بدر بن عبد المحسن يتألق شعراً في باريس بمبادرة من مؤسسة «مسك الخيرية» واليونيسكو

في احتفالية تحت عنوان {الناي}

الأمير بدر بن عبد المحسن
الأمير بدر بن عبد المحسن
TT

بدر بن عبد المحسن يتألق شعراً في باريس بمبادرة من مؤسسة «مسك الخيرية» واليونيسكو

الأمير بدر بن عبد المحسن
الأمير بدر بن عبد المحسن

ليست المرة الأولى التي تقيم فيها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» نشاطات ثقافية، فنية أو اجتماعية، في مقر منظمة التربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» التي مقرها العاصمة الفرنسية. ولكنها المرة الأولى التي تخصص للشعر في يومه العالمي. وما يزيد هذه الاحتفالية تألقا أنها تقدم لجمهور جديد عربي - باريسي - فرنسي اسما لامعا في سماء الشعر السعودي والعربي، هو الأمير بدر بن عبد المحسن الذي يعد بذاته مدرسة شعرية بفضل عطائه طوال عقود طويلة وبفضل ما أضافه للشعر. وبهذه المناسبة، فإن احتفالية هذا المساء تقام أيضا بالتعاون مع مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية.
إذا كان «عيد الشعر» أو «ربيع الشعراء» قد انطلق من باريس «عاصمة النور» كما قبله «عيد الموسيقى»، فإن العرب لم ينتظروا عيده أو انطلاقته ليحبوا الشعر ويبدعوا فيه. فالعرب والشعر صنوان. من هنا، فإن احتفالية الليلة في قصر اليونيسكو، في أول يوم من أيام الربيع، تجمع بين تجربتين رائدتين: الأولى تاريخية، هي قصة الحب اللصيقة بين العرب والشعر، والثانية هي التجربة «الحديثة» التي مهدها باريس، والتي تجذرت سريعا في فرنسا والعالم، حيث إنه لا أقل من 12 ألف احتفال شعري يحصل كل عام في 65 بلدا.
أما احتفالية اليونيسكو هذا المساء التي اختير لها عنوان «الناي» وهو اقتباس من إحدى قصائد الأمير الشاعر، فإنها ستكون بلا شك تجربة فريدة بسبب شخصية الأمير بدر بن عبد المحسن من جهة، وبما له من يد بيضاء على هذا النوع الأدبي العربي الذي لقحه بإبداعاته المتميزة. ويكفي النظر فيما كتبه ونشره إن كان من الشعر النبطي أو من الشعر العربي الكلاسيكي للتعرف على فضله على فن الشعر. يضاف إلى ذلك الصدى الذي ستجلبه هذه الاحتفالية بفضل حصولها في أحد منابر الثقافة والتربية والعلم في العالم، أي اليونيسكو.
لم يقتصر عطاء الأمير الشاعر على الشعر وحده بل له الفضل في تكوين وتطوير الأغنية السعودية، حيث شدا بها معظم كبار المطربين السعوديين، وكان له الحضور في تحقيق الوصول الكبير للأغنية لتصبح أكثر جاذبية في المحيط العربي، بل وعزز من وصول الأمير في محافل عالمية كأحد أوجه الشعر العالمي.
أما الإضافة الأخرى، فتتمثل بما تقوم به مؤسسة «مسك الخيرية» بثقلها الخيري والثقافي، وشراكتها مع المنظمة الأولى في الثقافة عالميا، للتواصل مع الشعوب الأخرى، وإبراز الدور الثقافي السعودي، الذي يلعب الشعر فيه الدور الأبرز على مر التاريخ، في حياة السعوديين على المستوى الشعبي، وعلى المستوى الرسمي في آن واحد، إلى أن بات سمة من سمات المكون الثقافي السعودي في العصر الحديث. من هنا، فإن استضافة الأمير بدر في المنظمة العالمية التابعة للأمم المتحدة، جزء من شراكة بين مؤسسة مسك الخيرية ومنظمة اليونيسكو، التي تتضمن إقامة أنشطة مشتركة تعزز الروابط الثقافية والفكرية بين السعودية ومنظمة اليونيسكو وكثير من الدول الأعضاء لديها، بهدف تعزيز حضور الثقافة السعودية دوليا.
ويعد استثمار منصة «اليونيسكو» في اليوم العالمي للشعر فرصة لتسليط الضوء على ثراء الثقافية السعودية، عبر الشعر، وتعزيز حضورها عالميا، في أحد أشكال وصور التواصل مع الآخر، وإبراز القيم الإنسانية المشتركة عبر الإبداعات الشعرية السعودية، إضافة إلى ما يصاحب الأمسية من معرض فني سيعطي بدوره فرص التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعراء والمثقفين عبر العالم.
ولا تقتصر الاحتفالية على الشعر وحده بل يصاحبها معرض فني يحوي لوحات فنية من إبداعات الأمير بدر بن عبد المحسن في الفنون التشكيلية، في حين يشارك الفنان الإماراتي حسين الجسمي، بمعزوفات فنية خلال الأمسية لأول مرة من على خشبة مسرح اليونيسكو.
إذن عشاق الشعر العربي على موعد هذا المساء مع الأمير الشاعر. هو أيقونة ثقافية فنية شعرية سعودية مجددة، ساهم في تكوين الفن وتجديد الشعر، ما رسخ علاقة تاريخية بين الحاضر والماضي، وزادها بذلك عبر فنون الطرب التي أنشأها بكلماته الغنائية، وخاصة منها الوطنية التي لا تزال حتى اليوم علامة مهمة في تشكيل الأغنية الوطنية في السعودية.
أما اليوم العالمي للشعر فهو مناسبة أقرتها منظمة اليونيسكو في عام 1999، لأجل تعزيز مكانته سواء من حيث قراءته أو كتابته أو نشره، وقد انبعثت فكرته من أجل «دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير». وبحسب اليونيسكو، فإن هذا اليوم من شأنه أن يشكل «فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية».


مقالات ذات صلة

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.