دورة سادسة من اللقاءات الدولية للسينما في مرسيليا

تستضيف صربيا... وتستعيد تجربة يوسف شاهين

مشهد من فيلم «ولدي» لمحمد بن عطية  -  مشهد من فيلم «يوم أضعت ظلي» لسؤدد كعدان
مشهد من فيلم «ولدي» لمحمد بن عطية - مشهد من فيلم «يوم أضعت ظلي» لسؤدد كعدان
TT

دورة سادسة من اللقاءات الدولية للسينما في مرسيليا

مشهد من فيلم «ولدي» لمحمد بن عطية  -  مشهد من فيلم «يوم أضعت ظلي» لسؤدد كعدان
مشهد من فيلم «ولدي» لمحمد بن عطية - مشهد من فيلم «يوم أضعت ظلي» لسؤدد كعدان

تعود اللقاءات الدولية للسينما بمرسيليا الفرنسية، في دورة سادسة، ما بين أول وسابع أبريل (نيسان) المقبل، حاملة هم النشر والتعريف بالسينما العربية في مرسيليا، وأيضاً عبر مجموع فرنسا والحوض المتوسطي، مؤكدةً تحوّل المهرجان إلى مكان للّقاء وإغناء التجارب بين السينمائيين العرب ونظرائهم خارج المنطقة العربية.
وتقترح التظاهرة على جمهورها، على مدى أسبوع، فرصة لقاء عدد من المخرجين والمهنيين والمتخصّصين، ومتابعة النقاش الذي يلي عروض الأفلام المبرمجة وحضور «مقهى السينما»، فيما تشكل فقرة «ماستر كلاس»، التي يحاضر فيها المخرج السوري طلال دركي، فرصة للتّعرف على طرق تفكير واشتغال المخرجين، والتفكير في المضامين التي تنبثق عن اختيار الأفلام المعروضة، فيما تتناول فقرة الورش موضوعات متعددة، على علاقة بالكتابة والنقد والإخراج والحوار.
كما تفتح دورة هذه السنة نقاشاً مع الشّركاء في الضفة الأخرى للمتوسط حول مكانة النساء في السينما، في موضوع «مكانة وصورة المرأة في صناعة الأفلام العربية»، مع إلقاء الضوء على تراث الفيلم العربي وحياة مخرج كبير، من خلال فقرة «مخرج - مسار»، التي تحتفي بأعمال يوسف شاهين، وتشهد برمجة أفلام بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله، تشمل «باب الحديد» (1958) و«المصير» (1997) و«صراع في الميناء» (1956) و«الأرض» (1969) و«النيل والحياة» (1964) و«إسكندرية كمان وكمان» (1989) و«اليوم السادس» (1986)، مع برمجة حفل توقيع كتاب «يوسف شاهين الثائر الهادئ»، في حضور مؤلفه.
أمّا فقرة «وراء الحدود»، فتعرف برمجة مجموعة مختارة من الأفلام الصربية الحديثة، التي تلتقي في موضوعاتها مع أفلام المخرجين العرب، التي توجد في قلب برنامج التظاهرة. يتعلّق الأمر بخمسة أفلام صربية على علاقة بالتوجه العام للدورة. ويقول المنظمون، عن هذا الاختيار: «تفتيت بلد ما، انقسامات المجتمع، الحرب، الاختفاء من ثمّ الصّمت والأسرار، الكثير من النّدوب التي لا تزال صربيا تحمل آثارها، التي تجد صداها في التاريخ الحديث للشرق الأوسط. السينما الصربية، بعيداً عن حصر نفسها في الماضي المؤلم، تتملك تاريخ البلد وتلاحظ، في كثير من الأحيان، بحساسية وجرأة، الطريقة التي يتم بها إعادة تكوين الحياة اليومية وكتابتها. خمس كتابات معاصرة لمخرجين يتملكون الماضي وهذا التراث التاريخي والسياسي بعد 25 سنة».
وجاء في تقديم الدورة أنّ «الأسرة» توجد في قلب دورة هذه السنة، وذلك في سياق عالم مضطرب، تتراوح فيه حياة الناس بين الأمل والخيبات، حيث تتفرق العائلات، تتشتت أو تحاول العثور بعضها على بعض، وتتفكك الروابط ونقاط الارتكاز، فيما تتشكل نماذج أخرى، كانت قد فرضت في أوقات سابقة من طرف المجتمع. رموز أفلام الدورة السادسة، نساء في الغالب يحاولن إيجاد طرق أخرى للتّعبير عن ذواتهم: «أمام فظاعة الحرب، الشعور الذي يغمرني قادني بالضرورة نحو أشكال أخرى للتّعبير. لا أستطيع تقديم تفسير عن الحرب، لذلك عليّ أن أتحدّث عنها بشكل مغاير»، هكذا تحدثت المخرجة اللبنانية جوسلين صعب التي رحلت قبل أسابيع قليلة. يعلن المخرجون والمخرجات عن ثورتهم بتأكيد رغبتهم في الحرية، والعيش المتفتح في مجتمع متحول.
وانتهى التقديم إلى أنّ المهرجان، الذي يشكل فرصة للقاء وإغناء التجارب بين السينمائيين العرب ومن خارج المنطقة، سيواصل مسعى التعريف بالسينما العربية في مرسيليا والجهة، وأيضاً عبر مجموع فرنسا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وتُفتتح دورة هذه السنة بالفيلم اللبناني «غداء العيد» لمخرجه لوسيان بورجيلي، على أن تُختتم بـ«رسائل نملة عاشقة»، وهو فيلم لبناني فرنسي، من إخراج شيرين أبو شقرة.
ومن الأفلام الأخرى المبرمجة «بنزين» لمخرجته التونسية سارة عبيدي، و«تحقيق في الجنة» لمخرجه الجزائري مرزاق علواش، و«التقارير حول سارة وسليم» لمخرجه الفلسطيني مؤيد عليان، و«سارة» لمخرجته المغربية مريم بن مبارك، و«ولدي» لمخرجه التونسي محمد بن عطية، و«معركة الجزائر» لمخرجه الجزائري مالك بن إسماعيل، و«عن الآباء والأبناء» لمخرجه السوري طلال دركي، و«السعداء» لمخرجته الجزائرية صوفيا جاما، و«الرحلة» لمخرجه العراقي محمد جبارة الدراجي، و«طرس _ رحلة الصعود إلى المرئي» لمخرجه اللبناني غسان حلواني، و«يوم أضعت ظلي» لمخرجته السورية سؤدد كعدان، و«شهيد» لمخرجه اللبناني مازن خالد، و«العبور» لمخرجه الفلسطيني أمين نايفة.


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.