مبادرات تضع اللبنانيات في الخطوط الأمامية

المرأة في لبنان تنخرط في سلاح الجو اللبناني
المرأة في لبنان تنخرط في سلاح الجو اللبناني
TT

مبادرات تضع اللبنانيات في الخطوط الأمامية

المرأة في لبنان تنخرط في سلاح الجو اللبناني
المرأة في لبنان تنخرط في سلاح الجو اللبناني

تطول لائحة القرارات والمبادرات التي ساهمت في تكريم المرأة اللبنانية هذه السنة في مناسبة «اليوم العالمي للمرأة». فغالبية المؤسسات والشركات من خاصة ورسمية أخذت على عاتقها إبراز دور المرأة الريادي بعد أن لاحظت قدراتها الفكرية والقيادية. ولعلّ حضور المرأة في السلك العسكري وبالتحديد في سلاح الجو اللبناني هو بحدّ ذاته دور غير تقليدي تلعبه المرأة اليوم في لبنان. إذ أعلنت قيادة الجيش مؤخرا عن انخراط نساء فيه مع أنها في المقابل تمنعهن من الوجود في الخطوط الأمامية في أقسام أخرى. فهذه القاعدة لا تطبّق في سلاح الجو مما أسفر عن تعيين امرأتين برتبة ملازم أول، في وظيفة طيار، وهما شانتال كلاس (27 عاما) وريتا زاهر (26 عاما).
فلقد تم قبولهما في سلاح الجو اللبناني بموازاة 6 نساء أخريات تقدمن بطلبات للقيام بهذه المهمة حتى يومنا هذا.
وتقول شانتال: «برأيي يجب على المرأة تخطي التحديات التي تواجهها على الصعيدين الاجتماعي والعائلي لتحقيق طموحها».
أما في شركة «كريم» لسيارات التاكسي، وبمبادرة منها لتمكين المرأة وتوفير فرص عمل لها بشكل أكبر قررت فتح باب التسجيل للسيدات للانضمام إلى عائلة سائقيها والذين تلقبهم بـ«الكابتن». ويعلّق إبراهيم مناع المدير العام للأسواق الناشئة في الشركة: «تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة نعلن عن إدراكنا لحاجة القطاع لمثل هذه المبادرة. ولذلك نفتح هذا الباب أمام السيدات لتزويدهن بفرص نجاح مواتية وبالتميز اقتصاديا». وبذلك ستتوفّر للنساء فرصة دخل إضافي تسهم في استقلاليتهن المالية. وستوفّر الشركة المذكورة دورات تدريبية متطورة لهن مما سينعكس إيجابا على قدراتهن ومهارتهن في قطاع النقل العام.
وفي إطار جائزة محمود كحيل للكاريكاتير والرسوم التعبيرية المصورة والتي يشارك فيها 37 فنانا من 15 دولة في العالم لوحظ أن نسبة مشاركة الفنانات بلغت الربع من مجمل العدد. أما فيما يتعلّق بفئة رسوم كتب الأطفال فإن هذه النسبة وصلت إلى النصف مقارنة بمشاركات الذكور، ومردّ ذلك ربّما إلى أن الفنانات يألفن أكثر هذا المجال، أو أن المؤلفين - من النساء في الغالب - يفضّلن التعامل مع فنانات مثلهن.
وفي المقلب الآخر من الكرة الأرضية وبالتحديد في ولاية بوسطن الأميركية برز اسم اللبنانية كارين كنج بعد أن راح يتردد اسمها في أروقة جامعة «سوفلوك» وتنشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي. وليتبين بأن كارين ابنة مدينة طرابلس في شمال لبنان قررت خوض انتخابات ترشحها لرئاسة جمعية «حكومة الطلاب» في الجامعة والتي تعدّ من الانتخابات الصعبة في الجامعة إذ تشهد منافسة حامية بين الطلاب. وبعد أن غامرت واجتهدت في معركتها الانتخابية هذه فازت الشابة اللبنانية بالمركز لتكون أول رئيسة لبنانية للجمعية المذكورة لعامي 2019 و2020 وكذلك أول طالبة في السنة الدراسية الثانية تحصد هذا المنصب.
وفي اليوم العالمي للمرأة تنافس بعض السياسيين في لبنان للتعبير عن مؤازرتهم للجنس اللطيف ودعمهم له في سبيل تحقيق المساواة مع الرجل. فغرّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عبر حسابه على موقع «تويتر» يقول: «في يوم المرأة العالمي نلتزم مواصلة العمل من أجل المساواة في الحقوق كما في الواجبات بين المواطنين وتمكين المرأة من قيادة القطاعات كافة لتحقيق التنمية والنهوض الاقتصادي والتوازن في مجتمعنا لأن تفويت الإفادة من هذه الطاقة هو خسارة وطنية». فيما كان للنائب اللبناني سمير الجسر تعليقا له في هذه المناسبة إذ غرّد بدوره يقول: «في يوم المرأة العالمي نوجه التحية لكل أم وأخت وزوجة وابنة وحفيدة، اللواتي ما أكرمهن إلا كريم وما أساء إليهنّ إلا لئيم كما أخبرنا رسول الله، واللواتي جعل الله في حسن تربيتهن مفازا من النار». وأضاف: «نؤكد على أن من يريد رفع كل أشكال التمييز ضد المرأة أن يبدأوا بإقرار قانون يمنح المرأة اللبنانية الحق في إعطاء جنسيتها لأولادها». وكان لوزيرة الداخلية ريا الحسن كلمتها في «اليوم العالمي للمرأة» إذ غرّدت على موقع «تويتر» تقول: «في يوم المرأة العالمي، لا بد من تحية مزدوجة، الأولى للمرأة اللبنانية التي أفتخر بها وأدعوها لتقديم المزيد من النجاحات والإنجازات، والثانية للرجل اللبناني الذي بات يؤمن أكثر فأكثر بضرورة تكافؤ الفرص والتساوي بالحقوق بين الجنسين. معا نحو التكامل لتحقيق نمو مستدام في مجتمعنا».
وغردت اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون للمرأة اللبنانية لمناسبة يوم المرأة العالمي على صفحة رئاسة الجمهورية تقول: «افرضي حضورك وانهضي وواجهي وارفعي الصوت والهيئة الوطنية لشؤون المرأة إلى جانبك».
وفي تغريدة ثانية قالت: «كما سبق وأثبتِّ حضورك ونجاحك في المجالات كافة، ثابري وتألقي، لا تقبلي بأن يحد من قدراتك أو يحبط عزيمتك أي رادع، تحرري من القيود وارفضي الظلم».


مقالات ذات صلة

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

يوميات الشرق احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

800 مليون دولار و32 جائزة «غرامي» ومسيرةٌ صنعت فيها نفسها بنفسها. مواصفاتٌ كانت كافية لتضع بيونسيه في المرتبة 35 من بين أقوى نساء العالم وفق تصنيف مجلة «فوربس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».