأس كامل، في أعلاه قرص الشمس المجنح، إضافة إلى اثنين من الأقنعة الجنائزية المذهبة، وتمثالين صغيرين أحدهما بحالة جيدة من الحفظ لطائر البا، الذي يمثل روح المتوفى، وتظهر عليه جميع تفاصيل الزخرفة، ومجموعة كبيرة من الأمفورات مختلفة الشكل، وآنية من الفخار تحتوي على القار المستخدم في التحنيط».
وأضافت أن «البعثة الأثرية انتهت من عمل خريطة كاملة للموقع، واستكمال عملية الرفع المعماري لعدد 226 مقبرة من مقابر المنطقة».
وقال عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «منطقة مقابر الأغاخان هي امتداد لمقابر النبلاء في غرب أسوان، التي تقل أهمية وتاريخا وحضارة عن منطقة غرب الأقصر التي تضم مقابر الملوك والملكات». مشيراً إلى أن «منطقة غرب أسوان تضم مقابر النبلاء من عصر الدولة القديمة، مروراً بعصور الانتقال الأول والثاني، ووصولاً إلى العصر المتأخر والعصر اليوناني الروماني».
وأضاف أن «البعثة الأثرية المصرية بدأت العمل في هذه المنطقة منذ عام 2014، وانضمت لها هذا العام البعثة الإيطالية، وما زال العمل مستمراً في هذه المنطقة التي تضم 26 مقبرة، من أصل 226 مقبرة في منطقة مقابر أغاخان»، متوقعاً أن «تشهد المواسم الأثرية المقبلة كثيرا من الاكتشافات المهمة في هذه المنطقة».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.